هل نساعد اسرائيل في اخماد الحريق أم نتفرج ونشعر بالارتياح؟

نختلف مع اسرائيل سياسيا وعقائديا وايديولوجيا. نرفض الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ونرفض سياسية الاستيطان غير الشرعية ونرفض سسياسة هدم البيوت وسرقة الاراضي ونرفض مراوغة نتينياهو واحتياله على العملية السلمية وتضييعه للوقت والضحك على الأميركان وابتزازه لأوباما. نعرف كل ذلك وندينه ونشجبه ونستنكره. ونقول ايضا على اسرائيل ان تغير سلوكها في الاراضي المحتلة وتدخل في مفاوضات جدية لانهاء الصراع انسجاما مع المبادرة العربية والتي تلبي احتياجات اسرائيل من أمن واعتراف وتعاون اقتصادي وقبول في المنطقة كشريك فاعل. ويتعين على اسرائيل احترام القانون الدولي ومواثيق جنيفا والشرعية الدولية لانهاء الاحتلال والتوصل الى سلام شامل وعادل. هذا ما يريده معظم العرب والمسلمين باستثناء مناضلين الاعلام الفضائي والتهديدات الشفهية من عواصم عربية واقليمية والذين يخططوا بمسح اسرائيل من الخارطة كلاميا ويدعموا القضية الفلسطينية لفظيا وشعاراتيا وبعضهم يتوسل لهدنة طويلة الأمد سرا ويعلن التحرير اعلاميا فقط.

والآن يشتعل حريق ضخم في منطقة حيفا والكرمل واسرائيل غير قادرة على اخماده. وتنادي العالم للمساعدة في اخماد هذا الحريق. أليست هذه فرصة ذهبية للدول العربية القريبة من اسرائيل ان تلبي هذا الطلب وحتى بمساعدات محدودة لاسباب انسانية وانقاذ ما يمكن انقاذه ولنثبت للعالم اننا لا نكره اليهود ولا نحقد عليهم ولا نريد القاءهم بالبحر بل نحن أمة متسامحة انسانية ونثمن قيمة الانسان والحياة..

لسنوات طويلة حصلت اسرائيل على تعاطف العالم بتسويق الفكرة الخاطئة انها محاطة بدول متعطشة للدماء وان العرب سيشربوا دم الاسرائيليين. لنثبت للغرب واليهود داخل فلسطين وفي الخارج اننا لسنا ضد الشعب اليهودي بل نحن ضد السياسة الاسرائيلية الاستيطانية الاحتلالية.

لا بد من الاشادة بالموقف الأردني الشجاع في تلبية الطلب بالمساعدة حيث تشارك وحدات خاصة اردنية بمكافحة الحرائق واكدت الاذاعة الاسرائيلية ان قوات الاطفاء الأردنية تساهم في اعمال اخماد الحريق. وكذلك ارسلت السلطة الفلسطينية فريق من الدفاع المدني ليساهم في اعمال الانقاذ. لا يمكن التقليل من الأهمية الاعلامية للخطوات الجريئة التي اتخذتها الأردن والسلطة الفلسطينية. يمكن القول انها ضربة معلم في العلاقات العامة.

طبعا هناك من يفضل التقاعس والشماتة والشعور بالارتياح لما يحدث.

اعلامي عربي - لندن