الجنرال قاسم سليماني معروف بكونه قائد فيلق القدس القوي، الذي يستمد قوته من دعم وتأييد اية الله الخامنئي والسنوات الطويلة التي قضاها في خدمة النظام وعرف بالهدوء والتواضع والأدب الجم كما يقول الذين عرفوه عن كثب.

هذا الرجل الذي يدير فيلق القدس الذي لا نظير له في ايران، صادق مع نفسه ومع الأخرين ويتحدث من موقع القوة والمسؤولية عندما يقول: بان العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها وان بلاده قادرة ان تنظم أي حركة تهدف الى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين بهدف مواجهة الاستكبار العالمي، وهي ليست المرة الأولى التي يعلن فيها السيد سليماني عن قدراته هذه وعن تبعية البلدين، العراق ولبنان، لاملاءات بلده، فقد سبق وان أنذر الجنرال ديفيد باتريوس عندما كان في العراق، والذي أصبح فيما بعد مديرا لوكالة الاستخبارات الأمريكية، بأنه هو الجنرال قاسم سليماني المسؤول عن إدارة السياسة الايرانية في كل من العراق ولبنان وغزه وأفغانستان، وان السفير الايراني في بغداد هو عضو في فيلق القدس، كما جاء في مقال مارتين تشولوف المنشور في الشرق الأوسط الغراء بتاريخ 30/7/2011.

الرجل صادق فيما يقوله والعراقيون يلمسون مدى صدقه يوميا وفي كل مجال، شاء من شاء وأبى من أبى، وهو في حديثه الصريح لا يخشى لومة لائم وغير مهتم لا بمزاعم الساسة العراقيين عن الاستقلالية والسيادة الوطنية ولا حتى بمدى إحراجهم أمام مواطنيهم، لانهم في التحليل الأخير قد وصلوا الى مناصبهم الغالية بموافقة ومباركة السيد سليماني القادر على تغييرهم متى ما يشاء.

لما سبق فان الاستنكارات الخجولة والرفض المصطنع لتصريحات السيد سليماني ومطالبته بتقديم توضيحات لما سموه بتطاوله على العراق وبانهم لن يسمحوا تحت أي ذريعة بالتدخل في شؤون العراق الداخلية، وكأن الجنرال سليماني موظف لديهم، هي فقط لذر الرماد في العيون وبضاعة رخيصة للاستهلاك المحلي، فهم قبل غيرهم يعرفون مدى مصداقية السيد سليماني وانه من خلال هؤلاء المزايدين بالضبط قادر على تنفيذ ما يقوله.

المشكلة ليست في تصريحات الجنرال ولا في مزايدات دون كيشوتات السلطة، ولكنها في القوى الوطنية العراقية التي لا تزال تعتقد ان مشاكل العراق يمكن حلها من خلال وداخل البيت العراقي، بدلا من التفاوض والتباحث مباشرة ! مع السيد سليماني دام ظله ! الذي يعلن جهارا نهارا بان العراق ليس اكثر من ولاية أو إقليم تابع له، وان على الاخرين ان يعرفوا ويفهموا هذه الحقيقة ويتصرفوا على ضوئها، وإلا فقد يتعرضون لغضب الجنرال والأزمات التي يبدع في خلقها كما هو الحال مع الأزمة الخطيرة الحالية التي تهدد وحدة العراق ومستقبله، باعتباره المسؤول المباشر عن العراق كما يقول هو لا غيره.

bull;كاتب عراقي
bull;[email protected]