منذ سقوط صدام حسين وحتى هذه اللحظة، والأحاديث لا تتوقف، داخل العراق وخارجه، عن (تبعية) الأحزاب الشيعية العراقية للنظام الإسلامي القائم في إيران، وأحيانا يكون الحديث عن (وحدة الرحم وتوأمة الدم) التي تربط هذه الأحزاب بإيران، ليست الإسلامية فحسب وإنما إيران الفارسية.
التهمة الأخيرة سنهملها لأنها محض هذر سياسي. بالمقابل، سنهتم بما يقال عن تبعية هذه الأحزاب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونبدأ بطرح السؤال التالي:
من من الأحزاب والقوى السياسية العراقية،منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، من لم تكن له مرجعية أجنبية غير عراقية؟
وعندما نقول (أجنبية) فنحن نعني، هنا، أي تأثيرات غير عراقية، مهما كانت أصولها العرقية. ولعل من المناسب، لدعم وجهة نظرنا هذه، الاستشهاد بفهم العائلة المالكة (فيصل الأول وذريته) لمفهومي (الهوية الأجنبية، من جهة، و(الهوية العراقية المحلية)، من جهة أخرى. فرغم أن العائلة المالكة هي عربية ومسلمة، وقدمت إلى العراق من منطقة جغرافية لا تفصلها عن العراق سوى كثبان رملية، واقترن أسمها بتأسيس الدولة العراقية الحديثة، وظلت تحكمها لعقود، إلا أنها ظلت تعتبر نفسها (غريبة) في العراق و (أجنبية) مقارنة بسكانه الأصليين. وينقل عن الوصي على العرش، الأمير عبد الإله قوله في أخريات أيامه: quot;إذا كان العراقيون لا يريدوننا فنحن نذهب (إلى الحجاز) كما جئنا (للعراق).
التيارات الفكرية داخل العراق الحديث والتأثيرات الأجنبية
منذ السنوات الأولى لقيام العراق الحديث في عشرينيات القرن الماضي، دولة ومجتمع، وحتى عام 2003، تقاسمت النشاط السياسي داخله تيارات سياسية عديدة، تفرعت عنها حركات وأحزاب متنوعة، بعضها مارس الحكم فأثر على مسار الدولة والمجتمع، وبعضها لم يتسن له الحكم لكنه أثر، بسبب نفوذه المؤثر في الشارع العراقي، على مسار المجتمع. وكانت غالبية تلك القوى تنشط بوحي من مرجعيات غير عراقية. ولعل التيارين الأكثر نفوذا، من ناحية تأثيرهما، المباشر أو غير المباشر، في تكوين الدولة والمجتمع في العراق المعاصر هما، التيار اليساري الماركسي الذي غالبا ما كانت له سلطة الشارع، والتيار القومي العروبوي، بشقيه البعثي والناصري الذي تسنى له الوصول للحكم.
في ما يخص التيار الماركسي فأن كينونيته ذاتها داخل العراق، وليست أيديولوجيته فقط، ظهرت من رحم أجنبي، غير عراقي (ماركس). وبعد تأسيس الحزب الشيوعي، ظل الشيوعيون العراقيون يتماهون مع التجربة السوفيتية كأنها تجربتهم هم.
أما في ما يتعلق بحزب البعث العربي فأنه ولد داخل العراق بمرجعية شامية، غير عراقية (ميشيل عفلق). وظل العراقيون البعثيون يعتبرون عفلق (قائدهم المؤسس).
وفيما يخص العراقيين من القوميين العرب فقد ظلوا يعتبرون القاهرة قبلتهم، والزعيم المصري جمال عبد الناصر قدوتهم وملهمهم.
ومثلما كانت مصر الناصرية الرسمية مرجعية سياسية للقوى القومية العربية داخل العراق، فأن مصر غير الرسمية، (المعارضة) كانت، أيضا، مرجعية أيديولوجية لعراقيين آخرين (جماعة الأخوان المسلمين) العراقيين. فقد كانت الجماعة التي أسسها العراقي الشيخ محمود الصواف، بوحي من الناشط المصري حسن البنا، امتدادا لحركة الأخوان المسلمين العالمية.
وإذا كان القوميون العرب في العراق قد استعانوا بمرجعية عربية، فان السياسي العروبي العراقي رشيد عالي الكيلاني كان قد استعان بمرجعية أجنبية هي، ألمانيا النازية للمساعدة في تغيير النظام العراقي القائم وقتذاك، وتخلصا من التواجد الأجنبي الانجليزي.
الاستثناء أم القاعدة؟
كان ذاك زمن لم تكن فيه الأحزاب السياسية الشيعية العراقية قد نشطت سياسيا بعد، وبعضها ما كان موجودا، أصلا. وعندما ولدت هذه الأحزاب في منتصف خمسينيات القرن الماضي (حزب الدعوة، مثلا) فأنها لم تتشكل بأوامر إيرانية، ولم تتضمن برامجها أشارة إلى إيران، وبالطبع لم تتضمن أشارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنه، ببساطة، لم تكن هذه الجمهورية قد خلقت بعد. لكننا نعرف أن هذه الأحزاب هي أحزاب عراقية و(شيعية) في آن واحد. و(الشيعوية) هي فلسفة أو ايدولوجيا أو وجهة نظر أو عقيدة أو مذهب إسلامي، لها رؤيا متكاملة خاصة بها، في العبادات، والفقه، وتفسير تاريخ الإسلام، وحكم الخلافة الإسلامية، والعقائد، ولها مفهومها للحكم، وللعدالة...الخ. والشيعة لا يتواجدون في العراق فقط، وإنما في أنحاء مختلفة في العالم. لكن البعد الجغرافي، هنا، لا قيمة كبيرة له، فهو يختفي تماما، مثلما عند جميع الحركات العقائدية والسياسية، وتحل محله (أممية أو قرابة أو صلة رحم العقيدة).
وهكذا، بعد قيام الجمهورية الإسلامية (الشيعية) الإيرانية رحبت بها الأحزاب العراقية الشيعية. وهذا أمر متوقع وطبيعي. فإذا كانت حركات وأحزاب سياسية يسارية وثورية وعلمانية في مناطق كثيرة من العالم قد رحبت بالثورة الإيرانية، فكان من الأولى أن ترحب بها الأحزاب الشيعية العراقية. هذه الأحزاب رأت في الثورة الإسلامية الإيرانية بداية (للصحوة الشيعية)، ورأت في زعيم الثورة، الخميني، قائدها هي، وتعاملت مع النظام الإسلامي الوليد باعتباره مرجعية لها، ايدولوجيا وسياسيا، ويتوجب الدفاع عنه، ليس معنويا فحسب، وإنما عسكريا، إذا اقتضت الأمور. وهذا ليس بالأمر الشاذ، أو غير المسبوق (لنتذكر، هنا، الفيلق الأممي الذي تطوع في صفوفه مقاتلون من كل مكان من العالم خلال الحرب الأهلية الأسبانية، ولنتذكر، أيضا، اليساريين الفرنسيين الذين اشتركوا في الثورة الجزائرية، الضد بلادهم فرنسا، وكذلك المقاتلين العراقيين الذين اشتركوا في الكفاح الفلسطيني المسلح، والمدني، وأمثلة كثيرة أخرى).
لكن، هل يعني هذا أن الأحزاب الشيعية العراقية (بايعت) النظام الإسلامي الإيراني (على السمع والطاعة)؟
الأحداث التالية المتعاقبة أجابت على هذا السؤال بالنفي. والدليل على ذلك هو ظهور خلافات بين الأحزاب وبين النظام الإسلامي في إيران، حتى عندما كانت في ضيافته، وأدت تلك الخلافات إلى هجرة بعض من قادة هذه الأحزاب من إيران، والبحث عن أماكن أخرى لمواصلة نشاطهم. وفي الواقع، أن هذه الخلافات لم تقتصر على (الأحزاب) الشيعية العراقية، إنما شملت أعدادا من أفراد الانتجليسيا الشيعية العراقية التي بهرتها الثورة الإسلامية الإيرانية، في البداية، لكنهم اتخذوا لاحقا مسارا فكريا مختلفا، وأحيانا مغايرا تماما، وبعض من هولاء عاشوا في كنف النظام الإسلامي الإيراني، بسبب تواجدهم، اختيارا أو اضطرارا، في إيران، قبل أن يغادروها اضطرارا.
وبعد سقوط النظام العراقي عام 2003 ووصول الأحزاب العراقية الشيعية للحكم فأن تلك الخلافات بانت أكثر، ليس فقط لخلافات عقائدية فقهية (ولاية الفقيه)، ولكن لأن هذه الأحزاب وجدت نفسها، وقد أصبحت حاكمة لجميع العراقيين بكل تنوعهم، وجها لوجه أمام الواقع العراقي المحلي. وكان لا بد لها، حتى تستمر في الحكم، من مراعاة هذا الواقع، وإلا فأنها ستنتحر. وإذا كانت تلك الخلافات لم تظهر في البداية فلأن هذه الأحزاب والتجربة السياسية الجديدة التي قادتها وجدت نفسها محاصرة، تقريبا من عموم النظامين العربي والإسلامي، ولم يبق أمامها غير النظام الإسلامي الشيعي الرسمي في إيران الذي أيد، منذ البداية، النظام الجديد في العراق.
والآن، وقد مرت سبع سنوات على تجربة حكم الأحزاب الشيعية العراقية، ووسط الأزمة السياسية الطاحنة التي يشهدها العراق، لا يوجد ما يشجعنا على الاستنتاج بأن الأحزاب الشيعية العراقية هي أقمار تدور في فلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية. و لو كانت الأحزاب الشيعية العراقية تضع المصلحة الإيرانية قبل المصلحة العراقية، ولو كانت (تابعة) لإيران، أو تنفذ أوامرها، أو تلتزم نصائحها، لما شهدنا هذه الانقسامات الحادة في صفوفها، وما رأينا قادتها يزورون عواصم دول الجوار، طلبا للمساعدة في حل الأزمة.
الخصوصية العراقية
نعتقد أن أي جهة سياسية عراقية، مهما كانت أيديولوجيتها وخطها السياسي، لا يمكنها إلا أن تكون إقليمية عراقية، ولا يمكنها، حتى لو رغبت وأرادت، أن (تبايع على السمع والطاعة) أي جهة غير عراقية، أي أن تنفذ أملاءات مرجعيات سياسية أجنبية غير عراقية، لسبب رئيسي هو، خصوصية المجتمع العراقي، أي تعدديته، دينيا ومذهبيا وقوميا وثقافيا. وربما يضاف سبب آخر قد يبدو ثانويا، لكننا نراه مهما وهو، خصوصية الفرد، أو السياسي العراقي، ما دمنا نتحدث عن السياسة، أي وجود روح وطنية عراقية عند الفرد العراقي تصل حد الاعتداد المبالغ فيه، أو قد توصف بالعنجهية الوطنية. ولعل ما سنقدمه من أحداث أو وقائع يدعم وجهة نظرنا:
* أشرنا توا إلى قوة العلاقة الأممية التي ربطت بين الشيوعيين العراقيين والاتحاد السوفيتي، لكن منذ سنوات التأسيس الأولى للحزب الشيوعي العراقي، حرصت قيادته على تأكيد استقلالية الحزب كقوة عراقية وطنية محلية تنشط وفقا لظروف العراق المحلية الملموسة، وكان هاجس الوطنية العراقية طاغيا على تفكير مؤسس الحزب، فهد، منذ أيام التأسيس الأولى. وإذا كانت مفردة (أممية) ترد كثيرا في بيانات وخطاب الحزب الشيوعي، فأن مفردة (وطنية) ترد أكثر منها، حتى يكاد لا يخلو من ذكرها أي بيان حزبي. ولشدة حساسية مؤسس الحزب، فهد، إزاء مسألة استقلالية الحزب عن التأثير الأجنبي (السوفيتي) فأنه كتب في الذكرى السادسة والعشرين لثورة أكتوبر الروسية: quot;إننا شعب نحب وطننا ونعشق الحرية... ونعترف بأمجادنا القومية ونطمح بأن نشغل مكانا بين الشعوب المتقدمة العاملة في بناء الحضارة الإنسانية وتقدمها. (...) إن حزبنا الشيوعي جاء وجوده نتيجة لسير التطور وتألف من أعضاء كلهم دون استثناء من أبناء هذا الشعب واعتمد في تسيير أعماله على ما يجمعه من اشتراكات الأعضاء.quot;
* نعرف جميعا أن عبد السلام عارف أختلف مع رفيق دربه عبد الكريم قاسم، بعد ثورة 14 تموز 1958، وانشق عنه وكاد يعرض البلاد لمعارك أهلية، وصدر بحقه حكم بالإعدام، وأودع السجن، لخلاف سياسي يخص قضية واحدة هي، قضية الوحدة العربية، وإصرار عارف على قيام وحدة فورية بين العراق والعربية المتحدة. لكن عارف، عندما أصبح رئيسا للجمهورية لم يتقدم خطوة واحدة في طريق الوحدة العربية، ولم يتخل عن ذرة واحدة من زعامته لصالح زعامة عبد الناصر. وظل عارف يفكر ويتصرف كقائد عراقي وطني محلي، في كل شيء، بما في ذلك مفردات اللهجة العامية العراقية المحلية التي يتألف منها قاموس خطاباته العامة. وبسبب كثافة الشحنة العراقية المحلية عنده، فأن رفاقه من القوميين الناصريين كانوا يتهمونه بquot;التعصب العشائريquot;، وليس التعصب القومي العروبوي. وظل عارف يفكر ويتصرف ويحكم العراق كزعيم عراقي، بعيدا عن وصاية مصر ورئيسها جمال عبد الناصر. وعندما شك عارف بأن الرئيس المصري يقف وراء محاولة انقلابية دبرها أنصاره في العراق للتخلص منه (المحاولة الانقلابية التي قادها السيد عارف عبد الرزاق)، فأنه شرع quot;يشتم القومية والقوميين ويتهكم ويسخر من الوحدة العربية ويغمز من قناة الرئيس جمال عبد الناصرquot;، كما يذكر الوزير القومي الذي عمل معه، السيد عبد الكريم فرحان.
وبعد وفاة عارف حكم أخوه عبد الرحمن، وكان جل وزراءه من القومين العرب الناصريين، لكنه هو الآخر لم يحقق الوحدة العربية، ولم يشغل نفسه بتحقيقها، بقدر ما شغل نفسه، سوية مع رئيس وزراءه آنذاك، عبد الرحمن البزاز، في حل مشكلة عراقية داخلية هي، القضية الكردية.
ومن جانبه، فأن الرئيس جمال عبد الناصر لم يقم بزيارة العراق، ولو لمرة واحدة، لا خلال الفترة الأولى يعد التخلص على حكم خصمه عبد الكريم قاسم، ولا عندما تفرد (تلميذه) ومريده عبد السلام في الحكم. يقينا، أن ناصر كان يخشى أن تثير زيارته للعراق بعض الحساسيات العراقية (كانت تلك الحساسيات قد ظهرت إثناء زيارة الزعيم الجزائري، أحمد بن بلا، وإثناء زيارة نائب رئيس الوزراء السوفيتي، آنذاك، أنستاس ميكويان).
* حكم حزب البعث العربي العراق مرتين، الأولى لفترة قصيرة، والثانية لثلاثة عقود، ودون مشاركة من أي قوة سياسية أخرى. والبعث هو الحزب السياسي العراقي الأكثر إلحاحا في حديثه عن وحدة الأمة العربية، ويعتبرها أولوية الأولويات، وضمنها في شعاره المركزي. لكن الحزب لم يحقق شعاره العتيد هذا، حتى عندما كان (شقيقه) السوري في الحكم. وعندما تيقن صدام حسين أن الوحدة العربية بين العراق وسوريا على وشك أن تتحقق، فأنه فعل المستحيل، وضحى بمجموعة من أهم رفاقه القياديين، لمنع قيامها، لأن صدام أدرك، أن زعامة العراق ستفلت من بين يديه لو تحققت الوحدة العربية، أي أن صدام تصرف بتفكير محلي إقليمي عراقي. وظل صدام طوال فترة حكمه يفكر ويتصرف كعراقي محلي، وليس كقومي عروبوي (أطلق تسمية حمورابي على أحدى تشكيلات الحرس الجمهوري، وتسمية بابل على الصحيفة التي يصدرها أبنه، ووضع صوره الشخصية على جدران أثار حضارة وادي الرافدين، في أشارة منه لامتداد جذوره الرافدينية، وأنه واحد من سلسلة الملوك العظام في وادي الرافدين).
هل الأحزاب العراقية الشيعية تختلف عن بقية القوى السياسية التي تسيدت قبلها المشهد السياسي؟
لا نعتقد. والأمر كله يتعلق باستقرار وبثبات الأوضاع السياسية داخل العراق. فكلما ازدادت هذه الأحزاب ثقة بالنفس، وكلما تناقصت مخاوفها وشعرت بالاطمئنان، وكلما كبرت وتراكمت تجربتها، كلما نأت بنفسها، أكثر وأكثر، عن النموذج الإيراني، واستنبطت حلولا عراقية.
إن أي مراجعة لأقوال ولمواقف ولتصرفات قادة الأحزاب الشيعية العراقية، منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة، تكشف التغيرات التي طرأت في ما يخص العلاقة بينها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولعل من المناسب أن نستشهد بما قاله عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، قبل أيام، في زيارته للقاهرة، بأن: quot;قرار تشكيل الحكومة يجب أن يكون عراقيا يصدر من العراقيين على الأرض العراقية وعلى أساس المصلحة الوطنية العراقية.quot; و ما قاله الحكيم تردده الآن جميع الأحزاب الشيعية العراقية.
بالتأكيد، لن نعدم من سيقول بأن ما تعلنه هذه الأحزاب ليس سوى ذر الرماد في العيون، وأنها تقول شيئا وتفكر أشياء أخرى. لكن موضوعنا، هنا، ليس عن قراءة النيات،وقراءة الغيب، وإنما قراءة الواقع العراقي الذي يتحرك أمامنا. وحتى لو اتفقنا بأن ما تقوله هذه الأحزاب عن استقلالية القرار العراقي، ليس صحيحا، أو أنها أجبرت على قوله، فأن السؤال يظل هو هو:
لماذا تؤكد هذه الأحزاب، بإلحاح، على (استقلالية القرار العراقي)؟
لماذا لا تقول هذه الأحزاب بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما قاله رئيس حزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله عندما زار لبنان رئيس الجمهورية الإيرانية، محمود أحمدي نجاد؟
التعليقات