في إطار الحرية الفردية والتي شرعتها القوانين الدولية يمكن لأي شخص أن يقوم بتوجهه نقده البناء والذي يؤثر بشكل كبير في أحياء الإعمال التطويرية التي بدورها تعمل إلى توسيع الجانب العمراني للشعوب،لان علم النقد هو حق مشروع وطبيعي للإنسان..

الكل يترقب لماذا بدأت بهذه المقدمة حول هذا الموضوع الحساس الذي يلعب دورا فعالا في الحياة السياسية في العراق..لكن إذا كان هذا النقد ليس في محله قد يفتح الطريق إلى مضايقة بعض الأشخاص لذا علينا تسليط الضوء عليه وإظهار بعض الحقائق والتي تكون همزة وصل لهذا الموضوع..

من يتابع الإعلام التركماني ولا سيما من خلال تصريحات الساسة التركمان الذين كان لهم دورا بارزا في مركز القرار السياسي في السابق فيكون في حالة صدام مع كثير من النقد الموجه إليه.

..وهذا ما يضايقني شخصيا لان الساسة هم أدرى بسير الواقع الإعلامي وما يلاقيه من المعوقات التي تعيق تطويره ولا داعي أبدا للتطرق إلى هذه المسائل التي قد تبعدنا عن السير في الطريق المؤدي الى نجاح وفوز القضية التركمانية..لكن لا بدا في بعض الأحيان أن نضع النقاط فوق الحروف بخصوص القضايا المصيرية.

هنالك حقيقة واقعة لا يختلف عليه اثنان وإلا وهو إن الإعلام التركماني مازال يفتقد إلى مؤسسة أو مدرسة لإيصال إعلاميين وصحفيين شباب وأكفاء يعملون في جميع مرافق الإعلام وهذا كان يقع على عاتق الساسة الذين كان لهم الدور الرئيسي في بدء الحركة السياسية التركمانية ولا سيما في منطقة الملاذ الأمن آنذاك وحتى للذين استلموا زمام القيادة في الفترة المنصرمة.لذا من غير المعقول أن يدلي سياسي تركماني بتصريح يظهر فيها ضعف الإعلام التركماني..إلى ذلك فقد نرى الكثير من ساسة التركمان يتهم الإعلام التركماني بتقصير حول نشر القضية التركمانية في المحافل المحلية والدولية ويدعوه إلى التطوير والتأقلم مع الوضع الراهن..

لكن الوضع يختلف هنا لأنه بدراية تامة بانعدام البنية التحية للإعلام التركماني وان الذين يعملون في الساحة الإعلامية يعتمدون إلى الخبرات والكفاءات والدعم الشخصي لذا قد يؤدي مثل هكذا تصريحات إلى زيادة الشرخ الموجود بين الإعلام والسياسي التركماني.

في هذه المرحلة لا يحتاج الإعلام التركماني للنقد وإنما يحتاج إلى إيجاد الطرق الكفيلة التي بدورها يدلنا إلى مرحلة بناء البنية التحتية له..
عليه فأن السياسي مطلوب منه وضع خارطة طريق لتوسيع نطاق عمل الإعلام واستخدام خبرته في تطوير الكفاءات الشبابية و يا حبذا لو يكون متفائلا بخصوص مستقبل الإعلام التركماني لان نجاح الإعلام يتعلق بنجاح خطوات الحركة السياسية التركمانية لأنه هو مفتاح إزالة هذا الخلل.