فخر لفلسطين والسلام في العالم: الأسقف منيب يونان رئيس للاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية

كان يوم السبت الموافق الرابع والعشرين من يوليو 2010 يوما تاريخيا بالنسبة لفلسطين والفلسطينيين والمسيحيين العرب عامة، إذ تمّ في مدينة شتوتجارت الألمانية انعقاد الجمعية العمومية الحادية عشرة للاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية الإنجيلية الذي يمثل حوالي 66 مليون مسيحي في العالم، تضمهم 145 كنيسة في 79 دولة منها فلسطين. وفي هذا الاجتماع تمّ بالأغلبية العظمى انتخاب الأسقف الفلسطيني منيب يونان، رئيسا للاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية في العالم أجمع.
عرفت الأب منيب يونان شخصيا منذ عام 1996، وتكررت لقاءاتي به أثناء زياراته لمدينة أوسلو منذ التؤأمة أو التعاون بين كنيسة الرجاء في رام الله وكنيسة جرفسن في أوسلو. ومن خلاله تعرفت على العديد من الأصدقاء والصديقات من كنيسة الرجاء. من خلال هذه اللقاءات تسلل هذا الأب الأسقف منيب يونان لقلبي قبل عقلي بطيبته وتواضعه اللذين هما تجسيد طبيعي ومؤثر لتعاليم السيد المسيح، وهذا ما جعل أصدقاءه النرويجيين يسعدون بأية زيارة له، حيث يقدم صورة المسيحي الشرقي في أبهى مظاهرها، وكيف يمكنني أن أنسى إصراره رغم ازدحام برنامجه وضيق وقته أن يزورنا في المنزل ولو لوقت قصير. هل هناك طيبة ومحبة أكثر من ذلك؟. ما أدهشني هو أنّ الأب منيب يونان من مواليد مدينة القدس عام 1950، إلا أنّ والده أندريا يونان لاجىء من مدينة بير السبع إلى القدس، وهذا ما أعاد ذكرياتي حيّة لمدينة بير السبع التي ولدت فيها عام 1944.
وللتعريف بالأسقف منيب يونان الذي أصبح شخصية كنسية عالمية، سأورد سيرته الذاتية كما وردت في بداية ترجمته للغة العربية ودراسته لكتاب (إقرار أوسبرغ) الذي quot; يعدّ الكتاب العقائدي الرئيس للعقيدة الإنجيلية اللوثريةquot;، وقد صدرت هذه الدراسة والترجمة العربية عام 1993 في مدينة القدس، وهو كما وصفه المطران نعيم نصّار في تقديمه: quot; ولا شك في أن أهميّة كبيرة تكمن وراء صدوره باللغة العربية، وهي تجربة رائدة في تقديم وشرح العقيدة الإنجيلية القائمة على كلمة الله ومحورها الإنجيل، البشارة المفرحة والمقدمة لجميع الناس. إن هذا الكتاب سيضيف بُعداً لاهوتياً جديداً للمكتبة الإنجيلية التي ستساعد طلبة اللاهوت وكل لاهوتي مختص وكل مسيحي على تفهّم العقيدة الإنجيلية اللوثرية تفهما أفضلquot;.
ورد في سيرته الذاتية الحافلة بالجدّ والدرس والعطاء:
- سيم منيب يونان مطراناً للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة في 5/1/1998.
- سيم قسيساً في 30/5/1976. وأجريت مراسيم التكريسين في كنيسة الفادي في القدس.
- تولى رعاية كنيسة الإصلاح الإنجيلية اللوثرية في بيت جالا من 1979 ndash; 1984.
- تولى رعاية كنيسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية في رام الله من 1984 ndash; 1998.
- انتخب رئيساً لمجمع الكنيسة الإنجيلية اللوثرية عام 1990 وبقي في هذا المنصب حتى 1998.

الدراسة:
- درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة الإنجيلية اللوثرية في القدس وبيت جالا. وحصل على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) في الكلية الأهلية في رام الله، عام 1968.
- . درس شماساً في كلية الشماسين في Luther Opisto في Jauml;rvenpauml;auml; في فنلندا 1969 ndash; 1972.
- التحق بجامعة اللاهوت في هلسنكي في فنلندا عام 1972، حيث حصل على شهادة الماجستير في اللاهوت بتفوق. وكتب أطروحة الماجستير quot;الاختيار في نبوة أشعياء الثانيquot;.

العائلة :
- ولد المطران منيب يونان في 18/9/1950، في القدس، من أبوين مسيحيين إنجيليين، هما أندريا يونان، لاجئ من بئر السبع، وأليس قندلفت من القدس الغربية.
- تزوج في 21/8/1980 من السيدة سعاد يعقوب من حيفا. وقد رزقهما الله ثلاثة أولاد.
المناصب التي يتقلّدها:
- عضو في اللجنة اللاهوتية لاتحاد الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط. 1991 ndash; 1996.ومنذ 1994 هو رئيس هذا الاتحاد. (FMECC).
- منذ عام 1998 عضو في اتحاد الكنائس العالمي. (WCC)
- رئيس مجلس إدارة اللجنة المسيحية الدولية/القدس (ICC) 1998 ndash; 2004.
- رئيس مجلس إدارة مستشفى أوغستا فكتوريا في القدس، منذ 1998.
- عضو في مجلس إدارة مدرسة اللاهوت ndash; بيروت، منذ 1999.
- عضو في المجلس التنفيذي لاتحاد كنائس الشرق الأوسط (MECC) منذ 1995.
- عضو مع حق التصويت في مجلس الاتحاد اللوثري العالمي، منذ 1997.
- نائب رئيس الاتحاد اللوثري العالمي منذ تموز 2003.

المبادرات والنشاطات:
- في اللقاءات بين الأديان والحوار بينها، منها بين المسيحيين واليهود المحليين، وبين الديانات السماوية الثلاث في فلسطين، منذ 1991.
- أحد المشاركين في تأسيس مركز اللقاء للدراسات الدينية، القدس.
- في الحركة المسكونية، تنظيم الصلات وتنشيطها بين الكنيسة اللوثرية والكنائس الأخرى في القدس.
- منذ عام 1998 عمل على تعميق الصلة الحميمة مع الكنائس اللوثرية، وعقد اتفاقات شراكة وتوأمة مع بعض مجامعها وأبرشياتها في العالم أجمع.
- ساهم مساهمة فعالة في وضع وتطوير أول منهاج دراسي لموضوع الدين المسيحي. وكتب quot;البعد المسيحي في المنهاج الفلسطينيquot;، الذي قيّم فيه المنهاج للمستقبل. ومنذ 1997 تبنته قادة الكنائس في القدس واتخذته الوثيقة الرئيس للمفاوضات مع وزارة التربية والتعليم.
- خطيب مفوّة وكاتب معروف محلياً ودولياً في موضوع السلام العادل والمصالحة في نظر المسيحيين الفلسطينيين، المؤسس على التعاليم والمبادئ المسيحية.

الجوائز والتكريمات:
- منح جائزة السلام الفنلندية، من حركة السلام الفنلندية المسيحية، 2001
- درجة الدكتوراة الفخرية في اللاهوت D.D.، من جامعة Wartburg Iowa U.S.A. 2001
- جائزة حقوق الإنسان من جمعية الدول المتحدة في واشنغتن 2001
- جائزة بيت عنيا، من الكنيسة الميتودستية، أوسلو، النرويج 2004
- جائزة المؤسسة المسيحية المسكونية للأرض المقدسة، واشنغتن 2004
- جائزة بيت لحم 2000 لصنع السلام، من رئيس الوزراء عباس (ابو مازن) 2005

بعض كتاباته ومحاضراته الحديثة:
له عدة مؤلفات ومحاضرات في مواضيع كالتالية: شهادة اللوثريين الفلسطينيين للسلام، والحياة المسكونية في القدس، وأهمية القدس للكنائس المسيحية، والتحديات التي تواجه الكنيسة الفلسطينية، ودع الكنيسة تكون الكنيسة (خطاب تكريسه مطراناً)، والديانة جوهر الحضارة، ورؤية الكنيسة للألفية الثالثة، ومواضيع أخرى.
هذا هو الأب الأسقف منيب يونان الفلسطيني الذي يرأس الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة منذ عام 1998، و تمّ انتخابه رئيسا للاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية، مما يدلّ على مكانته الكنسية واهتمام الاتحاد بكنائس الشرق الأوسط، خاصة أنه نال ثلاثمائة صوت من بين ثلاثمائة وثلاثة وعشرين.

ماذا قال الأسقف منيب للجميع؟
في خطابه أمام اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي للكنائس الثورية في مدينة شتوتجارت الألمانية، أكدّ على ضرورة quot; أن تواصل الكنيسة التركيز على القيم المشتركة لمواجهة التطرف والإرهاب خاصة معاداة السامية والخوف من الإسلام. الصراع في وطني ليس بعيدا مطلقا عن أفكاري. إنني أدعو الله أن يمكن الإسرائيليين والفلسطينيين من أن يروا صنع الله في كل منهما وأن يتوصلوا إلى تسوية سياسيةquot;. ومواقف الأسقف منيب هذه واضحة ومعروفة، ففي نوفمبر من عام 2008 قال كل أطروحاته هذه أثناء مشاركته في اجتماع المجمع الكنسي العام للكنيسة النرويجية، إذ أكّد على quot; أنّ القدس عربية ويجب أن تكون عاصمة لدولتين ولثلاث ديانات سماوية، وأنّ السلام العادل والشامل لن يتحقق من دون القدس quot;. وقد أيّد المجتمعون كل ما ورد في كلمته، وتبنيهم لما يتعلق بضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل، لأن ذلك يخدم الوجود المسيحي في المنطقة أيضا.
الأسقف الأب منيب يونان، ستبقى فخرا لفلسطين ولكل محبي السلام في العالم، ولكل المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث..فليحرسك الله لتنشر رسالة المحبة والعدل والسلام والإخاء في المنطقة والعالم أجمع.
[email protected]