في دولةٍ يوجد فيها أكثر من 90 بالمئة من سكانها محتج على النظام و يريد إسقاطه و يصفه نظام تلك الدولة بالمندسيين و سلفيين إذاً فتلك الدولة ملكٌ لحاكمها و لعائلته. و عندما تشاهد عبر إحدى الفضائيات ( المغرضة، حسب رأي نظام تلك الدولة ) بأن عدد القتلى الذين طالبوا بالحرية و رفعوا شعاراتهم إلى أن و صلت إلى الغيوم و صارت تدق أبواب السماء وصل إلى أكثر من 900 شهيد و بطرفة عين تتُحّول ملاعب كرة القدم من ملاعب تمارس فيها شتى أنواع الرياضة إلى معتقلات مؤقتة ( كون إن السجون صارت ملئى بالمعارضين لنظام تلك الدولة )، و يصل عدد المعتقلين في سجون تلك الدولة إلى أكثر من عشرة ألاف سجين سياسي و صاحب رأي، خمسة ألاف منهم أعتقلوا خلال شهرٍ واحد إذاً فتلك الدولة ملكٌ لحاكمها و لعائلته. و عندما ترى و تسمع أحد أقرباء حاكم تلك الدولة بلمحة نظر صار من أكبر الرجال أعمال بل الوحيد في تلك الدولة يدافع عن نظام و أمن و إستقرار دولة (ما) معادية ( على أساس إنها معادية !!) لدولة قريبه الحاكم إذاً فتلك الدولة و أموال ذاك الرجل ملكٌ لحاكمها و لعائلته. و ما شأن رجل الأعمال في سياسة الدولة الداخلية و الخارجية !؟ لأنه قريب الحاكم. و كم هي المرات التي تحدث بها حاكم تلك الدولة عن إصلاحات و قرارات لتحسين المستوى المعيشي و إطلاق الحريات و تعديدية الأحزاب و رفع قانون الطوارئ لرعيته و لم ينفذ أيةٍ منها فتلك دولة ملكَ لحاكمها و مزرعةٌ لعائلته. و عندما ترى إمرأة فرحة بإنجازها تتحدث لفضائية تلك الدولة بأنها إشتكت على فلذت كبدها المندس الخائن المطالب للحرية للجهات الأمنية، و جاءت تلك الجهات و إقتادت إبنها إلى جهة ما مجهولة لتقول على الشاشة الفضائية إن الأمن و سجون الحاكم أرحم من الحرية فتلك الدولة و تلك الإمرأة ملكٌ لحاكمها و لعائلته. و عندما تشاهد أبواق النظام أمثال خالد عبود و المطبلين أمثاله عبر الفضائيات المغرضة كما قلنا و هم يدافعون عن الحاكم و نظامه إذاً فتلك الدولة و هؤلاء المطبلين ملكٌ لحاكمها و لعائلته. و عندما تسئل مواطناً في تلك الدولة عدّد خمسة من أسماء أعضاء المجلس الشعب ( البرلمان ) فأنه لا يعرفهم و لا حتى يستطيع وصف أشكالهم فأن تلك الدولة و مجلس شعبها ملكٌ لحاكمها و لعائلته و هم من يتحكمون بالمجلس كما أحجار الشطرنج. و عندما تغيب زوجة أو أخت أو أم من تلك الدولة و بعد ثلاثة أشهر بعد أن يدفع ذووها مبالغ طائلة إلى الجهات المختصة حينها فقط يعرفون إنها كانت في ضيافة إحدى جهات الأمنية بحجة دولة الممانعة و المقاومة، و ترى قوانين تنهمر على مواطنين تلك الدولة بسبب أو بغير سبب تستحقرهم تسلب منهم حقوقهم تمنعهم من الشراء و بيع أراضٍ بحجة دولة الممانعة و المقاومة حينها ستعرف إن تلك الدولة هي مزرعة ملكٌ لحاكمها و لعائلته. و عندما يصل عدد الجامعات في تلك الدولة إلى خمسة جامعات فأن عدد الأجهزة الأمنية في تلك الدولة يصل إلى ثلاثة عشر جهاز أمني عندها إطمئن فحتى عمداء و بوفجية تلك الجامعات هم أزلام و المحسوبين على الأجهزة الأمنية. لا تستغرب أيها القارئ فأنت في سوريا الأسد قانون الغاب مملكة الرعب و كل شيئ فيها مختلف عن قوانين و أنظمة العالم في العالمنا الخارجي.
- آخر تحديث :
التعليقات