تمر ليبيا بظروف خطيرة وعصيبة وبالغة التعقيد، وکما هو واضح فإن هناك الکثير من التأويلات والتفاسير والتحليلات المتباينة بخصوص ذلك وان الکثير منها وببالغ الاسف تشائمية وسوداوية مثلما ان العديد من الاوساط الغربية وأوساط محددة ذات علاقات مشبوهة، باتت تتربص بليبيا و تتحين الفرصة کي تجعلها لقمة سائغة او على الاقل تضعف دورها الرافض و المتصدي للمخططات الغربية و الاستعمارية.
لقد جعل الله سبحانه وتعالى من مسألتي الامن والاستقرار وتأمين الحاجات الاساسية للانسان، قاعدة ورکيزة رئيسية لحياته، ونجد مصداق ذلك في قوله عزوجل في محکم کتابه الکريم:(لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وان ليبيا التي کانت تتنعم بأمن واستقرار واريحية ولم تکن الأخطار والتهديدات تحدق بها کما هو الحال الان، بحاجة ماسة لکي يمد لها المخصون أياديهم ويدعمونها دعما مخلصا و صادقا ويکونون لها عونا کي تجتاز هذه الفترة العصيبة، خصوصا وان هناك خطر کبير جدا يتهدد وحدة التراب الوطني لليبيا و تکثر التأويلات والتوقعات والتکهنات بخصوص إمکانية تقسيم ليبيا لاسامح الله، وهو امر للأسف باتت تردده العديد من الأوساط السياسية والاستخباراتية وان مقدمات هذا الخطر الماحق قد بدأ يتجلى بالسعي الحثيث للتدخل الخارجي المتعدد الجوانب في شؤونها الداخلية ومثلما ان ظاهر الامرquot;کعادة الغربquot;، يبدو براقا وملفتا للنظر إذ يدعون الاهتمام بالجانب الانساني، فإن باطنه داکن ونتن وعفن کنواياهم وأهدافهم وأجندتهم الخبيثة والمشبوهة، وان هذه المزاعم التي سبق لأمتينا العربية والإسلامية ان جربتها في کل من العراق وأفغانستان واتضح زيفها وبطلانها وخوائها وکذبها وقد تيقن العالم أجمع من حقيقة النوايا والأهداف التي کانت تکمن خلف تلك الهجمة الاستعمارية على هذين البلدين.
واليوم، يسعون لإعادة نفس السيناريو في ليبيا وهو مانحذر منه بشدة، وإننا من موقعنا المرجعي ومن باب حرصنا الشديد على أمن و استقرار وسلامة بلدان وطننا العربي والإسلامي، ندعو اخواننا وأهلنا في ليبيا لأخذ الحيطة والحذر والانتباه جيدا من هذه المؤامرة والفتنة الاستثنائية التي تعصف بليبيا، ونحثهم على الحذر الشديد من الاغراب وأولئك المتربصين شرا بأمن و سلامة هذا البلد العربي الحبيب وان يعلموا بأن هؤلاء لايجذبهم شئ في ليبيا مثلما تجذبهم ثرواتها التي يطمعون بها على أشد مايکون، واننا ومن موقعنا الاسلامي ندعو اخواننا وأهلنا في ليبيا وجميع القوى والأطراف المتباينة الى الاحتکام الى الحوار ونبذ العنف والقتال کوسيلة للتوصل الى حل مرضي وإيجابي يکون في صالح الجميع و قبل ذلك في صالح ليبيا نفسها، واننا کمرجعية اسلامية على استعداد کامل للمشارکة به من أجل خير وصلاح الأمة، وقل أعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون.
*المرجع الإسلامي للشيعة العرب[email protected]
التعليقات