كنت قد كتبت مقالة قبل شهر تحت عنوان quot; محنة اختبار شعارات القائمة العراقية quot; وكان جوهر المقالة ان الشعارات الوطنية والقومية التي ترددها القائمة العراقية بصوت عالي يصل في بعض الاحيان الى مرحلة النشاز، ما هو الا غطاء على واقعها الطائفي الذي يحاكي واقع بقية القوائم البرلمانية في العراق لكن تبجح القائمة العراقية كان ضمن محاولة فاشلة مسبقا للالتفاف على واقع ديمغرافي وتاريخي في العراق و محاولة عودة حكم الاقلية من خلال استخدام بعض quot; الجسور quot; الشيعية مثل الدكتور اياد علاوي!
اليوم وقد تبينت حصة العراقية من المناصب وبعد توزيعها لهذه المناصب فلن يجد المراقب المحايد اي ذكر لتلك الجسور الشيعية في الواجهة بل سيجد الهاشمي والنجيفي والعيساوي والمطلك والعاني والعوادي، اما علاوي فقد تم ترشيحه الى منصب هو الاعرف من غيره بحجم تاثيره الذي يصل الى درجة الصفر في العملية السياسية في عراق اليوم خاصة مع وضع ضوابط تصويت داخل مايسمى مجلس السياسات لاتستطيع القائمة العراقية اصدار قرار واحد ملزم دون موافقة الاغلبية السكانية و البرلمانية المتمثلة بالتحالف الوطني، اما اسماء مثل الشيخ الشعلان و الكاتب العلوي وبطل الاهوار المحمداوي وغيرهم من اعضاء القائمة العراقية من غير السنة العرب فلا ذكر لهم الا في دفاتر البرلمان الخلفية وفي اروقة العراقية السطحية!! فلقد تم اغتصاب كل المناصب الرئيسية من قبل رموز السنة العرب في العراقية، وهذا هو الوجه الحقيقي للقائمة العراقية دون رتوش او محاولة رسم ابتسامة وطنية صفراء تخفي واقع طائفي واضح وصريح.
ان من حق العراقية ان توزع المناصب حسب ماتقرر لكن ليس من حقها ان تبيع علينا بضاعة وطنية كاسدة وشعارات قومية لاوجود لها على ارض الواقع الا ضمن محاولة رسم معادلة انقلابية على الواقع العراقي الجديد والصحيح بعد نيسان 2003. فطيلة سبعة شهور خدشت العراقية اسماعنا بشعارات لها اول وليس لها اخر واليوم تحولت مائدة العراقية الى مائدة دسمة للعراك على المناصب بينهم دون مشاركة الشيعة العرب من اعضاء هذه القائمة فلقد تم تغيبهم بشكل مثير للخجل ومثير للاستفزاز.
لذلك الحل الامثل امام العلوي والشعلان والمحمداوي ومن معهم الالتحاق بقائمة رئيس الحكومة السيد نوري المالكي باسرع وقت ممكن لتكون الامور في مكانها الصحيح في ظل اجواء سياسية تحكمها الطائفة والقومية.quot; رغم ان التحاقهم المتاخر هذا ان حدث لن يوثر على مستوى استحقاق التحالف الوطني، لكنه موقف سيسجل لهم في ظل استخفاف واستغفال وتجاهل وتهميش واضح تم استخدامه معهم quot; فلااعتقد ان احدهم يقبل ان يكون حصان طروادة بيد الهاشمي او النجيفي والعاني ومن معهم، الا يكفيهم انهم استخدموا كسجور لوصول هولاء الى مناصبهم!
خلال الاشهر الماضية كان الواقع يشهد اتصالات جانبية وسرية من قبل رموز العراقية تحث فيه على عدم تسليم علاوي اي منصب رئيسي لانه لايمثل السنة العرب !! وكل عناصر اللعبة هذه كانت مكشوفة منذ البداية الا على المساكين او الذين تلاعبت بهم الشعارات التي طرحت في سوق المناصب السري والعلني الذي تم تناوله في العراق خلال السبعة الاشهر الاخيرة بعد اعلان نتائج الانتخابات. ان الذي تم مع المحمداوي والعلوي والشعلان ومن معهم في واقع الامر اغتيال سياسي بحت حكمته شعارات فارغة من المحتوى وواقع طائفي واضح وصريح، وهذا هو الوجه الحقيقي للقائمة العراقية.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات