الحلقة الاولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

المسيحيون العراقيون: من هولاكو الى تيمورلنك
1/ مأساة العراقيين على يد هولاكو وخلفائه
عند سقوط الخلافة العباسية 1258 م، احتل هولاكو بغداد وعاث فيها فسادا، وأباد من سكانها بشرا لا يعد ولا يحصى، بحيث قتلت الآلاف المؤلفة من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، واستمر الذبح والقتل أكثر من أربعين يوما بشهادة المؤرخ ابن الفوطي البغدادي، خربت على إثرها بغداد خرابا كبيرا. وقد كان المسيحيون قد سلموا من المذابح بعطف من هولاكو نفسه، وإكراما لزوجته دقوز خاتون ووالدته سركوتي باجي.. وكانتا تدينان بالمسيحية.. فتنعّم المسيحيون بالاستقرار، وأهدى هولاكو قصر الخليفة المستعصم لكبير الجاثليق (كما تؤكد الموسوعة الكلدانية على هذه المعلومات، ج1، ص 107) وبنيت البيعة الجديدة. لقد بقي ملوك المغول يتعاطفون مع المسيحيين حتى مجيء السلطان غازان 1295- 1303م الذي دخل الإسلام وتزمّت في قراراته، وغيّر سياسته تجاه المسيحيين، وبدأ باضطهادهم، وصمم على استئصالهم وهدم كنائسهم، وأوقف احتفالاتهم. يقول الأب العلامة انستاس ماري الكرملي في كتابه: quot; الفوز بالمراد في تاريخ بغداد quot;: quot; إن المحن التي عاناها المسيحيون في عهد هذا السلطان لا يفي القلم بوصفها، فان هذا السلطان منع الرجال المسيحيين من الظهور في الشوارع، واستولى على دار البطريركية الدويدار، وأزيل ما بها من التماثيل والخطوط السريانية.. quot; (ص 67). ولقد حذا الخان المغولي خربندة خان حذو غازان خان، إذ فرض الإسلام على المسيحيين القاطنين في البلاد أو يدفعوا المال ووضع علامات عليهم لتمييزهم.. ولقد تحمّل المسيحيون كل الاهانات ودفعوا الضرائب للمغول.. وتشتت المسيحيون من مدن العراق نحو الجبال باستثناء الموصل إذ دفعوا المال بتبرعات الأهالي إلى الأبرشية وكادت بغداد تخلو من المسيحيين.. لقد عانى العراقيون جميعا من المآسي على العهد الايلخاني المغولي مقارنة بما كانوا عليه أيام الحكم العباسي. يقول المؤرخ هرمز م. أبونا في كتابه: صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية: quot; أما فترة التسامح المغولي.. فإنها في الواقع لم تكن ترقى إلى مستوى التسامح الذي شهدته كنيسة المشرق خلال حكم العديد من الخلفاء الأمويين والعباسيين. إلا أن الصراع بين القطبين المسيحي والإسلامي في الإمبراطورية الايلخانية التي أسسها هولاكو انتهى بهزيمة التيار المسيحي حين اعتنق المغول للإسلام وقاموا بفرضه دينا رسميا للدولة سنة 1295 م. ومنذ ذلك الحين فان مسألة القضاء على الوجود المسيحي الكثيف في بلاد ما بين النهرين كانت قد أصبحت جزء من السياسة اليومية للمغول وحلفائهم الأكراد، وسار عليها خلفائهم من الدويلات التركمانية لغاية الاحتلال العثماني لبغداد سنة 1536م quot; (هرمز ابونا، ص 33). ولا ادري لماذا أدرج المؤرخ ابونا الأكراد هنا مع المغول؟

2/ مأساة العراقيين على يد تيمورلنك (المسلم)!
لقد كانت امتدادات تيمورلنك نحو العراق كارثة تاريخية اكبر من حجم كارثة هولاكو، وقد احتل بغداد هو الآخر عام 1391 م وطافت بغداد وكل مدن العراق في بحر من الدماء ! ويشير العديد من المؤرخين والمستشرقين بتعجب بالغ كيف ان تيمورلنك فعل كل تلك الأفاعيل، وهو محسوب على المسلمين، بل ويستغربون جدا أفعاله النكراء، إذ كان تيمورلنك مسلما يدين بالمذهب الجعفري، وأنا أقول بأن الإمام جعفر الصادق وكل آل البيت (رض) براء من تيمورلنك ومن أفعاله الدموية والإجرامية. لقد حلل سايكلوجيته الدموية العديد من المؤرخين ومنهم المؤرخ البريطاني بوزورث، واكتشف كم كان متعصبا وغاشما ومتعطشا للدماء. يقول المؤرخ روفائيل بابو اسحق في كتابه (تاريخ نصارى العراق): quot; أما المسيحيون، فكانت حالتهم يرثى لها، فقد تبدد جمعهم وهربوا لاجئين إلى القرى والجبال النائية خوفا من القتل والذبح.. quot; (ص 112 ndash; 113). ولما دخل تيمورلنك بغداد ثانية عام 1400 م، أمر بذبح قاطنيها ذبحا، وخربت المساجد والمعابد وهدمت المدارس.. وهذا ما حدث للموصل أيضا، بحيث عاشت هي الأخرى مجزرة بشرية بشعة واحترقت بيوتها ومدارسها وأديرتها وجوامعها وأسواقها كلها ! وجاء في كتاب نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق للمؤرخ يوسف غنيمة: quot; هجر النساطرة بغداد والبصرة وكل مدن العراق ما عدا الموصل وتوابعها.. quot; (ص 151- 152). ويؤكد هذه الهجرة القسرية تقويم قديم للكنيسة الكلدانية النسطورية، نشره المطران بطرس عزيز عام 1917، جاء فيه: quot; قبل الهجرة الكبرى في القرن الخامس عشر، كان في بغداد وضواحيها ستة عشر ألف بيت مسيحي.. أما نهاية القرن السابع عشر خلت بغداد من المسيحيين إلا من نزر قليل quot;. لم تقتصر نكبة العراقيين أيام تيمورلنك على المسيحيين فقط، بل شملت كل العراقيين بمختلف طبقاتهم وأصولهم.. ومن حسن القدر ان مشروع تيمورلنك الخطير قد فشل، وانتحرت دولته الدموية بعد أن مات وصارع أبناؤه احدهم الآخر ! ولقد مرّ القرن الخامس عشر على العراقيين بتحكم البارانيين والبايندريين، وكان المجتمع يداوي جراحاته التي سببتها له النكبات والمآسي القادمة من الشرق دوما.. ليستقبل بطش الصفويين عند مطلع القرن السادس عشر، وتبدأ حركة الصراع بين الصفويين والعثمانيين على العراق.. ويبدأ فصل جديد من مآسي التاريخ لأربعة قرون قادمة.

المسيحيون العراقيون ابان العهد العثماني:
تعتبر فترة السيطرة العثمانية وما تبعها منذ العام 1516م وحتى 1914-1918 م، مرحلة حرجة بالنسبة لأبناء بلاد الرافدين عامة ولأبناء الكنائس السريانية خاصة، صحيح أنها تميزت بالاضطرابات العنيفة، إلا أن المجتمع العراقي بولاياته الكبرى الثلاث: الموصل وبغداد والبصرة، كان قد اوجد أساليبه للتعايش الرائع بين مختلف أديانه وطوائفه ومذاهبه وقومياته.. وان كانت الأحداث التاريخية التي مر بها السريان قاطبة غير مدونة بشكل كامل، إلا أن الوثائق العراقية المحلية لا تشير إلى أية اضطهادات ضد المسيحيين، بل أن شظف الحياة كان يعاني منه كل العراقيين ! وتعلمنا التواريخ المحلية ووثائق الأرشيف العثماني أن المسيحيين العراقيين قد وقفوا إلى جانب المسلمين في صمودهم البطولي أمام حصارات الشاه عباس الأول ونادرشاه لكل من بغداد والموصل إبان القرنين السابع عشر والثامن عشر، وخصوصا ما جرى من بطولات مشتركة ضد قوات نادرشاه في حصاره الشديد للموصل عام 1743، وقد انتصر الموصليون عليه انتصارا وهزموه (راجع التفاصيل في كتابي: حصار الموصل، 1990).، ويعلمنا المؤرخ المطران سليمان صايغ في كتابه (تاريخ الموصل، 3 أجزاء)، أن كنيسة الطاهرة قد تهدمت بتأثير قنابل نادرشاه أثناء حصاره للموصل، والكنيسة مع الدير الأعلى الذي كان الخليفة المأمون ينزل فيه سنة 830 م.. وعندما أعيد اعمار الكنيسة بعد فشل الحصار، جرى احتفال حضره الوزير الحاج حسين باشا الجليلي والي الموصل، وقد انشد الشاعر حسن عبد الباقي أفندي قصيدة عام 1744، جاء فيها:
عرّج بنا يا أخا الأسرار متعسفا
لبيعة ملئت عزّا وتقديسا
واقصد بنا قاعة للطاهرة بنيت
حتى بها تذهب الأتراح والبؤسا
فيها أناجيل لا تحصى فضائلها
كم عبدت كل مطران وقسيسا
وتيمت كم وكم رهبان بهجتها
وفي الأوائل كم دقوا نواقيسا
قم واستمع سحر الحان نغمتهم
تخالهم في ظلام الليل فانوسا
إلى أن يقول:
في هيكل الدير قم وانظر تر عجبا
من الأشعة كالمصباح مقبوسا
عالي الجناب وزير ضيغم بطل
حسين قام لها للضد دبوسا
(صائغ، تاريخ الموصل، ج1، ص 289).

حرية البعثات التبشيرية
لقد بدأت البعثات التبشيرية بالكاثوليكية نحو العراق منذ القرن السابع عشر، وازدادت إبان القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.. لقد قدم الآباء الكبوشيون عام 1626 إلى بغداد، وأسسوا لهم كنيسة ودير وأحرزوا نجاحا كبيرا في الأوساط العراقية كافة لمهارتهم في الطب والرياضيات، ووصل عدد المسيحيين ببغداد 1200 نسمة. وفي عام 1636 قدم الكبوشيون إلى الموصل وشرعوا يطببون الناس كلهم، فعاضدهم الاهلون، ولكنهم تركوا بغداد عام 1708، ثم تركوا الموصل عام 1724م. ثم قدم الآباء الدومينيكان الى الموصل عام 1750 يتقدمهم الأبوان الايطاليان فرنسيس طورياني وعبد الاحد كوديلنشيني، وتعلما العربية وأخذا بعلاج الناس. ولقد نجحت تلك البعثات في مشروعاتهم في الكثلكة إذ تأسست كنيستين كاثوليكتين أحداهما كلدانية والأخرى سريانية، وافتتح الدومينكان إرسالية تبشيرية في الموصل نجحت في نشر الكثلكة في الموصل وتوابعها من القرى المسيحية..مع حدوث انقسامات مذهبية واسعة بين المسيحيين الذين غدوا عدة أقسام، فانقسم السريان الشرقيون (= النساطرة) وكذلك السريان الغربيون (=اليعاقبة) وكذلك السريان الملكانيون (= الروم الارثودكس)،إلى ملل متفرقة، هذا عدا المذاهب البروتستانتية للمبشرين الأمريكان التي جاءت بعدئذ لتزيد الانقسام في ما بينها من جديد..
وكان السريان النساطرة منقسمين إلى آثوريين وكلدان، وانقسم السريان اليعاقبة إلى سريان أرثوذكس وسريان كاثوليك، وانقسم السريان الملكانيون إلى روم أرثوذكس وروم كاثوليك. ومنذ تلك الفترة حاولت كل ملة أن تنفرد بتسميتها الخاصة دينيا وملليا، حتى إن هذه التسمية أخذت اتجاها قوميا خاصا، والسريانية التي اشتقت منها كتسمية لبقايا أبناء هذه الحضارة، بل أن كل فئة بدأت تأخذ تسميتها على أساس مذهبي ديني حتى طائفة السريان الشرقيين التي اتخذت التسمية (=الآثورية) الصحيحة كانت تنظر إليها من زاوية مذهبية دينية بحتة، وقد تبعتها في نهاية القرنين الثامن عشر والتاسع عشر البعثات التبشيرية الأمريكية والانكليانية والكنيسة السلافية الروسية..
نعم، لقد حصلت بعض الدول الأوربية من الحكومة العثمانية ضمن الامتيازات العثمانية التي منحت لتلك الدول على فرمانات تعطيها الحق في نشر مذاهبها الدينية بين المسيحيين من رعايا الدولة العثمانية , وهكذا حدثت انقسامات مذهبية جديدة بين السريان. فقد اعتنق قسم من السريان النساطرة المذهب الكاثوليكي في القرن الثامن عشر الميلادي وبالأخص في سهول بابل والموصل ولقبوا أنفسهم بالكلدان , تمييزاً لهم عن النساطرة , كما استطاعت الإرساليات الانجيلية التبشيرية البريطانية والأمريكية أن تحقق مكاسب مذهبية لها من اتباع الكنيسة البروتستانية والكاثوليكية بين السريان , فنشأ السريان الكاثوليك والسريان الأنجيليين، وأصبح حال الطوائف المسيحية أفضل في عهد الدولة العثمانية مما سمح لهم ببناء الكنائس وأعمارها وممارسة طقوسهم الدينية دون تدخل من الولاة العثمانيين،وأصبح أبناء الطوائف المسيحية يتساوون أمام القانون ويتمتعون بروح التعاون والمساواة لاسيما في عهد والي بغداد الشهير مدحت باشا. و تفرع عن السريان الأرثوذكس في أواسط القرن السابع عشر السريان الكاثوليك.

الملل والطوائف المسيحية
دعوني أتوقف لذكر ملل المسيحيين العراقيين من خلال كنائسهم التي تشتمل كالتالي:
1- السريانية الأرثوذكسية الأم. (ومنها البوتشيانية / اليعاقبة).
2- النسطورية (التي تجمع اغلب الآثوريين / الآشوريين).
3- الكلدانية الكاثوليكية.
4- الروم الأرثوذكس (الملكانيون القدماء).
5- الروم الكاثوليك (الملكانيون المتكثلكين).
6- السريان الكاثوليك.
7- الأرمن الارثودكس
8- الأرمن الكاثوليك
وهناك كنائس أخرى في العراق،وهي حديثة يعود أقدمها إلى القرن التاسع عشر بتأثير الحركات التبشيرية التي قدمت العراق، أما الأرمن فان كنائسهم قد وجدت في مطلع القرن العشرين نتيجة نزوحهم إلى العراق بتأثير المجازر التي حدثت في مطلع القرن في تركيا. وهي لكل من:
9- طائفة اللاتين البروتستانت.
10- الطائفة الانجيلية البروتستانتية .
11- الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الاثورية
12- السبتيون (هؤلاء لا يعترف بهم من قبل كل مسيحيي العراق).
13- المعمدانيون.

وقفة تاريخية عند القرن التاسع عشر
إن كانت هناك اضطهادات وفتن قد حدثت في دمشق وبلاد الشام بين المسيحيين والمسلمين في القرن التاسع عشر، فان ذلك لم يحدث أبدا في العراق، باستثناء ما تعّرض له كل العراقيين، وخصوصا أولئك الذين يعيشون في بلدات وقرى وأرياف من اعتداءات قبلية ومن زعماء محليين كتلك الإمارة التي أسسها زعيم قبلي شرس جدا اسمه كور مير في عقرة كما شرح ذلك جوستن بيركنس وكان شاهد عيان على الأحداث، إذ كانت اغلب القرى المسيحية تتعّرض لهجماته المخيفة، كما سجلها القسس في سجلات كنائسهم ! وبالرغم من كل ما حدث في العراق من كوارث طبيعية ومجاعات شملت الجميع، إلا أن المجتمع العراقي لم يعش الفتن والقلاقل والتمردات التي عاشتها بلاد الشام إبان القرن التاسع عشر، وخصوصا تداعيات حكم ابراهيم باشا بن محمد علي باشا لبلاد الشام 1832- 1840، وما حدث من ثورات وتمردات من قبل الدروز والحورانيين.. إن التدخلات الأوربية في شؤون المنطقة قد سبب جملة كبيرة من المشكلات والفتن.. لقد ازدادت أهمية المنطقة اقتصاديا، مع ضعف المركزية العثمانية وهشاشة العثمانيين أمام الأوربيين.. لقد كانت مشكلات المسيحيين في بلاد الشام اكبر بكثير من العراق، بل أن المسيحيين العراقيين لم تكن لهم مشكلاتهم مقارنة بما في بلاد الشام التي ورثت صراعات محلية قديمة.. ثم ازداد الصراع مع تطور التدخلات الغربية ونشوء الثورة الصناعية.. ولعل اعنف فتنة حدثت هي في العام 1860.. وما أعقبها من هجرات ومآس، فلقد اثبت كل من المؤرخين المسلمين والمسيحيين اليوم، أن كل ما حدث لم يكن لأسباب دينية أو عقائدية أبدا، بل تبلور نتيجة مؤامرات أجنبية وعثمانية لأسباب اقتصادية، ومن جراء الامتيازات الأجنبية التي منحتها الدولة العثمانية للأوربيين.

وثيقة رسمية تثبت احصائية السكان في ولاية بغداد
جاء في سالنامه سي بغداد ولايتي جدولا مهما يثبت أعداد سكان ولاية بغداد حسب الطوائف الدينية، وهو مؤرخ في 1314هـ / 1896 م، اثبت نص صورته مرفقا بهذا البحث.. وهو يشتمل على أعداد السكان العراقيين (= الأهالي) والمقيمين (= الأجانب) جاء فيه:
1/ المسلمون الأهالي (161776 ذكور)، (5755 إناث). المسلمون الأجانب (5430 ذكور)، (158 أجانب). المجموع: (167206 ذكور)، (5913 إناث). عدد الدور (51477).
2/ الأرمن القدماء (= الارثودكس): الأهالي (266 ذكور)، (18 إناث)، الأجانب (58 ذكور)، (1 أنثى). المجموع: (324 ذكور)، (19 إناث). عدد الدور (123).
3/ الأرمن الكاثوليك: الأهالي (142 ذكور)، المجموع: (142). عدد الدور (51).
4/ اليهود: الأهالي (13127 ذكور)، (927 إناث)، الأجانب (174 ذكور)، (2 إناث)، المجموع:(13301 ذكور)، (929 إناث). عدد الدور (2448).
5/ البروتستانت: الأهالي (34 ذكور) (لا إناث). المجموع: (34). عدد الدور: (14).
6/ اللاتين: الأهالي (47 ذكور)، (1 إناث)، الأجانب (47 ذكور)، (1 إناث). المجموع: (48 ذكور)، (2 إناث). عدد الدور: (26).
7/ الكلدان: الأهالي (517 ذكور)، (لم تسجل الإناث)، الأجانب (135 ذكور)، (لم تسجل الإناث). المجموع: (652 ذكور). عدد الدور: (218).
8/ السريان والروم: الأهالي (301 ذكور)، (1 إناث)، الأجانب (1 ذكور)، (لم تسجل الإناث)، المجموع: (302 ذكور)، (1 إناث). عدد الدور: (117).
المجاميع: أهالي ولاية بغداد (176210 ذكور)، (6702 إناث). الأجانب (5799 ذكور)، (162 إناث). المجموع العام: (182009 ذكور)، (6864 إناث).
المجموع الكلي: 188873 نسمة
المجموع الكلي للدور: 54474 دارا
(راجع المصدر: سالنامه سي بغداد ولايتي لسنة 1315 هـ، المجلد 13، ص 325).

تحليل الوثيقة:
جاء في الصفحة نفسها شرحا بالتركية العثمانية يقول بأن عدد الذكور في داخل الولاية والمدرج في هذا الجدول والمستند إلى السجل الرسمي، ينحصر بالساكنين داخل المدن والقصبات، ولم يتم إدخال الكثير من أفراد العشائر والقبائل المقيمين بالخيم في الصحراء والبوادي، وذلك بسبب وضعهم الخاص وعدم إجراء إحصاء لهم، وكذلك بالنسبة إلى عدد الإناث، ولهذا فان العدد الدقيق لكل ذلك غير معروف. وقد تمّت الاستفادة من المعلومات المقدمة من إدارات النفوس بالنسبة للمتزوجين من الأشخاص الذين أدرجت أعدادهم في هذا الجدول.. بمعنى انه لم يدرج من أعداد الإناث سوى تلكن اللواتي وجدت أسماءهن في سجلات النفوس.
هنا ينبغي القول أن هذا الجدول الرسمي يشير بدلالات واضحة إلى أعداد نسبية، وليست ثابتة لكل سكان ولاية بغداد التي انكمشت على نفسها في نهايات القرن التاسع عشر، بعد أن كانت ولاية كبرى في القرن السادس عشر.. ومن الأهمية بمكان أن نتعرف على أعداد السكان وأعداد الدور.. ولكن ما يستدعي السؤال لكل مؤرخ ومهتم هنا، الفصل الذي نلحظه بين السكان الحقيقيين الذين سمتهم الوثيقة بالأهالي، والسكان المقيمين الذين أطلقت الوثيقة عليهم بالأجانب. أي أولئك الذين يمتلكون ما يثبت أهليتهم رسميا، وبين الذين لا يمتلكون ذلك.

انتهت الحلقة الرابعة وتليها الخامسة: ملكيون.. جمهوريون.. اسلاميون
www.sayyaraljamil.com