لا أدافع عن الصحفي جهاد الخازن ولا عن البيان الذي عرف ببيان الـ 36 في الأردن والذي كنت قد تناولته في مقال بـ quot; ايلافquot; بتاريخ 14 شباط 2011، انتقدت بعض ما جاء فيه من تلويح بيافطات تونس ومصر للضغط على النظام الملكي في الأردن، كما انتقدت ايضا التهجم القاسي على الملكة رانيا العبدالله. بداية يثير عنوان المقال الذي جاء تحت عنوان quot;كلام سوقي كأصحابهquot; _ كثير من الإستفزاز، ويوحي بعدم الرصانة الصحفية التي عهدناها من الكاتب في مقالاته التي لم يعرف عنه يوما أنه هاجم أحدا بمثل هذه اللغة. كما أكاد أجزم ان هذه المقال قد يكون من المقالات النادرة التي قرأتها في الصحف العربية والتي يهاجم فيها صحفي quot; مجتمع quot; إذا جاز االتعبير من خلال الإستهزاء والتجريح بأسمائه، علما أن المجتمع الأردني مجتمع عشائري محافظ، العشيرة فيه مكون أساسي. إن الموضوعية تتطلب ان نكون منصفين، فقد احتوى مقال الخازن على بعض الحقائق وإلإيجابيات، وبما أن غلطة الشاطر بألف، جاء الإستهزاء الصريح من العشائر الأردنية ليلقي بظلاله على المقال وكاتبه، وليثير عدد من الأسئلة حول الهدف من المقال، والدافع وراءه؟! ومع تحفظي على ظاهرة البيانات الدارجه في الأردن هذه الأيام، كان الأجدى بالخازن أن لا ينجر في أن يهاجم quot; الشعب الأردني quot;. وليس من الموضوعية والحيادية أن يتم الإساءة إلى المجتمع الأردني من خلال عبارات استفزازية مثل quot;النساء الأردنيات في المطبخ او غرفة النومquot;. أو quot; أن يمثل الأردن في الخارج واحد منهم بشاربين وكشرة دائمة وثقل دم بالولادة؟quot;. اعتقد أن هذا الوصف غير مبرر على الإطلاق، وبالتالي جاء موقف الكاتب المثير للإستغراب والعجب من مجتمع له عاداته وتقاليده وأسماء خاصة به غير موفق ومبني على مفاهيم مسبقة خاطئة يسموها باللغة الانجليزية التي يتقنها الكاتب Stereo-typing or typecasting، وهو يعرف ما أعنيه بالضبط. ما جاء في المقال يعتبر استفزازيا ومسيئا للأردن والأردنيين، وهو ما أثار السؤال التالي: لمصلحة من يعيّرهم بأسمائهم. ثم يتساءل الخازن في مكان آخر هل يريدون ان quot;يزوجوا الملك عبدالله ام زعل او جروة quot;الخ من الاسماء التي يقول انه حصل عليها من عمود الوفيات في الصحف الأردنية. لماذا التطرق لهذه الاسماء في الأساس. هل اسماء مثل مادلين ونانسي وكلوديا وسوزي أكثر رقة وحداثة ونعومة وذكاء وجمال.؟ لا أظن ذلك حيث لا يوجد دراسة علمية تثبت ان الاسم له علاقه بالقدرة والمعرفة والاناقة. لقد اعتبر الأردنيون أن الكاتب زج بالأسماء بطريقة استهزائية فيها اهانة وتحقير، حيث كان أجدى بالكاتب لو تأنى وتمهل قليلا وفكر في الموضوع ورد الفعل المحتمل ربما لامتنع عن ذلك. لكن السؤال أيضا: ألم يقدر الصحفي المعروف بحكمته ووسع افقه واحترامه للآخرين ما سيكون عليه حجم الاساءة الناتجة عن استخدام هذه اللغة وهذا الوصف؟ ثم انزلق كاتب المقال في اتهام موقعي البيان بأنهم يريدون حصة من الفساد او الوظائف. نحن لا نحكم على ضمائر الناس وما في قلوبهم وعقولهم، حيث لا يوجد أدنى دليل انهم وقعوا البيان للحصول على المال والوظائف. وهل كان استعمال مصطلح الأعراب بريئا ام انه نوع آخر من الازدراء؟ مايثير السؤال مرة أخرى عن الدافع لإستخدام مثل هذه اللغة. لقد جاء ردة الفعل الأردني الرسمية قوية على المقال، وهو ما دفع وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال طاهر العدوان، ابن إحدى العشائر الأردنية المعروفة للإتصال برئيس تحرير الحياة غسان شربل، مبديا رفضه واستهجانه لما جاء في المقال، حيث أصر شربل على أن رأي الخازن لا يمثل رأي الصحيفة. كما ان نبيل غيشان مدير مكتب الحياة في عمان وعضو نقابة الصحفيين سجل احتجاجه لدى رئيس التحرير غسان شربل. وجاءت ردة الفعل الصحفية الأردنية قوية، من خلال مقالات سامي الزبيدي و بسام العموش وفايز الفايز وغيرهم على موقع عمون، ومقالات استنكارية أخرى في مواقع الكترونية اردنية مختلفة، فندت جميعها ما جاء في المقال ورفضت الإساءات الواردة فيه. كما استنكرت لجنة المرأة في نقابة الصحافيين الأردنيين مقالة الخازن. خلاصة الكلام، الأردن بلد مفتوح و هناك حاجة ملحة وحقيقية للاصلاح السياسي والاقتصادي، وعلينا ان نعي أيضا ان الأردن يتعرض لحملة اعلامية شرسة من قبل بعض الاعلام العربي الذي يحرض ضد الأردن على الدوام ويعمل على زعزعة استقراره وخلق البلبلة وتغذية الفتنة. كما أن هناك اعلاما غربيا بدا أيضا غير موضوعي في تناوله للشأن الأردني، لذا على الاردنيين أن يصمدوا من خلال وحدتهم الوطنية أمام الاستفزازات، وأن يستمر قطار الاصلاحات الحقيقية لأن البديل سيكون الفوضى. النظام الأردني نظام معتدل ومتسامح مع شعبه منذ زمن، وما توفير حماية شخصيىة لأشهر معارض في الأردن وهو ليث شبيلات الا دليلا على ذلك. فالملك عبدالله ليس طاغية والملكة رانيا ليست سوزان مبارك أو ليلى طرابلسي، والأمراء الأردنيون لايتسلمون مناصب عامه، وبمجرد نظرة سريعة على الخارطة السياسية في المنطقة ندرك ان الأردن على علاته ومشاكله، فهو بخير وأفضل بكثير من الانظمة القائمة. اعلامي عربي، لندن
أثار مقال جهاد الخازن الإستفزازي في صحيفة الحياة اللندنية الأسبوع الماضي ردود أفعال غاضبة في المجتمع الأردني بكافة أطيافة السياسية والصحيفة وحتى الإجتماعية لما جاء فيه من تهجم على العشائر الأردنية.
- آخر تحديث :
التعليقات