سعى نظام ولاية الفقيه الى إيلاء إهتمام خاص لبلدان المغرب العربي(ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب و موريتانيا)، بإعتبارها بوابتها الرئيسية للدخول الى البلدان الاخرى للقارة الافريقية من جهة، وان ترسيخ و توطيد نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية سوف يکون بمثابة کماشة ضغط على بلدان عربية مهمة کمصر و العربية السعودية.


وقد کان بدأ النظام الايراني برنامج عمله التخريبي في بلدان المغرب العربي من خلال ماکان يطبل له على أساس لما سماه دعمه للصحوة الاسلامية حيث قام عن طريق نشاطاته الاستخباراتية المريبة بالنفوذ الى داخل القوى و التنظيمات الاسلامية التي کانت معظمها سنية ومن هناك وضع اللبنات الاولى لنفوذه بتلك البلدان. وهذا النشاط، قد رکز بشکل خاص على تونس و الجزائر و المغرب، حيث سعى لتغذية بعضا من الحرکات و الجماعات الاسلامية هناك و توظيفها بإتجاه يخدم مصالحها و أهدافها السياسية و الامنية، وعلى الرغم من ان الاجهزة الامنية في معظم تلك البلدان قد أتخذت الحيطة و الحذر من احتمالات التحرکات المشبوهة لنظام ولاية الفقيه، لکن هذا النظام وعبر اساليبه الخبيثة و الملتوية المتمرس بها، قد تمکن من التمويه على تحرکاته تلك حيث کساها بأغطية متباينة عبر إستغلاله لکل الطرق المباحة و غير المباحة، وقد قام هذا النظام وبعد أن استتب له الامر نوعا ما بين بعض من التنظيمات و الجماعات الاسلامية هناك، بدأ بتطبيق مرحلة أخرى من برنامجه الخبيث، إذ قام ومن خلال طرق مختلفة تراوحت بين الاغراء المادي و التأثير الفکري العقائدي عبر إستخدام الدين کوسيلة للوصول الى غايات و اهداف خبيثة، بالعمل على تغيير مذهب البعض منهم و جعلهم شيعة ذلك ان هذا النظام کان يدرك ان أي سني ماأن يمتلك مستوى محدد من الوعي السياسي و الثقافي فإنه يدير ظهره لهذا النظام الدجال المتاجر بالدين، ومن هنا فقد أدرك نظام ولاية الفقيه من أنه لامناص أمامه سوى القيام بالعمل على تهديد الامن الاجتماعي لهذه الدول و السعي لتغيير نسيجه و مکوناته کبداية قوية لزعزعة الامن القومي لها، وهو سعي قد حقق للأسف شئ من التقدم على الارض، حتى أن نظام الملالي قد قام بطبع و نشر کتب عن أناس من دول المغرب العربي يطرحون فيها تجاربهم عن کيفية تحولهم للمذهب الشيعي مشککين و طاعنين بالمذهب السني کما هو الحال في کتاب(ثم أهتديت) للتونسي محمد التيجاني السماوي، الذي وزعه نظام ولاية الفقيه بشکل واسع وملفت للنظر مرکزا على مفردة(الاستبصار)، أي ان السني الذي يتشيع يستبصر وکأنه يتحول من العمى الى الابصار وهي کما هو واضح مفردة في غاية الاستفزاز وان واقعنا الاجتماعي کعرب في غنى عنه وکل من تسول له نفسه لتسويغها او تفعيلها على الارض، فإنه لافرق بينه و بين الصهيوني او أي عدو لدود آخر من أعداء الامة العربية، ذلك لأن الصهاينة غاية مناهم أن يزرعوا بذور الفرقة و التشتت بين ظهرانينا.


اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، ندعو أشقائنا العرب في کافة بلدان المغرب العربي الى عدم الانخداع و الانجرار وراء اوهام و أکاذيب و دجل نظام ولاية الفقيه ونؤکد لهم بأن هذا النظام الفاشي والنازي الذي لايرتدع عن ذبح أبناء الشعب الايراني و مواجهتهم بالحديد و النار و السجون و المشانق و الرصاص وحتى بالاغتصاب، ليس يرأف او يهتم بأمور و شؤون المسلمين في العالم کما يدعي في إعلامه الملئ بالاکاذيب و الاراجيف الباطلة و ندعو الاجهزة الامنية في دول المغرب العربي الى المزيد من فتح أعينها و التصدي لمخططات و مشاريع هذا النظام و وأدها في مهدها.


*المرجع السياسي للشيعة العرب.