اليأس حندما يبلغ بالمرأ حدودا استثنائية، فإن کل التوقعات تکون واردة. وليد المعلم، أو مهندس السياسة الخارجية للنظام السوري، يبدو ان اليأس قد إستولى عليه بالمرة و دفعه الى مفترق أشبه مايکون بالمفترق الذي إضطر شمشون مجبرا على التوجه صوبه، إذ يکاد لسان وليد المعلم أن يقول على نظامي و على العرب جميعا!

وليد المعلم، ذلك الرجل الذي يبدو وکأنه من کوکب و عصر آخر، مازال يتصرف بمنطق و اسلوب الصحاف و لايريد أن يقر بالامر الواقع حتى لو قبل به الجميع، ليس يخرج على الاجماع العربي ضد نظامهquot;المسخquot;وquot;المشوهquot; فحسب وانما يصل به الامر الى حد أن يغسل يده و يد نظامهquot;العروبيquot;و المتاجر بالافکار القومية الى النخاع، من العرب کلهم، وهذا لعمري حال النظم الدکتاتورية و الاستبدادية التي لاترى الحقيقة و الوجود إلا في نفسها، أما ماعداها فليسوا سوى ترابا!

المعلم يهدد العرب و يعلن القطيعة الکاملة معهم، في وقت کان لو قد أعلن نظامه هذا الموقف من العرب منذ أکثر من ثلاثة عقود، لما کان هنالك حزب الله و لا أحزاب و تنظيمات أخرى مصفقة و مزغردة لنظام يتزعمهquot;ولي أمر المسلمينquot; المرفوض من قبل معظم المسلمين، بل ولما کانت هنالك خلايا إرهابية معشعشة هنا او هناك، ولما کان هنالك ظلال أزمة خطيرة تحدق بمنطقة الخليج کماهو الحال في هذه الايام.

وليد المعلم، من المفيد جدا أن يذکره أقرانه العرب من وزراء الخارجية بأنه وزير للخارجية وليس وزيرا للحرب او للأمن او حتى للإعلام، على هذا المعلم الذي يبدو انه لم يعد يمتلك في جعبته حصيلة تٶهله لتعليم الاخرين أمرا مفيدا، ضاق ذرعا بالدائرة التي طفقت تضيق و تضيق بنظامه و کأنها دائرة الطباشير السورية التي تريد أن تحدد من هو فعلا جدير بأن يأخذ إمرة سوريا بعهدته، إذ يتبين أن النظام السوري الارعن قد بلغت الصلافة به حدا بحيث بات ينزع عنه رداء القومية الذي طالما تاجر به الاسد الاب و تلاميذه الفاشلين البائسين.

المعلم الذي يفشل في إيصال المادة او الموضوع الى إذهان و عقول تلاميذه، فإنه ليس سوى معلم فاشل و غير جدير بهذه المهنة، حاله حال الکاتب او المفکر الذي يخفق في إيصال أفکاره الى الناس، فالاجدر به أن يکسر قلمه و ان يمتهن أية مهنة غير تلك التي فشل فيها، وان وليد المعلم عندما يصل الى هذا الحد و يرمي ورقة التوت العربية التي طالما أخفت عورة نظامه القبيحة، ليس إلا معلم فاشل و فاشل جدا کنظامه الافشل منه بکثير!