بينما تتهيأ أسرائيل لضربتها التاريخية ضد مراكز توليد الطاقة ومواقع المفاعلات النووية الأيرانية ، تتدارس مراكز البحوث السياسية والأستراتيجية والأستخبارات في العالم الغربي مخاطرهذه الضربة وتداعياتها وتأثيراتها على البيئة والسكان وزعزعة الأستقرار السياسي .
مايصلح للدولة اليهودية لايصلح للعرب . وعندما يقول البعض quot; أن الكِتاب يُقرأُ من عنوانهquot; كم أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً للكثير من الحالات الأجتماعية الواضحة للعيان ، ولكن في حالات سياسية عسكرية غامضة تخدم أغراضاً لمشاريع عمل أسرائيلية مُبيتة قلما يكون في الأمكان قراءة فهم الفكرة من عنوان الكتاب.
الباحث د. كوين دير Gwynne Dyer في كتابه quot; بعد العراق ...فوضى وتجديد في الشرق الأوسطquot; quot; After Iraqhellip;. Anarchy and Renewal quot; توقعَ أن المنطقة العربية جاهزة لقبول اقتطاف أي ثمرة غربية . وأظن أنه يقصد توسعاً أسرائيلياً وتفوقاً علمياً لايدرك قيمته الأصلاحيون العرب والأخوان المسلمين الذين وصلوا السلطة ( الآن) بالمعونة الغربية لأمريكا وحلف الناتو . وبعد تحييد الرأي العام العالمي للصراع العربي الأسرائيلي وأشغال العالم العربي بتسليط الأضواء على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لدولنا الفقيرة والتحريض الأسرائيلي على الثورات بما يطلق عليه بالربيع العربي وأرسال السلاح والعتاد للثوار العرب التي يستقبلها الناس على أنها مساعدات أنسانية، فقد أصبح تصدير السلاح والرصاص والمُدربين الأجانب للعرب حرفة سياسية متقنة للمخابرات الأسرائيلية كما هي حرفة ألأتجار بالبشر والسيطرة على توجهاتهم الفكرية لتقسيم وشرذمة دول عربية وأدخالها في صراع أبدي لتبقى أسرائيل الدولة الوحيدة المزدهرة المتقدمة التي تمتلك القدرة العسكرية والتكنولوجيا النووية في المنطقة.
في ذات الوقت ، فأن خطط التهيؤ الأسرائيلية لتوجيه ضربة قاصمة الى أيران تبدو أكيدة بأقتراب أيران من أنتاج الطاقة النووية ، وتجابهها معوقات سياسية وعسكرية ذات تأثير على المنطقة والعالم بأجمعه . المعوق الرئيسي الأول الذي يتدارسه خبراء الأسلحة والأستراتيجية هو قلة الفرص المتاحة لأسرائيل عسكرياً وصعوبات العمل الميداني لتنفيذ الضربة دون حليف يمتلك الأمكانيات المادية العسكرية والثقل والنفوذ السياسي نظراً للمسافة الجغرافية الشاسعة بين القواعد الجوية والصاروخية الأسرائيلية وأيران ، وكيفية عبور وتجاوز حدود مايُعرف عليه بدول ذات سيادة لفترة قد تتراوح أسبوع من القصف الجوي ، تليها الناحية الفنية لحمولة الطائرات الأسرائيلية التي ليس بمقدورها رفع قنابل من وزن 20 الى 30 ألف باوند وأيصال حمولاتها الى الهدف وهو المعوق الثاني ، وعدم أمتلاكها لحاملات طائرات أو سفن حربية في الخليج ، وهوالأمر الذي ناقشه نتنياهو وطلبه من ألأدارة الامريكية المشاركة في تدمير وتعويق أيران من برنامجها النووي بالأسلحة الأمريكية الجديدة . وكانت الولايات المتحدة قد أجرت تجربة جديدة في صحراء ولاية نيو مكسيكو على سلاح جديد أطلق عليه الخبراء تسمية (أم القنابل ) وهي قنبلة وزنها 30 ألف باوند تستطيع أختراق الأعماق الأسمنتية الأرضية لمخابئ أيران الصناعية النووية ولاتستطيع حملها أِلا طائرات B-52 و B- 2 الاستراتيجية التي لاتمتلكها أِلا الولايات المتحدة وتوجيه القنابل لأهدافها المقررة :
Global Positioning System ( GPS ) Tracking
المعوق الثالث هو الهدف ....فهناك مجموعة أهداف تتطلب المعالجة العسكرية وهي منتشرة في دولة واسعة المساحة تبعد عن أسرائيل بأكثر من 600 ميل ، كما أن الهدف خزين داخل عمق أكثر من 30 قدم تحت الأرض وقد لاتصل أليه القنبلة الخارقة للأسمنت الأمر الذي يتطلب ثنائية العمل للتقليل من تسرب أشعاعات وسموم نووية وقد يلجأ الطرف الأسرائيلي الامريكي للقصف اليومي والتخريب من الداخل وتدريب عملاء وخبراء وأخصائيين لمنع تسرب أشعاعات وسموم قاتلة نتيجة التفجيرات.
ويأخذ الخبراء في الأعتبار الخسائر الأقتصادية وأرتفاع أسعار المنتجات البترولية بحذر وحيطة ونقد حاد لزعماء دول أوروبا الغربية لولائهم الأعمى للحليف الأسرائيلي المتهور وأدارة أوباما الخاضعة لتأثير الصقور في الحزبين الرئيسيين والأستلام التام لمنظمة أيباك الصهيونية وأدارة نتنياهو رئيس الوزراء الأسرائيلي الذي حذر بأنه quot; لو لا تقوم أسرائيل بوقف أيران عن مشروعها النووي الحالي فلن يقوم أحد بذلك quot;.
الضربة قادمة ومقررة كما يراها الزعماء الأسرائيليين ولاحياد أو تردد فيها ولن يبقى أِلا توقيت ساعتها وموعدها حيث تتدارس الأدارة الأمريكية العسكرية مع القيادة الأسرائيلية عدة خطط وأحتمالات بديلة لنوع المشاركة ، وتجري سيناريو بعد الأخر لمعرفة وتحديد خسائر القوات والقطع الأمريكية البحرية في الخليج وسبل الدفاع عنها لتقليل حجم هذه الخسائر الى أقصى حد ممكن .
للمراسلة : [email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات