في خضم الصراع مابين السياسين العراقيين والتخبط الأعلامي بين قوائمهم وتراشق القوى أثر موضوع الدعاوى الموجهه ضد قيادي القائمه العراقيه ونائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي،كان لرئيس البرلمان العراقي السيد أسامة النجيفي حضور سياسي مميز،فكان صوت للتعقل والدعوة للوحدة الوطنيه والأبتعاد عن الشحن الطائفي،وقد كان تصريحه الأخير بعدم رضاه عن زج أسمه في رسالة قيادي القائمه العراقية التي نشرت في الأعلام العربي والعالمي والتي طالبت بتدخل دولي لما أسمته المأزق العراقي دليل واضح على أيمان الرجل بمدى مسؤولية موقعه كرئيس برلمان العراق، وهو مابدى منه في أول لحضات تسلمه للمنصب عندما رفض أن يقاطع أولى الجلسات بعد أن انسحب منها قيادي واعضاء قائمته، ورسم في تلك اللحظه خط واضح للسياسي والقيادي لمنصب رئاسي عراقي يفصل بينه وبين الجهه التي أوصلته للسلطة.
أن السيد أسامه النجيفي ربما يكون أول رئيس برلمان عراقي من عصور الحكم الملكي في العراق يبرز كصوت قيادي واضح في ظل حكومة قوية ليكون تمثيل البرلمان في هيكلية الحكومة العراقية واضح ومؤثر كسلطة شريكه في العملية التشريعيه للبلد.
وقد تعاقب على منصب رئاسة البرلمان عدة سياسين عراقيين وقد كان المنصب حكرا على أبناء الطائفة العربية السنيه بعد قيام الدولة العراقية الديمقراطية أثر حرب 2003، ولم يكن لمن شغلوا المنصب حضور له قبول في الشارع العراقي، وخصوصا عندما تحول المنصب لمنصة لاطلاق التعليقات الفكاهية والتجريح والتهميش للنواب وصولا لحد التطاول على النواب مما سبب حالة عدم قدرة على التعايش أدت لانسحاب الرئيس وتعين بديل له..ولكن مع حضور النجيفي للمنصب فقد قدم له لأول مرة صورة قياده مستقله وصار البرلمان صاحب حضور أكبر في أستدعاء المسؤولين واستجوابهم وهناك أحساس ان جو الاختلاف السياسي تم توظيفه ليكون تنافس مبدع بين النواب..وربما كون الكثير من النواب قد أستفادوا من تجربهم في العمل البرلماني لأكثر من دورة وأستفاد الجدد منهم من سوء أداء من سبقوهم وبالتماشي مع وجود شخصيه قوية كرئيس ونواب لهم حضور البرلماني ودراية في العملية البرلمانيه..فان البرلمان العراقي يشهد ظهور جيل سياسي قد يتحول في الدورات المقبله الى شخوص برلمانيه مؤثرة ولها حضور أقوى..المشكله أن تكالب الأحداث والمتغيرات والصراعات غلب على مراقبه المواطن لمجريات العملية البرلمانيه وللأسف ألاعلام العراقي يركز على السلبي ولايرى الكثير من الفروق مابين أداء المؤسسة خلال الأعوام الماضية.
أسامه النجيفي تعرض لكثير من النقد والهجوم وخصوصا بسبب مواقف قائمته وبسبب تصريحاته وخصوصا ماخص بها احوال مناطق غرب العراق والتي يكثر فيها أبناء العرب السنه،،ولكن ما لايفهمه الكثيرين أن اسامة قد يكون من السياسين القلة ممن برزوا في المرحله الأخيره ليكونوا ممثلين منطقيين لمتطلبات فئه عراقية أساسية وفعاله في المجتمع وشريك أساسي في عملية بناء الدولة،،تلك الفئه لم تحصل على تمثيل منصف في الأعوام السابقة بسبب سياسة المحاصصة في المناصب ومايؤل له مصير معظم من مثلوها في العملية السياسية الى خروج معلومات عن علاقات لهم بجماعات مسلحة أو تعرضهم لاجتثاث في بعض الأحيان..والاعلام العراقي لم يكن منصفا في تمثيله لهم فهو مصر دائما على ربط الكلمات بطريقه توحي بالريبه في مدى صدق مشاركتهم بالعملية السياسية ودعمهم للوحده الوطنية
أسامة سياسي رزين ومطالبه تنبع من تقدير واقعي للوضع مع أستلهام للدستور ومايتمتع به من نصوص يراد بها توفير حق الحياة المتكافئه لكل مكونات الوطن..وهو يقدم مثال للمواقف المتروية التي لاتتخلى عن مبادئها الأساسية ولكن تتحرك بخطاب متعقل،،وقد كان لأشاده قياديين في القوائم المختلفه معه في الأزمة الأخيره بأنه ربما يصلح لدور قيادي أكبر في عملية الشراكة التوافقيه للاقطاب العملية السياسية هو دليل على عمق فهم الرجل لمدى الحاجه للصوت الدبلوماسي المتزن في وقت قلت به الاصوات.
نحن بحاجة لسياسين مثل أسامه النجيفي فهم يقدمون الشكل الحقيقي لفئه العراقي المتعلم الواعي والمراعي للأهميه الشراكة بدون التفريط بمطالب الأصوات التي وضعته في سدة الحكم.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات