يبدو ان التلذذ بضرر العراق والعراقيين أصبح صفة لدى بعض الكويتيين وهذا التلذذ الكويتي له سوابق تاريخية وله حواضر في عصرنا الحالي اما المستقبل فهو كارثي بكل حرف من معنى هذه المفردة.
ففي التاريخ القريب دعمت الكويت نظام التخريب في العراق في حروبه وفي سلوكه الطائفي بنوع من الدعم الممزوج بالخوف من النظام وبالاصرار الى دفع العراق الى حافية الهاوية من خلال استغلال تهورات النظام انذاك ليكتشف العراقيون بعد نيسان 2003 ان عليهم دفع تعويضات و مبالغ طائلة ومليارات تفرخ يوميا بل كل ساعة وكل دقيقة فوائد لن تنتهي الى الكويت جراء مواقفها الداعمة لنظام صدام حسين فاصبح ابن البصرة والعمارة والناصرية والموصل والرمادي واربيل مدين هو وعائلته واطفاله وكل أجياله القادمة بمليارات الدولارات حتى الى الخادمة الفلبينية وعامل التنظيف الهندي في الكويت وليس الى الكويتيين فحسب!!
علة تاريخية جديدة تصنعها الكويت في ايامنا هذه من خلال البدء بل والاسراع غير المنطقي في بناء ميناء جديد على جزيرة بوبيان quot; المتنازع والمختلف عليها منذ عقود quot; اصلا بين العراق والكويت.
هذا الميناء الكويتي الجديد سيكون بمثابة طلقة الرحمة على اي اطلالة او منفذ عراقي على الخليج العربي بعد ان تم خنق هذا الوجود في عقد التسعينات من خلال قرارات حدودية جائرة من الامم المتحدة.
من جانب اخر الكويت ليس بحاجة الى ميناء جديد فهي تملك اربعة موانيء كبيرة في المنطقة ناهيك عن المراسي والمرافيء الثانوية المتعددة، وكل هذه الحقائق اكبر بكثير من حاجة الكويت البحرية والاقتصادية ومع اضافة الميناء الجديد في هذا المكان القاتل بالنسبة للعراق وفي هذا الزمان العراقي الاستثنائي، فان النظر بعد ذلك بحسن نية الى الخطوة الكويتية سيكون فيه نوع من الغباء والفطرة المسخة.
كما ان نفس الصفات تنطبق على القرار الكويتي الذي يبني قراراته مع العراق على اساس الوضع الاستثنائي الذي يمر فيه البلد وهذه وحدها قنبلة موقته تزرعها الكويت في مستقبل كل المنطقة وايضا جهل تاريخي بالواقع العراقي والسيكلوجية العراقية الشعبية، فمثل هذه الاستفزازات للوطنية العراقية ستوحد الجميع وستفتز المشاعر والتاريخ العراقي العريق والقوي. اما السكوت من اي عراقي من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وحتى عامل التنظيف في العراق فستكون جريمة خيانة عظمى للعراق سيدفع ثمنها اجلآ ام عاجلآ.
العراق الدولة بحاجة الى عمل دولي واقليمي ومحلي مركب لمواجهة هذه الخطوة الكويتية الخطيرة، على المستوى المحلي بحاجة الى بث الوعي بين العراقيين عن خطورة هذه الخطوة وحينها ستصل اصداء الشارع العراقي الى الكويت ولن تستطيع اي بقعة من الكويت ان لاتسمع هذه الاصداء التي ستكون مقلقة ومتنوعة للكويت. على المستوى الاقليمي فالجهات العراقية الرسمية المختصة بحاجة الى علاج بسيط من خلال تذوق quot; بهارات حارة quot; عسى ان تخرج منها تصريحات دبلوماسية وسياسية اكثر حرارة واكثر قوة واكثر عراقية يضطر معها الاخرون لسماعها والبحث عن نسختها الرسمية الموثقة للتاكد من صحتها.اما على المستوى الدولي فان الدبلوماسية العراقية بحاجة الى الخروج من هذه الرتابة والتخبط والتاخر الذي يصل حد البلادة في متابعة امور عراقية خطيرة وجوهرية من خلال التحرك على الدول الغربية ومجلس الامن و البرلمان الاوربي والاعلام الغربي وكل المنظمات والتجمعات الدولية الرسمية وشبه الرسمية. فليس من الحكمة ولامن السياسة ولامن الدبلوماسية ولا من الوطنية العراقية مواجهة ركائز حديدية وكونكرتية تضعها الكويت لقتل الاطلالة البحرية العراقية بتصريحات بائسة ومترددة ينخرها الضعف وعدم الثقة بالنفس وخلل اخر اعظم واكبر، مع تذكيرهم ان احدا من الكاظمة او الجهراء او الفحيحيل في الكويت لم يصوت لهم ويصعدهم الى موقع المسؤولية في العراق بل ابناء البصرة وبابل والفلوجة ودهوك والنجف الاشرف من دفع بهم الى كراسي الحكم.
اما الرسالة العراقية الشعبية والاعلامية الصريحة للكويت.. نحن العراقيون مللنا الحروب وسئمنا المؤامرات ونسعى لحسن الجوار مع الجميع كما نسعى لبناء أسس صحيحة لعلاقات مثمرة مع الجميع، واذا كان وضعنا السياسي ليس بالاستقرار ولا المثالية المطلوبة في الوقت الحالي والبلد بحاجة الى بناء قوة اكبر واكثر اعتداد فان هذه المرحلة هي مرحلة بناء مع كل سلبياتها الواضحة، لكن العراق البلد ليس ضعيف بل يملك كل مقومات القوة، وتصرفات كويتية بهذا المستوى تستفز كل العراقيين دون استثناء واننا العراقيون ليس بحاجة الى صدام حسين جديد لرسم مستقبلنا مع الاخرين.
اما اذا كنتم تصرون انتم على هذه المسارات الضارة بالعراق فانكم بالفعل تساهمون بصناعة نسخ متعددة من صدام حسين جديد في العراق وسيجد من يسمعه ومن يدعمه للوصول في اقرب انتخابات الى مواقع المسؤولية في العراق وحينها سيكون عليكم البحث عن سبل تفاهم مع احد هذه النسخ.
وايضا حينها سيكون موضوع ميناء او موضوع خطوط جوية عراقية من صغائر الامور امام كارثة ستجد طريقها للتثبيت على ارض الواقع وفي خرائط الجغرافية في المنطقة.
قد لايعجب هذا الكلام الكثير من الكويتيين...لكن الاهم ان يتصرف حكماء القوم في الكويت قبل فوات الاوان وقبل ان يستجد سؤال كبير على الجميع.... هل نحتاج صدام اخر جديد في العلاقة مع الكويت؟
التعليقات