كان اول مقال نشرته لي الغراء ايلاف مشكورة هو حول الثورة السورية المباركة بعنوان الوضع المتسارع في سورية. شرحت فيه وجهة نظر الشعب العراقي من تلك الثورة الشعبية، واليوم وبعد ان اقتربت الثورة السورية من الحسم والانتصار على احد اركان الظلم والاستبداد المتبقي في المنطقة، راودتني فكرة الكتابة مرة اخرى وفاءاً لاهلنا في سورية الحبيبة، فلم اجد فرصة مناسبة مثل هذه. سياسي عراقي ليبرالي علماني quot;معارضquot; لحكومة الولاء الايراني في بغداد، بعيداً عن الطائفية والعنصرية ومحباً للحرية، هذا على الاقل ما كان يدعيه من قبل، فيا ترى ماالذي تغير؟ لمع اسمه بعد التغيير الامريكي في العراق وكسب شعبية لا بأس بها، لكن سرعان ما اسقطته تلك النرجسية القاتلة التي تجذرت فيه وتغولت لتحرف مسار تفكيره، ولربما كان الطمع والاغراءات المادية سبباً آخراً ساهم في تلك النهاية الاليمة والله اعلم، وبدأ ينشر في صفحات التواصل بعد ان كان رائداً في اهم الفضائيات والصحف الكبيرة في العالم العربي. فأنا اسميه نوستراداموس العراقي لكثرة ما يتنبأ، والذي كتب عبر صفحات التواصل الاجتماعي رسالة مفتوحة ينصح فيها نوري المالكي بأن يقف مع نظام بشار المنهار، وكذلك يهدد ويتوعد الشعب العراقي المبتلى اصلاً بمزيداً من الدماء في حالة سقوط اخر بعثي على وجه الكرة الارضية! وها انا اقدم له نصيحة اخوية كونه كان صديقاً لي، علها تنفعه.. في يوم ما هدد صدام عن طريق المتزلفين له والمستفيدين منه، انه لم ولن يغادر كرسي السلطة الا بدمار المنطقة برمتها، بسيناريو كأنه فلم حربي من نسج الخيال، وكيف ستحترق حقول وآبار النفط في المنطقة وتمتد النار لتحرق اسرائيل ! فرأيناه يستسلم كالجرذ المرعوب ليعدم فيما بعد ولم يحصل اي من تلك التنبؤات. وكذلك قيل شيئاً مشابه عن رحيل القذافي والذي لم نرى منه شيئاً، فهذا هو ديدن الطغاة. ويهدد الاستاذ نوستراداموس العراقي بتنبؤاته بأن سقوط بشار يعني دمار وسقوط سوريا ! وكأنها لم تدمر بواسطته بعد، فلا اعرف هل العرافون لا يسمعون الاخبار ام يسمعونها من تلفزيونات البعث حصرياً؟ الم يسمع بأن طائرات الميغ والدبابات الروسية والمدفعية الثقيلة تدك الشعب السوري ومدنه وقراه وبنيته التحتية، فعن اي سورية يتحدث عرافنا والتي ستحترق بعد زوال طاغوتها؟ اما عن مساندة قطر والسعودية للشعب السوري فهو امر واضح ومعلن، فوصفه لدولة قطر وتشبيهها ببيضة وسط حجرتين كبيرتين هما السعودية وايران، وان قطر تعمل على تفكيك السعودية ! فماذا اقول سوى اننا نحن العراقيين فشلنا حتى في ان يكون عندنا نوستراداموس دقيق التصويب. والله لا ادري عن ماذا ارد! فهل السيد نوستراداموس كان في كامل قواه العقلية وهو يكتب رسالته quot;المفتوحةquot; الى المالكي؟ فدخل ذلك الارهاب منذ تسع سنوات وعاث في العراق فساداً اسدياً خامنائياً دموياً، كي يضغط على امريكا للتفاهم مع ايران وتسليمهم الجمل ولكن لهم اي للامريكان ما حمل، فهل كنت في سبات يانوستراداموسنا العراقي الفذ؟ اما ان يقطع المالكي النفط عن تركيا ويغلق الاجواء! الله يسامحك يا مولانا المنجم على هذه النكتة التي اضحكت الثكلى، فمن تنصح يا ايها العراف لا يفقه كيف ان يتعامل سياسياً مع اقليم عراقي، فما بالك بدولة كبرى مثل تركيا؟ فالمالكي الذي تنصح لا يحسن سوى العويل والثبور والتهديد والوعيد وقراءة ما يملى عليه كالببغاء. وفي هذه الرسالة الغيبية شطحات وشطحات كثيرة لا يمكن حتى ان يُرد على نصفها. مثلاً يقول فيها ان العلويين لن يسلموا رقابهم للذبح مرة اخرى كونهم تعرضوا لعدة quot;هولوكوستاتquot;! ولكن على يد من يا عرافنا؟ فهل تتهم الشعب السوري بأكمله من قام بذبحهم؟ اليست هذه هي الطائفية التي كنت لا تتبناها؟ لذا فأنهم اي العلويين سوف يعتصمون في جبال الساحل اي في طرطوس وجبلة والاذقية ليكونوا في مأمن من الشعب السوري المظلوم ! بالله عليكم هل هذا كلام رجل سياسة؟ سبحان الله كما اشيع عن صدام بأنه سيحتمي بقريته العوجة من الطوفان وليحارب الامريكان منها، لنراها اول القرى استسلاماً للامريكان بعد ان خذلوه وباعوه بالمال. كما اني لا اظنك تجهل معاهدة الدفاع العربي المشترك والتي من اسمها اليس في صحننا من المشاكل والدماء مايكفينا كي تدخلوننا في حروب اخرى؟ ليتك نصحته بالاعمار والبناء والصحة عوضاً عن ذلك. فالمسكين المالكي للتو بدأ بمسرحيته السمجة وهي تفتيش الطائرات الايرانية المتجهة الى سورية، من اجل نيل رضى المجتمع الدولي، ام كلامك هذا سوى من باب اشهدوا لي عند الامير؟! فيا استاذ يامنجم يامن تلقي المحاضرات في جامعات صغيرة وغير معروفة في الولايات المتحدة الامريكية، ان انقلاب المائة والثمانون درجة مضر لكم ولمستقبلكم السياسي على المدى البعيد وإن كان فيه منافع انية قصيرة، هذا ان بقي لديكم طموح في السياسة، انظر الى من وقفوا مع جلادنا ضد ارادتنا نحن الشعب العراقي، كم كنا نمقتهم كونهم اراذل باعوا ضميرهم ووقفوا مع ظالم من اجل الاموال، فلا تكن مثلهم وانت انت، ارجع الى جادة الصواب فستجد نفسك فيها، اعلم والله ان طريق صدام والاسد والقذافي ونجاد هو طريق مظلم ومسدود، فالاسد زائل لا محال كون شعبه البطل لا يريده وقال قولته وكسر حاجز الخوف. نعم انه شعب ضرب لنا اروع الوان البطولة والكرامة، فلا تقف خصماً له بل اجعل الطغاة خصومك كما عهدتك.
اما اليوم فالقصة هي نفسها سوى ان بطلها مختلف، وهو بشار الاول في مملكة الاسد الكارتوني. ويُذَكر عرافنا الكبير صاحب النبؤات الزنفلوطية، نوري المالكي كيف آوى آل الاسد العراقيين في سورية في مطلع الثمانينات، ويقصد هنا المالكي وكوادر حزب الدعوة الذين كانوا لاجئين عند بشار وابوه وليس عند الشعب السوري الابي الذي كان مقيد بالبعث والاشتراكية والاجهزة القمعية الاسدية آنذاك، وكذلك يذكره بتعليم اولاده المجاني والطب المجاني الذي تمتعت به النخبة وليس العراقيين البسطاء الذين عانوا من شظف العيش في سوريا البعث، خصوصاً ان لم يتعاونوا او يكونوا من صبيان ابو وائل (محمد ناصيف ) رئيس المخابرات السورية في وقتها، لذا هرب من بطشه اغلب العراقيين الى الدول الاوربية وامريكا.
فالسعودية برأي المنجم العراقي هي مغلوبة على امرها! كونها تخاف دولة قطر! ولقطر مطامع في السعودية! الله على دقة التنجيم النوستراداموسي العراقي الخارق!
فعرافنا الثاقب النظرات.. يهدد من ان الارهاب الديني لن يقف في سورية بل سيدق ابوابنا ! عجباً يا نوستراداموس ماذا تقول؟ فالارهاب الديني جاءنا ومنذ زمن ليدق ابوابنا مبعوثاً وسفيراً فوق العادة من عند اسدكم المرعوب الذي تدافعون عنه وتطلبوا له العون، ليجد خونة الشعب العراقي قد رفعوا له تلك الابواب وازالوها (عرفاناً بالجميل البعثي عليهم ! ) من قَبلَ ان يتعنى ذلك الارهاب ويطرقها، فالابواب غير موجودة اصلاً يا منجمنا الفاضل،
يفهم معناها؟ وهو ان يجتمع العرب تحت راية جامعة الدول العربية وان يتخذوا القرار جماعياً وليس انفرادياً ! اليس كذلك؟ فكيف تطلب من المالكي ان يجر الشعب العراقي وجيشه الذي طالما وصفته بأنه اضعف من اي ميليشيا عراقية الى حرب شوارع مع الثوار السوريين؟ ألهاذا الحد تبيعون العراق من اجل بعثي؟ ياللعجب ! تحاربون البعث في العراق وتنصرونه في سورية ! كأنكم تتبعون خطوات الفصائل الفلسطينية والتي آثرت بقاء صدام على قضيتهم الاساسية.
تحية إكبار واجلال لكل شهداء الثورة السورية المباركة، الذين سقطوا بغدر البعث وعصاباته الاسدية الجبانة. الخزي والعار لآل الاسد واعوانه الجبناء، والمجد لسوريا الحرة.
- آخر تحديث :
التعليقات