قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه لا يحق لأحد المطالبة بتنحي أو إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وأوضح أن ما يهم العراق من أعمال القمة هو التصدي للإرهاب الذي يعاني منه مشيراً إلى أنّ القضايا العراقية الداخلية لن تكون ضمن جدول أعمال المؤتمر كاشفاً عن منع المالكي للتظاهرات ضد الحكومة البحرينية، فيما زادت الاجراءات الامنية في العاصمة من صعوبة حياة سكانها ورفعت من أسعار المواد الغذائية.
وأشار زيباري في مقابلة خاصة مع قناة quot;السومريةquot; العراقية ستعرض مساء اليوم وتم توزيع مضمونها الليلة الماضية إلى أنّه في ما يتعلق بقضية سوريا يجب أن يصار إلى تنفيذ بعض الأساسيات التي جاءت في قرارات الجامعة العربية، وذلك من اجل بناء الثقة، مثل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات العسكرية من المدن وإنهاء المظاهر المسلحة وإطلاق المعتقلين في الإحداث والسماح بدخول المساعدات، وبعد ذلك يجب أن يصار إلى حوار بين النظام السياسي في سوريا والمعارضة فيها يؤدي الى حلول جذرية لمعالجة الوضع.
مشاكل العراق الداخلية مسؤولية عراقية ويستطيع هوشيار زيباري ان يقول ما يشاء ولكنة فيما يتعلق بسوريا لا يحق له استباق المؤتمر ليعلن انه لا يحق لأحد المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
فمنذ التسعينات وحتى سقوط بغداد في ربيع عام 2003 لم تتوقف المعارضة العراقية آنذاك عن المطالبة باسقاط صدام حسين.
لماذا الآن وبشار الأسد يرتكب جرائم ضد الشعب السوري ريما أسوأ مما ارتكب صدام حسين ضد شعبه هناك محاولات لانقاذ بشار وحمايته. ومن أعطى الحق لهوشيار زيباري ان يستبق المؤتمر بهذا التصريح. فهل تعرض هوشيار لضغوط ايرانية وروسية وصينية؟ لا احد يعرف ولكن من السهل الاستنتاج ان هذا المؤتمر سيفشل اذا لم يناقش الوضع السوري بالتفصيل ويصدر ادانة شديدة اللهجة لممارسات عصابة دمشق الوحشية ضد الشعب السوري.
واقول اذا لم يصدر عن المؤتمر بيانا قويا وحاسما يدين فيه جرائم بشار الأسد وعصابته يكون المؤتمر قد فشل كمنظومة ومؤسسة عربية ويجب اعلان نهاية هذه المؤسسة البائسة والتي تحولت الى دكان كلام وصالون لتبادل العناق والقبل المنافقة والتصريحات الفجواء.
اذا اراد زيباري ان ينجح المؤتمر ليأخذ موقعه في التاريخ ويتعين على اعضاء المؤتمر او غالبيته الاعلان عن موقف داعم للشعب السوري وان يتعهدوا بتقديم المساعدة المادية والمعنوية للمعارضة وتزويد السلاح للجيش السوري الحر. وغير ذلك فسيبقى مؤتمر استعراض كلامي شفهي لا قيمة له. وسيتم نسيان مؤتمر بغداد مثل بقية المؤتمرات السابقة الفاشلة التي لم تنتج الا كلاما معسولا ووعودا كاذبة ويكون مؤتمر بغداد حفلة علاقات عامة لفك العزلة عن حكومة بغداد ونوري المالكي التي فشلت حتى هذا اللحظة بتوفير الأمن والخدمات الاساسية للشعب العراقي وعلى زيباري والمالكي ان يتذكرا جيدا الدور السوري في تسهيل دخول الارهابيين للعراق وقتل عشرات الالوف من العراقيين الابرياء. وعندما يتحدث وزير خارجية العراق عن التصدي للارهاب عليه ان يدين ارهاب النظام السوري ضد شعبه وارهاب النظام السوري ضد الشعب العراقي في الفترة 2003-2009.
لندن
اعلامي عربي
التعليقات