في ليلة صيف وعلى سطح البيت، بينما کانت امرأة تتفقد أبنتها و زوجها من جانب و أبنها و زوجته من جانب آخر، لما رأت زوج أبنتها ينام بعيدا عنها نادتهما أحبائي الطقس بارد إقتربا من بعضکما لتتدفئا أکثر، لکنها عندما رأت أبنها يحتضن زوجته؛ هتفت بهما: الطقس حار الافضل لکما أن تناما بعيدين عن بعضيکما، فصاحت زوجة ابنها: سطح واحد لکن له طقسين! هذه الحکاية من التراث الکوردي تذکرتها و أنا أتابع التصريحات الاخيرة لمرشد النظام الايراني بخصوص دفاعه المستميت عن النظام السوري الذي يواجه ثورة شعبية عارمة، والتي قال فيها ان نظامه يعارض بشدة أي تدخل أجنبي في سوريا و ستدافع عن دمشق حتى تتمکن من مواصلة المقاومة ضد اسرائيل، وأعلن خامنئي في نفس التصريحات عن تإييده للإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري.

النظام الايراني الذي حاول جاهدا إحتواء ثورات الربيع العربي في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و زعمت بأن تلك الثورات هي من تأثيرات طروحاتها و تنظيراتها الفکرية السياسية، تقف اليوم موقفا يتناقض تماما مع مواقفها و رؤيتها للثورات العربية، فمرشد النظام الايراني يقول أن نظامه سيدافع quot;عن سوريا لأنها تؤيد سياستها القائمة على مقاومة النظام الصهيوني و تعارض بشدة أي تدخل لقوى أجنبية في الشؤون الداخلية لسورياquot;، في الوقت الذي کان قد ساهم و مهد بقوة للتدخل الامريکي في أفغانستان و العراق، وهو أمر معروف و واضح لکل أمرء ذي بصيرة، فقد کانت هناك أهداف و أجندة خاصة للنظام الايراني من وراء مدquot;يد التعاونquot;معquot;الشيطان الاکبرquot;، في الوقت الذي يتذکر کل قادة النظام الايراني و على رأسهم مرشد النظام نفسه القول المأثور للخميني: سأقطع اليد التي تمتد من إيران لمصافحة أمريکا، قطع اليد على المصافحة وحدها فکيف على اليد التي تقدم الدعم و الاسناد و المعلومات کما کان الحال مع أفغانستان و العراق؟!

هذا التهافت المفضوح و المشبوه جملة و تفصيلا للنظام الايراني على نظام دکتاتوري أرعن يقوم يوميا و علنا بذبح أبناء شعبه على مرئى و مسمع من العالم کله، لايفسره شئ سوى تخوف و توجس النظام الايراني من تداعيات و تأثيرات سقوط النظام السوري على مستقبله، ولأجل ذلك فقد ألقى و يلقي بثقله و بکامل إمکانياته دفاعا عن نظام القتلة المجرمين في دمشق، وان إيران التي باتت أشبه ببرميل بارود ينتظر عود ثقاب او شرارة صغيرة لينفجر بوجه النظام الديني الاستبدادي، يعلم جيدا بأن الربيع العربي لن يکتمل عرسه النهائي و الحقيقي إلا في طهران بسقوط نظام ولاية الفقيه الذي بات على أبواب الايام الاخيرة من خريفه القاتل و ربيع شعبه النظر القادم.

مرشد النظام الايراني الذي يدليzwnj; بهکذا تصريحات إستفزازية دفاعا عن النظام السوري، فإنه يعلن ليس براءته و تخليه عن الشعب السوري الثائر فقط وانما يعلن عن دعمه الاستثنائي للنظام و الوقوف الى جانبه و حمايته حتى اللحظة الاخيرة و بذلك فإنه يستحق بجدارة صفة ولي أمر النظام السوري و ليس المسلمين!