شباب التحرير هو افضل جيل انجبته مصر في تاريخها، شباب تحدي الجميع وكسروا كل حواجز الخوف والاحباط واللاممكن واللا معقول. شباب عز عليهم وضعهم علي المستوي الشخصي، ووضع مصر الذي تهاوي علي المستوي العالمي فلم يقف كثيراً واوجد حلولاً لنفسه ووطنه. شباب ايقين ان مصر ليست عزبة تورث من اب لابنه او من مجموعة اطلقوا علي انفسهم حزباً ليفسدوا فيها في حراسة عصابات امنية. هؤلاء الشباب الرائع سخروا وكفروا بالوضع الجامد الاقرب الي الجسد الميت لمصر بدعوى الاستقرار. لم يستمعوا لثقافة العبيد السائدة وصرخوا نحن احراراً وهذا هو الفارق الكبير بين من شارك بهذه الثورة ومن اثر السلامة ومكث في مكانه ليراقب هو نفس الفارق بين الاحرار وبين العبيد.

لم يستمعوا الي من كٌفر التظاهر بدلاً من يكٌفر الحاكم الفاسد، لم يستمعوا لم يدعوا انهم يقومون العدل بين الناس وهم يؤيدون الحاكم الظالم. شباب رأي البعض منه ينتحر بسبب الفقر والبطالة ومؤسسات دينية اكتفت بتحريم الانتحار بدلاً من تحريم الفساد سبب حالات الانتحار. لم يفعلوا مثلنا لم يتركوا الوطن لانهم يعلمون ان وطنهم يحتاج لمن يقيمه من ثباته.

قرروا ان الحرية هي التي يريدونها هم لا التي ينعم عليهم بها احد. وقفوا امام السيارات باجسادهم سواء التي قادها افراداً من الأمن او من يمثلونهم من البلطجية لتحصد منهم ارواحاً بطريقة سيشهد ببشاعتها العالم وستقيد باسم laquo;حبيب العادليraquo;. قاوموا نظام فاشي ينفق علي الغاز المسيل للدموع اضعاف ما ينفقه علي الصحة. ينفق علي عساكر امنه اكثر ما ينفق علي طلاب التعليم. شباب كشف الاقنعة للمتاجرين بالوطنية والمتاجرين بالدين والمتاجرين بالاثنين.

طبيعي ان يتهمهم اعلام النظام السابق بتنفيذ اجندات اجنبية لن معظمهم من شباب الانترنت المتعلم الذي يتكلم اللغات في الوقت الذي فيه وزيرة في النظام السابق معها الشهادة الاعدادية فقط. شباب افترش الشوارع ثمانية عشر يوماً امام نظام عنيد علي رأسة 70 مليار بطحة ويعلم تماماً ماذا سيحدث له اذا خرج متراً خارج ابواب القصر، فكان اصرارهم كان اكثر من عناد النظام حتي سقط غير مأسوفاً عليه. قبل ثورة 25 يناير بدأ شباب قبطي ومعه شباب مسلم واعي يشعر بالاقباط بعمل بروفه فخرجت المظاهرات القبطية في تقريباً كل المحافظات ومناطق عديدة في القاهرة احتجاجاً علي مذبحة كنيسة القديسين. بدأت البروفة ضد مبارك ونظامه حينما رفض الاقباط تحيتة عندما ارسل الوزير مفيد شهاب لدير مارمينا اثناء الجنازة. موقف الاقباط قبل 25 يناير كان بروفه وبداية حقيقة كما قال الكاتب جمال العاصي.

وبعدها بدأ العرض الحقيقي بشباب مصر جميعاً مسلمين واقباط. تحية للشباب القبطي والمسلم الذي نام في العراء جنباً الي جنب واختلطت دمائهم معاً والذي نال الضرب والغاز والقنابل المطاطية بل والرصاص الحي معاً وتقاسمتم صلاة الجمعة وصلاة قداس الشهداء، ثورة التحرير أيقونة جميله رسمها شباب مصر من المسلمين والاقباط تلك التي اكدت انه ما اجمل مصر والمصريين اذا غابت عنها اعاصير التطرف الديني. هؤلاء الشباب مكانهم laquo; الطبيعي هو كل شبر في ارض مصر وليس ميدان التحرير فقط. اعطوا الدرس للجميع laquo;فلا يستطيع ان يحك ظهرك الا ظفركraquo; والفرص الان متساوية للجميع فمن جاهد لأجل حقوقه سيأخذها اما من يريد الكسل انتظاراً للمعجزات وان يتحقق له ما يريد وهو مكانه فهو واهم، فالسماء لا تساعد الكسالي بل تساعد المجتهدين والمناضلين وهي ثقافة جديده نحتاج ان نتعلمها من شباب ميدان التحرير.

اخيراً علي اياديهم عشنا لحظة انتصار فنحن جيل بأكمله ولد بعد حرب اكتوبر لم يري ولم يعرف الا لحظات الانكسار يتخللها لحظات انتصار وهمية يصنعها لنا النظام الفاسد حتي نظل في الخلف ومغيبين دائماً. انتم تستحقون كل ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما laquo;يـجب أن نربي أبـناءنا ليصبحوا كشباب مصرraquo; انتم تستحقون جائزة نوبل للسلام كما قال هاينز فيشر رئيس النمسا لانكم أعظم شعوب الأرض.