من المؤسف ان الشعب السوري لايستطيع وحده إسقاط النظام القمعي المتسلط عليه لأسباب تاريخية وموضوعية.. تاريخيا السوريون شعب مسالم هاديء عرف عنه الانقلابات التي فجرها ضباط الجيش، ولم يعرف عن الشعب القيام بالثورات الجماهيرية الكبرى واحداث التغيير في النظم السياسية، وموضوعيا يتصف النظام السوري الحالي بالبطش الوحشي في الدفاع عن السلطة ومزاياها، وهو مستعد لإرتكاب مجازر إبادة جماعية ضد الشعب مثلما إرتكب من قبل مجازر في مدينة حماه وضد اللبنانيين بشكل مباشر اثناء احتلاله لبلدهم، وايضا ضد العراقيين عن طريق تسهيل مرور المتسللين وبقايا البعث حسب اتهامات عراقية لهوبمشاركة إيران معه.
مؤشرات اللحظة التاريخية تبدو مهيئة لإسقاط النظام السوري واحداث التغيير وتمتع الشعب بثرواته وحقه في الحرية والكرامة والمشاركة في صنع الحياة السياسية، وانطلاق شرارة الثورة بحاجة الى اشعال فتيل صاعقها من الخارج تبدأ من إرسال رسائل التحريض والدعم من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وخلق الأجواء الاعلامية والسياسية التي تساهم في شحن الجماهير وتثويرها، وطمأنتها بأن القوى المحبة للديقمراطية والحرية تقف الى جانبها وتساند ثورتها المشروعة.
ولعل أهم عامل خارجي لنجاح الثورة واسقاط النظام السوري هو العامل الإسرائيلي الذي بيده كل شيء، فإسرائيل تمسك بقرار تحطيم النظام السوري وانقاذ الشعب والمنطقة العربية منه، وذلك عن طريق توجيه ضربات رمزية سيكولوجية بواسطة الطيران للمقرات الأمنية والحزبية وكسر هيبة النظام امام شعبه بإظهار عجزه العسكري عن حماية البلد من الغارات الجوية وجعله في حالة إرتباك وترنح ورعب، ومؤكد توجيه مثل هذه الضربات المعنوية ستدفع ابناء الشعب السوري الى التغلب على حالة التردد والخوف.
وليس صحيحا ان الحروب توحد الشعب وتجمد مشاكله الداخلية دائما، لدينا النموذج العراقي، فالشعب ثار ضد نظام صدام اثناء الحرب لتحرير الكويت عام 1991، وكذلك تمرد وهرب افراد الجيش إبان عملية تحرير العراق من قبل القوات الاميركية، لذا فإن قيام اسرائيلي بمساعدة الشعب السوري للتخلص من نظامه القمعي بتوجيه بعض الضربات الجوية ستلقى ترحيبا كبيرا من ابناء الشعب طالما ان تلك الضربات موجهة ضد النظام وليس الى الشعب.
اننا في الوقت الذي نتمنى للشعب السوري كل الخير والازدهار، لاننسى في العراق ثاراتنا ورغبتنا بالإنتقام من نظام البعث السوري المسؤول مما حصل في العراق من خلال علاقاته بالنظام الايراني الذي يدعم المسلحين في العراق ويسعى لافشال تجربة العراق الجديد .
- آخر تحديث :
التعليقات