لو قدر وحصلت معجرة ودخل العرب مجال التصدير في يوم من الايام فسيكون تصدير الاصنام تجارة لاتنافسنا فيها امة من الامم في كل الكرة الارضية , وستكون ذات تنوع فريد مثل صنم القائد الاوحد واخر لطويل العمر وثالث بطل النصر ومثله بطل السلام وصنم بطل العروبة وصنم بطل الاسلام وصنم بطل القومية وصنم الاخ القائد بل وصنم الاعتدال العربي الذي في الواقع يمثل الهزائم العربية وسيكون عندنا غير ذلك الكثير والكثير من الاصنام!
ومع انطلاق برنامج quot; عرب أيدل quot; برزت ردود افعال غاية في الدهشة وتستحق بالفعل التوقف عندها لوضع اليد على بعض من عوامل الخلل الذي أدمنت الامة عليها . فبداية تم تحريف الترجمة بما يقبل القسمةعلى اثنين فاعترض بعض ممن يحسبون رجال دين على التسمية على اعتبار انها تشير الى الرمز الصنمي فاضطرت القناة المعنية ان تستعين بخبراء ترجمة لتفسيرمفردة quot; أيدل quot; من الصنمية الى الرمزية بان تكون الترجمة محبوب العرب, مع العلم ان احد هولاء من وعاظ السلاطين كتب قصيدة عصماء باكبر صنم ساقط في العراق , فما هو مبرر هذا الاعتراض حتى وأن كانت الترجمة بالفعل تسير باتجاه الصنمية! فهل مجرد برنامج تلفزيوني اخطر على الامة من صنم مدمر عاث فسادا بالارض والعباد ومع ذلك تم الدفاع المستميت عنه! انها الازدواجية المنفعية والانتقائية الطائفية والخلل الاجتماعي وايضا الانفصام الشخصي الصارخ.
وفي احد البرامج التلفزيونية المتعددة للداعية السعودي العريفي أعلن رفضه القاطع لهذا البرنامج ومثلما تعود دائما فقد أعلن رأيه الحاد وقال نصا quot; هولاء يحاربون ديننا وهم أثمون ويفتحون باب الشر .. ويجب مقاطعة الشركات الراعية لهذا البرنامج وايضا التلفون المحمول !!quot;. في الجانب الاخر وفي احدى حلقات البرنامج quot; عرب أيدل quot; بكت الفنانة احلام واعلن عضو اللجنة الاخر حسن الشافعي بان quot; القشعريرة quot; قد اصابة جسده , وكانت تلك الدموع وهذه القشعريرة ليس رد فعل على كلام العريفي او تفاعلا معه بل لان احد الاصوات النسائية قد أصاب هدفه عندهم فصرخت احلام باكية quot; والله ان من سعادتي ابكي لاننا اكتشفنا مثل هذا الصوت !!quot; . كمواطن عراقي فورا شكرت الله سبحانه وتعالى ان هذا الصوت النسائي ليس من العراق والا لكتب البعض quot; ان اخلاق نساء العراق ذهبت مع الريح بعد بطل القومية صدام حسين !!quot;. مع العلم ان هذا الاخير لاينتمي الى الاخلاق او العروبة الحقيقية بشيء لامن بعيد او قريب وان العفة والشرف تنهل من امهاتنا العراقيات من قبله ومن بعده .
اما المقاطعة للشركات الراعية التي دعى لها العريفي فهي ضرب من الانتحار والاتجار لانها تبدأ من السيارة وتنتهي بالشكولاتة ومابينهما من مفردات الحياة اليومية التي تعود عليها أهل الخليج العربي قبل غيرهم .
مما لاشك فيه ان نسبة المطربين والراقصات في البلاد العربية اصبح لايقدر بالعدد بل بالاطنان واصبح ينافس الكم الهائل من الامية الانسانية و الفكرية والمعرفية والعلمية التي تعاني منها البلاد العربية , لذلك برنامج عرب أيدل وغيره العشرات من البرامج لن يكون الا قطرة في بحر هذا التناقض واللهاث الفارغ والامية المزمنة التي استوطنت هذه الامة , وبجانب اخر اكثر أهمية بل واكثر خطورة فان التجارة بالدين والمعتقدات اصبحت تجارة رابحة ماديا بشكل ينافس اي اجور لاي مطرب عربي شهير . فاصبح الداعية هنا او هناك العوبة بيد الحاكم على حساب الشعب وهو رهن الخدمة في تفصيل الفتاوى حسب مزاج واتجاهات الحاكم حتى اصبح مفردة او وصف quot; وعاظ السلاطين quot; أعجز من يجاري هذا الخنوع الذي يلبس لباس الدين ويملأ جيوبه بمكارم ولي الامر وطويل العمر والقائد الاوحد على حساب فقراء ومساكين الشعب , وعلى حساب مصلحة الامة نفسها فكان ان حرم بعض هولاء مثلا مجرد الدعاء لنصر حزب الله على جيش الاحتلال الاسرائيلي في حرب تموز الشهيرة !! رغم ان حزب الله لم يضع اصلا في حساباته العسكرية دعاء مثلا هذه النماذج الهجينة. فاصبح غالبية الدعاة مثل مطرب وفنان شهير على طريقته الخاصة فيبكي على صدام ويلعن القذافي ويؤيد الاحداث في سورية ويحرض على شعب البحرين المسالم في مطالبه المشروعة، ويشرع الموت وقتل الناس في شوراع بغداد واسواقها ويحرم مثلها في المدن التي انجبت هذا الارهاب .
ورجوعا عند عرب ايدل فلقد كان ملفت ان يشترك شاب هندي في هذا البرنامج العربي , لكنها كانت صورة واقعية تحاكي واقع امة انتهكت من راسها حتى قدميها ومن كل الجوانب والاتجاهات . وقد يكون اكبر برنامج عرب أيدل تم في العراق منذ سقوط الصنم الطائفي في نيسان 2003 حيث اشتركت معظم البهائم العربية في تفجير أنفسها في المدن العراقية وقتل مئات الالاف من العراقيين الابرياء دون ذنب يذكر سوى الاختلاف الفكري او المذهبي او القومي، فحل ضيفا دمويا وقسريا علينا الارهابيفي ظاهرة دموية ارهابية سيقف عندها التاريخ الانساني و العربي المنصف والمحايد والنقي كثيرا وطويلا لانها كانت مدعومة من دعاة دين دمويون حد النخاع ومن حكومات تدعي الحكمة والشرف والغيرة على الامة ومن وسائل اعلام صفراء بنفاقها حمراء بلون الدم العراقي المستباح .وقد يكون موقف المشترك في البرنامج الشاب المصري quot; نبيل عزاوي quot; خير رد عملي على دين هولاء الدعاة التجار فلقد تحول هذا الشاب من قاريء ومجود جميل ورائع للقران الكريم الى مجرد لاهث وراء شهرة الطرب من خلال اشتراكه في برنامج عرب أيدل المستنسخ اصلا عن برنامج امريكي شهير .فابحثوا عن اسباب ودوافع تحول هذا الشاب وستجدوها بين دموع الفنانة أحلام وفتاوى العريفي .
التعليقات