لست في أرض ولدتقد ولدت في السماء
أنت من روح طهور لست من طين وماء
كلمات رائعة دونها قداسة البابا شنوده الثالث عن الكنيسة القبطية .هذه الأبيات هي كفيلة بالتعبير عنه لأن رحلته رحلة عذاب وألم ومحن وضيقات وطعنات من كل صوب وحدب ولكنه تمثل بسيده... فصفح للمسيئين، وسالم الغادرين، وقبل إليه المخطئين، وأرشد التائهين، وحمل آلام السنين من أمراض وأتعاب... وأخيراً رحل بالجسد لينضم للكنيسة المنتصرة. كم قسا الظلم عليك كم سعى الموت إليك كم جرحت كيسوع بمسامير و شوك هو صوت ظل يدوي دائماً في أذنيك من بناك هل بناك غير رب الشهداء
رحلة ألم عاشها قداسة البابا الراحل وهو طفل ماتت أمه فأرضعته سيدة مسلمة إنها إرادة الله أن يكون قداسته رابطة بين المصريين جميعاً.
رحلة ألم مع أمراض عديدة منها القاتل والمزمن... تعايش مع جميعها في صبر ووداعة وإيمان.
رحلة ألم مع رئيس جاحد رافضاً دخول القدس إلا مع أخواننا المسلمين.
رحلة ألم مع رئيس سابق حدد إقامتكم بالدير فتربعتم في قلوب أبنائكم بالحب الباذل والتضحية.
رحلة ألم مع أعضاء مجلس شعب صفقوا وهتفوا لقرار جائر من رئيس باطش تمت تصفيته بعد ذلك بقليل على يد من احتضنهم.
رحلة ألم مع رئيس آخر ترككم 41 شهراً في الدير.
رحلة ألم مع رئيس ظالم جند كل ما يملك للفتك بأبنائك في كل ربوع المحروسة وأخيراً مذبحة ماسبيرو.
رحلة ألم مع أبنائك يقتلون يوم بعد يوم في ربوع مصر ليرووا بدمائهم أرضها الطيبة من الخانكة إلى الزاوية إلى أبو قرقاص إلى الكشح إلى العمرانية وإمبابة والمقطم.
رحلة ألم مع برادوكس الأنظمة المصرية من قبلات وأحضان وقتل وسفك لأبنائك.
رحلة ألم مع نظام يقبلك ويرسل برجاله الملتحين حول مكان إقامتك ليعبروا عما بداخلهم من كره وحقد وإنعدام وطنية.
رحلة ألم مع أعمال عشق لمصر وبدلاً من التقدير يقُدر من سب مصر والمصريين.
رحلة ألم مع كلمات مسؤولين عن وطنيتكم وحبكم وإخلاصكم لمصر وعلى أرض الواقع ظلم فج وتعنت مستمر وانعدام إنسانية في التعامل وتجييش كل الأجهزة الرقابية ضد أبنائكم.
رحلة ألم مع مجلس عسكري يسعى لتكريمكم بعد نياحتكم وفي حياتكم يقتل أبنائكم ويبيع مصر لتيارات إقصائية تفتك بهم.
رحلة ألم مع أجهزة أمنية سمحت بقيام 12 مظاهرة سب للنيل من قدركم العظيم.
رحلة ألم مع عديدين من أبنائكم اعتقدوا أن صمتكم تهاون وصلاتكم ضعف ودموعكم إنهيار.
رحلة ألم مع يهوذا في الكنيسة يقبلكم بفكر ماكر وقلب ممتلئ حقداً.
أبينا المحبوب قداسة البابا شنوده الثالث لقد أحببناك أباً راعياً وأسداً عنيداً ومعلماً مفوهاً وقديراً وقديساً منيراً ورمزاً نادراً وبعد انتقالك عن عالمنا الفاني نؤكد أننا نحبك الآن شفيعا وفياً فاشفع في أولادك أمام عرش النعمة.
وأختم بقصيدتكم التي كتبتها للكنيسة والتي تنطبق على صمودكم أيضاً على الألم وضد الظلم ضد العنصرية.
كم صدمت باضطهادات
و تعذيب و ضنك
عذبوك و بنيك
عجبا كيف صمدت
طردوك و نفوك
ضد كفران و شرك
يشعل القوة فيك
إن أبواب الجحيم
حين قال الله عنك
سوف لا تقوى عليك
من رواك هل رواك
من حماك هل حماك
غير ينبوع الدماء
غير أقنوم الفداء
مدحت قلادة
[email protected]
التعليقات