يسألني بعض القراء: لماذا نشر غسيلنا الفلسطيني الوسخ الآن؟ . أقول لهم: لأنه فاض الكيل بالشعب الفلسطيني من جراء ممارسات وأكاذيب ما لا يقل عن خمسة وعشرين فصيلا فلسطينيا، تتاجر منذ عام 1965 بالقضية الفلسطينية دون أن تحقق خطوة وطنية حقيقية على الأرض، وما حققته فقط هو أثرياء وأغنياء ولصوص من قياداتها وأولادهم وأقاربهم ومرافقيهم . ومن لا يصدق هذه الحقائق فليستمع لآهات وأحزان شعبنا الفلسطيني في القطاع والضفة وكافة أماكن الشتات والمنافي. فاض الكيل لدرجة أن الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة يتحسر على أيام الإحتلال الإسرائيلي المباشر، وقد سمعتها في أكثر من مخيم ومدينة وهم يقولون علنا بحزن: سقى الله على أيام الإحتلال!!!.

جماعة أحمد جبريل مثالا

أقولها بصراحة لا عداوات شخصية بيني وبين أي دكان من هذه الدكاكين التي تطلق على نفسها اسم (تنظيمات)، وهي في الواقع مجرد تجمعات لشخص من يسمي نفسه الأمين العام ومساعديه وأقاربه ومرافقيه، وقد خبرناهم في بيروت ودمشق والأردن والجزائر وتونس، ومن يصدق أنّ شعبا من الشعوب التي تناضل من أجل دولة مستقلة لديه ما لا يقل عن خمسة وعشرين تنظيما أو حزبا أو دكانا، وكل قارىء يختار ما يناسبه من تسمية. وأقولها صراحة لا عداوة شخصية بيني وبين جماعة أحمد جبريل، بالعكس ربطتني صداقة عميقة مع أناس شرفاء منهم، اسمعوني آهات وشكاوي وأحزان ترفع الضغط من ممارسات هذه الجماعة بإشراف وتوجيهات من يطلق على نفسه من عام 1969 الأمين العام. طبعا هذا ينطبق على كل تلك الدكاكين التي رسخت استبدادا شخصيا لا يختلف عن استبداد الأنظمة العربية، بل هو أوسخ منها لأنه من اشخاص يدّعون العمل من أجل التحرير والدولة المستقلة.

هل هذه قواعد للتحرير والدولة المستقلة؟

انسحبت كل الفصائل أو الفسائل أو التنظيمات أو الدكاكين من لبنان بعد حصار عام 1982، وتمركز بعضها في مخيمات الجنوب اللبناني بدون قواعد عسكرية علنية، تحمل السلاح والصواريخ رغم أنف الدولة اللبنانية. فلماذا جماعة أو دكان أحمد جبريل فقط ما زال لهم قواعد عسكرية علنية مسلحة في البقاع اللبناني، أي داخل دولة عربية مستقلة، انسحب منها الجيش السوري رغم قوته وعتاده وبقيت هذه القواعد متحدية استقلال الدولة اللبنانية، بسلاح وحواجز علنية لا علاقة لها بمقاومة الاحتلال أو أي عمل نضالي مقاوم. وبعكس ذلك من حين إلى آخر يتحرشون بقوى الأمن والجيش اللبناني ويحتجزون عناصره،كما حدث في ابريل الماضي ومرات عديدة أخرى.

هل يجرؤون على قواعد عسكرية في سورية؟

إذا كانوا يدّعون أنها قواعد عسكرية للمقاومة، فلماذا لا يتجرأوا على إقامة قاعدة واحدة داخل الأراضي السورية، وتحديدا على حدود الجولان المحتل، إن كانوا مقاومين فعلا وليسوا مقاولين بالنيابة عن أنظمة معينة!!. عشت في دمشق تسع سنوات من عام 1982 إلى عام 1990، وكانت تعليمات الضابطة الفدائية ( جهاز المخابرات السوري المسؤول عن الدكاكين الفلسطينية) بمنع اطلاق أية رصاصة على إسرائيل من الحدود السورية، وكان يسهل وصول تلك الدكاكين للجنوب اللبناني لمقاتلة إسرائيل حتى آخر مواطن لبناني!!. أي لماذا الاستقواء على الدولة اللبنانية فقط؟ لماذا الخوف والجبن أمام المخابرات السورية فقط؟. وبصراحة أنا لا ألوم المخابرات السورية على ذلك لأنها تعلمت الدرس الأردني عندما عاثت تلك الجماعات أو العصابات عبثا وتخريبا داخل المجتمع، فحددت وجودها في مكاتب إعلامية شكلية ديكورية فقط. عرفتهم جميعا لسنوات في دمشق وبيروت، حيث لا نضال ولا مقاومة بل استغلال للقضية أوجد منهم مئات من أصحاب الملايين والعقارات وأغلبهم لا يحمل شهادة الثانوية العامة، لذلك منذ عام 1965 أي منذ 45 عاما والقضية تتراجع من مسخرة إلى مسخرة، وهذه القيادات تبذخ بملايين وحياة لا تختلف عن حياة أثرياء واصحاب الملايين في دول الخليج العربي وغيرها.

اسمعوا تفاصيل زواج ابنة وابن خالد مشعل

أقام خالد مشعل في الحادي عشر من نيسان 2008 حفل زفاف ابنته فاطمة على صلاح ارشيد في العاصمة السورية دمشق، وكان حفلا اسطوريا حسب كافة الإعلاميين الذين حضروا الحفل وقطاع غزة تحت الحصار، وتؤكد كافة التقارير أنّ الحفل كلّف على الأقل مليون ونصف المليون دولار. وقد تم إرسال تذاكر سفر خاصة لمدعوين من عدة دول عربية من بينهم من القاهرة فهمي هويدي ومحمد البلتاجي عضو مجلس الشعب مندوبا عن مرشد جماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف. وكذلك من تونس راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، وكافة من يطلقون على أنفسهم ( الأمناء العامون للدكاكين الفلسطينية في دمشق). وقالت صحيفة اليكترونية حضر مندوبها الحفل: ( واستمر حفل الزفاف على أنغام أندلسية وأغان تتضمن دعوات دينية وابتهالات للعروسين اللذين احتفلا مع أصدقائهما في الغناء والرقص حتى الصباح في مكان غير معلوم إلا لأقرب المدعوين ). والمدهش المحزن أن الشيخ خالد مشعل لم يبخل على العروسين والمحتفلين بالمزايدة النضالية رغم بذخ الحفل الذي كان المحاصرون في غزة أولى بنفقاته، إذ قال للمحتفلين والراقصين على أنغام ( يا زمان الوصل في الأندلس ): quot; كون ابنتي فاطمة من لاجئي عام 1967 وصهري طارق من لاجئي عام 1948، هذا يعني سوف يتمكن ابن طارق وفاطمة من الذهاب إلى أراضي 1948 لأن حق العودة مقدس ). تصوروا المزايدة وقت البذخ الملاييني.

ونفس البذخ تكرر في حفل زفاف ابنه وليد في فبراير 2010، إذ سافر من أجله وفد طويل عريض من إخوان الأردن، من المؤكد أن تكلفة سفرهم وإقامتهم بفنادق دمشق كانت تكفي لإعاشة عشرات الأسر في القطاع المحاصر. وحسب تقرير موقع عمون الأردني quot; أما البذخ الملاحظ في العرس فهو باقات الورد التي وضعت بالعشرات على الصفين مقدمة من اصدقاء والد العريس ).

وللمنافقين دور أيضا
هذا الحفل الأسطوري لوليد ابن خالد مشعل لم يخل من فرص للمنافقين شعرا ونثرا، فقد تقدم من أطلق على نفسه ( الدكتور عبد الغني التميمي ) بما أسماه قصيدة شعرية، ولا علاقة لها بالشعر أو النثر أو البلاغة المحترمة، إذ بدأها بقوله:
ليلتنا رائعة الجمال فريدة الخصال في الليالي
من حسنها يزينها بدران البدر والعريس بدر ثان

وللقارىء أن يتصور بقية البدور التي تضمنها هذا الكلام الفارغ من أي معنى!!!.


وباختصار محزن،
فإن أصحاب هذه القواعد العسكرية في لبنان فقط لا علاقة لهم بالتحرير والدولة المستقلة، وبالتالي يجب إزالة قواعدهم احتراما لسيادة لبنان، ولينقلوها لدمشق إن كانوا رجالا فعلا، واصحاب هذه الأعراس الباذخة ما عاد من حقهم المزايدة بالنضال بعد انقلابهم العسكري الذي أدخل الانقسام الفلسطيني عامه الرابع...وإلى أجل غير معروف!!!.
[email protected]