في الوطن العربي لاأحد يجرؤ أو يريد تسليط الأضواء على أسباب عظمة دولة إسرائيل ودراستها والإستفادة منها في عملية البناء والتنمية في البلدان العربية، فتجربة بناء إسرائيل السياسية والعسكرية والإقتصادية والعلمية في ظل خوضها لثلاث حروب وتهديدات متواصلة لإمنها وإستقرارها، هذه التجربة تعتبر معجزة بحق لابد من دراستها.


قصة الجندي شاليط تجيب عن سؤال : لماذا إسرائيل دولة ناجحة وعظيمة.. شاليط مواطن فرنسي ترك باريس ومسراتها وفرحها، وكان بإمكانه العيش أيضا في لندن أو نيويورك مرفها سعيدا، ولكنه إختار الذهاب الى إسرائيل والعيش هناك وسط التفجيرات والخطف والحروب والقتل.


هذا هو سر نجاح إسرائيل.. لديها مواطنون يضحون بكل شيء ويدافعون عنها، ويعملون ليل نهار بإخلاص من اجل تقدمها وإنتصارها، شيفرة عظمة إسرائيل هي وطنية شعبها الذي يضع مصالح بلده فوق مصالحه الشخصية، ولايبخل عليه بالعطاء والتضحية.


غدا سيطلق سراح شاليط وسيتحرر من من الخطف، وسيكتب التاريخ إسمه بأحرف من ذهب بإعتباره جنديا باسلا دافع بشجاعة عن وطنه وضرب مثلا رائعا في الإنتماء الوطني ، وغدا سيكتب التاريخ عن جماعة حماس التي خطفت شاليط وسيقول عنها : إنها جماعة من الإرهابيين باعت نفسها وقضيتها الى إيران وسورية وتاجرت بدماء شعبها، وإنها وصلت درجة الوحشية بها الى قتل الأطفال والنساء في إسرائيل لتحقيق أهداف سياسية تدعي إنها عادلة، فكيف تنسجم القضية العادلة مع جريمة قتل الأطفال الإسرائيليين؟


لاحظ جميع الفصائل الفلسطينية فقد دخلت في قتال مسلح ضد بعضها البعض في الأردن ولبنان وفلسطين وذبحت أبناء شعبها، زائدا الفساد وسرقة أموال التبرعات، والسلوك العدواني لعدد من القادة الفسطينيين وتأثيره في في علاقات ابناء جلدتهم اليومية مع الناسمما جعلهم مكروهين لدى عدد من المجتمعات العربية.. ألا يدل هذا على خلل فكري في الشخصية؟


وقبل ان تشتموني تذكروا الأعداد الهائلة من العرب الذين هاجروا من بلدانهم - أنا أحدهم - والذين يجتمعون كل يوم أمام السفارات الأجنبية طلبا للهجرة، وايضا تذكروا أعداد اليهود الغفيرة التي تترك مزايا الحياة الجميلة في أوربا وأمريكا وتغادر الى إسرائيل وتعيش فيها وتتحمل كافة أخطار العمليات الإرهابية والحروب!

[email protected]