قوات الأمن (الشرطة والأمن المركزي) تركت أرض الملعب في المدينة الباسلة quot; بور سعيد quot; قبل نهاية مبارة النادي الأهلي والنادي المصري بدقائق، حيث أطفأت أنوار الأستاد وأغلقت الأبواب الداخلية والخارجية (باللحام) وأطلقت البلطجية المزودين بكل أنواع الأسلحة البيضاء والآلات الحادة والذخيرة الحية، ليهجموا كالوحوش الكاسرة على الشباب الأعزل من جماهير النادي الأهلي (الألتراس) واستمروا فى قتلهم دون رحمة لمده ثلاث ساعات ونصف الساعة، وبعد اتمام المجزرة البشعة (التي تعد الأسوأ في تاريخ الرياضة المصرية)، تم تهريب البلطجية والمرتزقة من القتلة ثم أستدعاء سيارات الإسعاف.
أحد البلطجية قبض عليه المتظاهرون من أهل بورسعيد وهم ينددون بهذه الجريمة اليوم، وأعترف في فيديو موجود علي اليوتيوب: أن عصابة طره (رجال مبارك) وبتسهيل من المجلس العسكرى الحاكم، وبالتخطيط مع بعض رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني السابق في بور سعيد، هم الذين يقفون وراء هذه الكارثة المروعة التي خطط لها أن تتم عقب (خسارة النادي المصري)، ليبدو الأمر وكأنه ثورة الجماهير الغاضبة المتعصبة، لكن (خاب ظن الجميع) لأن النادي الأهلي لم يفز في هذه المباراة حتي تثور جماهير بور سعيد الذي فاز فريقها علي الفريق الضيف 3/1.
(خاب ظن الجميع) أيضا، لأنه علي عكس ما خطط لها، فقد استطاع أهالي مدينة بور سعيد بمفردهم ودون أية أجهزة استخبارات أو أية لجان لتقصي الحقائق تحديد أسماء وأماكن البلطجية والممولين والمحرضين علي هذه الجريمة البشعة ضد جماهير النادي الأهلي، كما أكتشفوا quot; لحام البوابات الحديدية من الخلف quot; والتى كان يجب ان يخرج منها شباب الألتراس الأهلاوي، وهو ما يؤكد علي عدم وجود طرف ثالث خفى أو ما يعرف في مصر اليوم (باللهو الخفي). فالمجلس العسكرى ووزارة الداخلية والمحافظين ومديريات الأمن وضباط مباحث الأقسام والشرطة العسكرية وجيش البلطجية ونزلاء منتجع طرة كلهم طرف واحد مترابط متناغم يوحد خيوطه ويرسم خططه بشكل متكامل (أجهزة المخابرات فى وزارة الدفاع بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطنى (مباحث أمن الدولة سابقا)، أما الطرف الثانى فهو الثورة والثوار الأحرار.. اللهو الخفي (واحد) وهو الذي قتل أبناء مصر: أمام مسرح البالون وفي العباسية والتحرير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والقصر العيني ودبر جريمة أستاد بور سعيد النكراء للانتقام من شباب الألتراس حماة ثورة 25 يناير 2011 الذي يهتف دائما (يسقط يسقط حكم العسكر)... السؤال الحائر: لماذا تمت إقالة مدير أمن بورسعيد الكفء قبل أسبوع واحد فقط من هذه الجريمة النكراء؟
quot; اللهو الخفي quot; هو عنوان الصفقة القذرة بين المجلس العسكري وجماعة الاخوان المسلمين والسلفيين والنظام السابق للإجهاز علي الثورة في عام 2012، وطالما أن الفاعل (مجهول) و(خارجي) و(خفي) سيظل يمارس عمليات الانتقام ضد شباب الثوار والمتظاهرين والمعارضين، فقد وصف المتحدث الرسمي بإسم حزب النور السلفي quot; نادر بكار quot; المتظاهرين بالهمجية أما المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين quot; محمد بديع quot; فقد قال عن شباب الثورة: أنهم ينفذون مخططا خارجيا لإسقاط مؤسسات الدولة والأدلة لدى المجلس العسكري الذي لا يريد القبض علي (العناصر الخارجية المتورطة) والمعروفة تماما لديه حتي لا يثير غضب الخارج؟! (تصور عزيزي القارئ) مدي الاستهانة بعقول المصريين والمهزلة التي وصلنا إليها.. وكأن المرشد العام للإخوان المسلمين هو المتحدث الرسمي بإسم المجلس العسكرى الحاكم!
الاستهانة بعقول المصريين وأرواحهم وكرامتهم تصل إلي مستوي quot; الخيانة العظمي quot; وquot; جرائم الحرب quot;، هل يعقل أن يناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة شعب مصر العظيم أن يغلب المصلحة العليا للوطن على أى اعتبار، وأن يفوت الفرصة على المغرضين فى إحداث المزيد من الخسائر فى الأرواح والممتلكات؟.. هل أنعكست الآية؟؟؟... من المسئول عن حماية المصريين في الداخل والخارج وتحقيق الأمن والأمان والقبض علي المخربين والمخططين والمنفذين لكل هذه الجرائم البشعة والمتكررة علي مدي عام كامل؟.. أعتقد أن شعب مصر العظيم لو أراد أن يرسل برسالة لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فلن يطالبهم (هم) بأكثر من هذه المناشدة !... كما يقول صديقي الدكتور حازم حسني.
هل يعقل أن يقول المشير طنطاوي في أول ظهور إعلامي له بعد الكارثة المروعة في بور سعيد: quot; الناس ساكتة عليهم ليه quot;؟.. وأنا أسأل سيادتك بالمثل: من هم هؤلاء الذين يسكت عليهم الناس؟.. هل تحمل الناس مسئولية ما يحدث وتتهمهم بالتقاعس عن أداء (واجبهم الأمني) أو التستر علي المجرمين؟ هلي تريدها حربا أهلية وفتنة شعبية بعد أن فشلت في إحداث quot; الفتنة الطائقية quot;؟ لماذا لم تقدم سيادتك للعدالة أي quot; مجرم quot; أو quot; مخرب quot; أو quot; متآمر quot; أو quot; مدسوس quot; أو quot; فلول quot; أو quot; مجهول quot; أو quot; قاتل quot; أو quot; قناص quot; أو quot; بلطجي quot; واحد، حتي اليوم.. ألا تعلم سيادتك أن ما تقوله هو أكبر دليل علي إدانتك شخصيا وقمة الاغتراف بفشلك الذريع؟ ألم تدري بعد أن quot; اللهو الخفي quot; سقط في بور سعيد؟
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات