قبل أعوام، و بصورة أدق قبل أکثر من عقد، کان للنظام الديني الحاکم في طهران سطوة و هيبة وصلت الى حد أن يتمکن من إختصار بلد و شعب في حزب تابع له، کانت لتهديداته و مواقفه السياسية وقعا استثنائيا على معظم دول المنطقة، ولسنا نذيع سرا فيما لو قلنا بأن دولا عديدة کانت تدقق في وسائل إعلامها کي لاتکون هنالك کلمة او جملة(وليس مقال) قد تسبب إحراجا لها أمام هذا النظام، ولسنا نلوم هذه الدول التي کانت مغلوبة على أمرها أمام نظام متنمر فقدکانت هنالك دولا اوربية طالما تشدقت بالديمقراطية و إستقلالية قضائها، وجدت نفسها و قضائها مکبولي اليدين و مقفلي الفمين أمام جرائم و أعمال إرهابية وقعت على أراضيها و ثبت أن للنظام الايراني يد فيها.

أغلب الاحيان، حينما يجد الانسان لنفسه سطوة و رهبة في قلوب و نفوس الآخرين، فإنه و من دون أدنى شك يشعر بنشوة و غبطة و نوع من الکبرياء و التعالي، وهذا الذي حدث تحديدا مع النظام الديني الايراني، إذ ان سعي دول المنطقة لتجنب الاصطدام و المواجهة معه، دفعته للإيمان بأن الجميع يخافونه و ليس بإمکانهم مقارعته و منافسته على أي امر، وهذا مادفعه لکي يعتقد بأن حجمه و مستواه و قوته قد فاقت ماکان لنظام الشاه، وإذا ماکان الشاه شرطي المنطقة، فإنهم قد نصبوا من مرشدهم مختارا إجباريا للمنطقة کلها من دون إستثناء.

النظام الايراني الذي لايزال يرفض الاقرار بأن الرياح قد بدأت تجري بما لا تشتهي سفنه وان يومه هذا ليس أمسه مثلما ان غده لن يکون کيومه هذا، إذ أنه دائماquot;في النازلquot;، و بعد ان کان يلعب بالزمن في کل مفاوضاته و إتصالاته مع البلدان الغربية حتى ضرب به المثل بهذا الخصوص، جاء اليوم الذي بات الزمن نفسه يلعب بهذا النظام و يتقاذفه کقشة في وسط أمواج بحر ليس له قرار، و کلما مر يوم يکتشف النظام الديني ثمة ثقب جديد في مرکبه المتعب المثقل بما لم يعد يطيق الابحار به.

النظام الايراني، الذي صور نفسه دوما بمثابة بعبع و غولا ليس بإمکان أحد مقارعته، أثبتت الايام انه لم يعد سوىquot;فزاعةquot; أخذت رياح التغيير العاتية الجانب الاکبر من الخرقة التي کانت عليه فإنکشف أمره و سقطت هيبته و کانتquot;فضيحة بجلاجلquot;، ولاسيما بعد أن بدأ الجميع من دون إستثناء يواجهونهquot;لفظياquot;وquot;دبلوماسياquot;، والانکى من کل هذا، أن دول اوربا التي کان الاختلاف بشأن الملف الايراني ميزة اساسية إتسمت بها على الدوام، جاء اليوم الذي توحد فيه مواقفها و تفرض عقوبات نفطية على هذا النظام، انها دائرة باتت تضيق و تضيق بالنظام و من يدري فقد ينتبه العالم في غمرة صحوتهquot;المهمةquot;هذه بوجه مخططات و ألاعيب النظام الايراني الى أهمية الدور الحساس و الخطير الذي يلعبه المجلس الوطني للمقاومة الايرانيةquot;العدو اللدود رقم واحد للنظامquot; على صعيد القضية الايرانية و يعاملونها على اساس ماتستحقه و ليس على اساس مايناسب النظام الايراني کما کان هو سائدا لحد هذا اليوم، إذ ان هذه النقطة بالذات ستفهم طهران ان مرحلة اللعب بالزمن قد ولى الى غير رجعة.

[email protected]