الجرائم والمذابح التي ترتكب الآن في مصر ضد الأقباط، لا يرتكبها مصريون مسلمون ينتمون لمصر الوطن والدولة. . هم يحملون الجنسية المصرية مدونة في بطاقات هوياتهم، كما يرفعون شعارات ويرددون خطاباً دينياً إسلامياً نعم، لكنهم قد انسلخوا بالفعل وباعتراف قادتهم عن الهوية المصرية والانتماء لمصر، كما خرجوا على الدين الإسلامي الذي عرفته مصر خلال عصور طويلة، والذي تعايش في ظله جميع مكونات الأمة المصرية، ولم نشهد خلال عصور طويلة غير اليسير من الاحتكاكات الطبيعية داخل مجتمعات تحوي تنوعاً عرقياً أو دينياً، تلك التي لا تمت بعلاقة لما يحدث في مصر الآن، بناء على ما بدأ يجري على أرض مصر منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين منذ بداية الربع الثاني من القرن الماضي، والتي بدأت جماعة دعوية دينية، لتتمدد بعد ذلك باتجاه العالمية، لتخلع منتسبيها من هويتهم المصرية، للانتماء لأممية إسلامية متجاوزة الأوطان، وقد تبدى هذا التوجه والانتماء الجديد في تنظيراتهم وشعاراتهم التي يرفعونها ويصيحون بها، ويلطخون بها الجدران في شوارع مدننا.
مدرسة كانت جماعة الإخوان بتنظيمها الأممي هكذا هي الحاضنة الأولية لما تخرج منها بعد ذلك من تنظيمات متعددة الأسماء، تتفق معها في الأساسيات والمنطلقات والأهداف، وتختلف ظاهرياً في الوسائل المعلنة، والأخيرة تخضع للظروف من حيث المرحلة، إن كانت مرحلة استضعاف أن تمكن، وأوضح ما لدينا في هذا القبيل هو ما كان يعلنه السلفيون كعقيدة إيمانية لهم، من تحريم الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالماً. . قالوا هذا حين كانت قبضة نظام مبارك البوليسية قوية، فعملوا في معية أمن الدولة، يأمرهم بالصمت فيصمتوا، ويأمرهم بالخروج للتظاهر كما في حالة مطالبتهم بأختهم كاميليا، وكيل السباب لبطريرك الأقباط ودهس صورته بالأحذية فيفعلوا، حين أراد أمن الدولة المنحل معاقبة البابا على استقوائه على الدولة في أكثر من قضية. . لكن حين اختلفت الأمور وضاعت هيبة الدولة وتلاشت قبضتها الأمنية، خرج السلفيون عن تنظيراتهم بعدم الخروج على الحاكم، بعد أن قدروا عن حق أنهم انتقلوا من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التمكين أو الاستقواء المؤدي للتمكين!!
لو ربطنا شعاراتهم وتنظيراتهم بانتمائهم العالمي المفارق للوطن، بضربهم عرض الحائط بمصلحة مصر الوطن في هذه المرحلة الحرجة، والقيام بما يقومون به الآن من حرب على الكنائس والمساجد التي تحتوي أضرحة، ثم إقامتهم صلاة الغائب على أسامة بن لادن، وتصريحات قادتهم وقادة الجماعة الأم الإخوان المسلمين، بأن الإرهابي العالمي الأكبر -أو الأعظم إن صح القول- هو مجاهد إسلامي شهيد، سنستطيع أن نرى بسهولة التوصيف الحقيقي لما يحدث الآن في مصر، باعتباره حرباً من quot;قاعدة تنظيم القاعدةquot; ضد الشعب والدولة المصرية.
ربما شذرات الأفكار التي تولدت أثناء ساعات الحرب التي شنتها quot;قاعدة تنظيم القاعدةquot; على مصر فيما يمكن تسميته quot;غزوة كنيسة مارمينا بامبابةquot;، يمكن أن تعطي صورة أكثر دقة وتحديداُ لما حدث ويحدث.

* الإخوان المسلمون والسلفيون لا ينتمون لمصر ولا لدولتها، هم عناصر في تنظيم عالمي على قمته تنظيم القاعدة.
* جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وتخاذل وتواطؤ الدولة. . .ثلاثية دمرت وتدمر ماضي وحاضر ومستقبل مصر.
* اللعنة. اللعنة. اللعنة على كل غافل أو مدلس أو متواطىء يصرفنا عن عناصر التخريب داخل مصر بحديث عن مؤامرات خارجية.
* أمريكا لن تأتي ولن تقدر لو رغبت في حماية الأقباط، لكنها قد تأتي ومعها العالم لمحاربة الإرهاب على أرضنا. . عندها لن ينفع ندم وتنديد بالمؤامرات الصليبية والصهيونية والثورة المضادة وسائر قاموس التدليس.
* أيها السادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ننتظر منكم أن تثبتوا لنا وللعالم أنكم على قدر المسئولية، وأن مصر لم تعلق مصيرها في أعناقكم عبثاً.
* الآن نحن على بينة كيف تريدون أن تحكمونا باسم الإله وشريعته. . الآن نعرف جيداً من أنتم وماذا تريدون.
* لقد استهل المجلس العسكري مهمته بإطلاق سراح قتلة السادات وخيرت الشاطر وأمثالهما، وسمح بدخول أعضاء القاعدة المسجلين على قائمة ترقب الوصول، وترك الساحة لقادة الإرهابيين يتحدثون وكأنهم امتلكوا أرض مصر، واستمر في سياسة تقبيل اللحى والحديث عن مؤامرات خارجية. . لننظر الآن ماذا سيفعلون قبل خراب مصر وليس مالطة.
* الشعب المصري كله لن يقبل بعد الآن مخدرات التدليس بتقبيل اللحى والحديث عن خالتي أم جرجس جارتنا اللي مربياني. . كفااااااااااااااااية تعريص
* لا أتفق مع من يطلبون حماية دولية للأقباط، فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لديه ما يكفي من القوة لفرض سيادة القانون على البلاد.
* أيها السادة غير الكرام: هل هذا القتل والتخريب هو الحكم بما أنزل الله كما تقولون؟
* ما يحدث من قتل وحرق للأقباط مجرد فقرة إعلانية للحكم الإسلامي الذي يتحدثون عنه.
* أقول لشيوخ السلفيين الذين يتحدثون في البراح عن وجوب حماية الأقباط: لا نريد حمايتكم، ولكن حمايتنا منكم أنتم رؤوس الفتنة والبلاء.
* فليقل لنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة ماذا يفعل إذا لم يحمنا من هؤلاء المجرمين.
* إذا لم يخرج شباب الثورة في مظاهرة مليونية للمطالبة بمحاكمة مثيري الفتنة أمام كنيسة امبابة، فسوف أفقد احترامي وتقديري لهم نهاااااائياً
* أتمنى أن يدرك المجلس العسكري قبل فوات الأوان أن سياسة النظام السابق بانتظار انتهاء الحريق وعمل جلسات صلح وتعريص لم تعد تجدي، وأن البلد بدون ردع وسيادة قانون رايحة في ستين داهية.

مصر- الإسكندرية

[email protected]