تتواتر الاخبار عبر وسائل اعلام عربية عن مقابر جماعية في سورية وعن جثث تملأ الطرقات في قرى ومدن. حتى بتنا أمام مجازر لامثيل لها. فهل كل مايردنا من اخبارعبر وسائل الاعلام العربي وبعض الاجنبي حقيقية؟

لكن لو عدنا لوسائل الاعلام السوري لغرض خلق موازنة لدينا وومعرفة وجهة نظر الاعلام الرسمي السوري، نجد أن هناك نفي لمعظم مايرد عبر وسائل الاعلام العربية من مجازر كبيرة، تسلط الضوء على قتلى الجيش والشرطة في مناطق التوتر المسلح حسب الاعلام الرسمي.

بعد جولة على وسائل الاعلام العربي المعتمدة على تنظيمات وشخصيات معارضة وجولة على الاعلام السوري الرسمي نصل الى أن الوضع في سورية ليست جنة عدن الان من خلال تواجد الجيش ووجود قتلى بينالجيش وبين معارضين يقول الجيش انهم مسلحون،ولا هي تعيش في جو مجازر حقيقية من خلال مانراه من ممارسة حياة يومية في العامة ودمشق وبقية المدن وعمل كل المؤسسات بدوام كامل والمدارس الجامعات. فكل الايام تسير الحياة بشكل طبيعي باستثناء يوم الجمعة حيث تتم الاستفتادة من صلاة الجمعة ليتظاهر البعض مأخوذ عدد كبير منهم بما يسمى باللاشعور الجمعي الذي يسيطر على الجموع ضمن شوارع فرعية تنتهي التظاهرة بعد ساعات وفي صباح اليوم التالي تعود الحياة لطبيعتها ليبدأ الاعلام جولته المكملة.

تلكلخ

كل سوري يعلم وضع هذه المنطقة الحدودية مع لبنان بأنها مركز التهريب من والى لبنان وكل من يريد قطعة سلاح عليه التوجه لتلكلخ للحصول على طلبه، وبين فنترة واخرى يخوض الجيش حملات على مهربي الاسلحة والبضائع في تلكلخ خلال السنوات الماضية. فلماذا لم يهرب أحد من اهالي درعا نحو الاردن القريبة مثلا؟ ونشاهد عشرات الفارين من تلكلخ نحو لبنان؟

هل صحيح مايقال أنهم مهربون اسلحة تم شرائهم من احدى القوى اللبنانية المناهضة لسورية مدهم بالسلاح وحرضهم على التظاهر؟و من ثم الفرار نحو لبنان والتحدث للاعلام بالتهويل؟ وكانت ايلاف نشرت عن القاء القبض على اربعة اشخاص من قبل الجيش اللبناني احدهم سوري كانوا مسلحين ومعهم بدلة ضابط سورية برتبة كبيرة حسب التحقيقات معهم ان الغاية كانت ان يرتدي السوري البدلة العسكرية ويتحدث لوسائل اعلام عربية ان هناك اشقاق في الجيش السوري وانه الان يعلن انشقاقه. ويبدو أن هذا الشخص وزملاءه مهربون تم شراءهم.

مقبرة درعا

اما قضية المقابر الجماعية في درعا فما بالها تحولت من مقبرة الى مقابر ومن 20 قتيلا الى 200 ثم الى 2000 خلال اقل من يومين؟ ومامدى صحة مايقوله الاعلام السوري أن الجرافة التي يقلو انها ظهرت في فيديو مقبرة درعا أن لوحة رقمة غير سورية لان كل سيارة أو جرافة رسمية تضم أربعة ارقام ومكتوب عليها أشغال، اما ماتظهر في الفيديو فتضم ستة أرقام ومكتوب عليها خاص. وهي ماركة فولكس واكن وهي غير مستخدمة في سورية، وماذا يفعل الرجال المكممون ومرتدو الالبسة الخاصة بالمختصين بالبحث عن المقابر؟ فهل الجيش عثر على المقبرة أم المواطنون؟ فما يظهر في الفيديو هو تصوير براحة وفي مكان لاعلاقة له بسورية كما يقول السوريون.

لكن الامر لايخلو من وجود قتلى في درعا لم يدفن بعضهم، كان على الجيش تسليمهم لذويهم أو ارسالهم للمستشفيات.

نستطيع أن نصل بعد جولات بين وسائل الاعلام العربية والسورية الرسمية أن الجميع يبالغ وتسيطر عليه لغة تسجيل النقاط على الاخر من خلال حرب اعلامية بعيدة عن المهنية.

وان الولايات المتحدة الاميركية لاتعول كثيرا على عدد القتلى من الناس بقدر ماتعول على مصالحها كأي دولة في العالم ومعها الاتحاد الاوربي وحتى بقية الدول العربية التي لم تطلها التظاهرات.

والمنوذج العراقي خير دليل فقد سمح لمعظم محافظات العراق عام 1991 بالتظاهر والسعي لاسقاط النظام وسيطر المحتجون على محافظات الجنوب وشمال لكن بعد اجتماع بين ممثلين نظام صدام ومسؤولين عسكريين اميركيين وعرب في خيمة صفوان على الحدود مع الكويت تم السماح لقوات صدام الجوية والبرية بقتل الالاف بدم بارد. مع العلم ان اميركا وبريطانيا كانت ترعى احزاب المعارضة العراقية وشجعتها على الثورة.

أي أن التعويل على التهويل الانساني لاينفع مادامت دول الغرب غير راغبة باسقاط النظام السوري الان. فبعد كل قرار كارتوني اميركي او اوربي هناك اتفاق على صفقة جديدة مع النظام خلف أسوار مغلقة. لاجل مواصلة قمع التمرد في مدن سورية من قبل الجيش بهدوء وفق ضوء اخضر غربي وعربي. وهو مايحصل الان.