مرة أخرى تتكرر المأساة في الشرق القديم ، و يستنسخ الإرهاب البعثي ذاته من خلال لجوء النظام السوري المجرم لتنفيذ مجازره الجماعية الإنتقامية ضد الشعب السوري الحر الذي إنتفض في ثورته الشعبية الكبرى ليغير وجه الشرق القديم بأسره وليؤسس لحقبة تاريخية وسياسية و نهضوية مختلفة بالمرة عن الحقب السابقة الجامدة المتخشبة التي أنتجت نظاما سياسيا خشبيا هزيلا و فاشلا كان عنوانا للهزيمة الوطنية والقومية الشاملة ، والنظام الإرهابي السوري الفاشل وهو يواجه مصيره الحتمي على يد احرار الشعب السوري الذين طرزوا خارطة الحرية بدمائهم العبيطة ورسموا أهزوجة النصر القادم الكبير بإصرارهم على رفع شعار ( مالنا غيرك يا الله ) يعلم جيدا بأن مصيره سيكون أسود وليس بمختلف عن مصائر بقية الفاشيين و القتلة و المجرمين ، بل أن مشانق دمشق القادمة ستكون العنوان التاريخي لنهاسية حكم و نظام البعث المجرم الذي لم ينتج سوى الكوارث في العالم العربي ، المشكلة إن الطغاة لا يتعظون أبدا ولا يأخذون العبرة ممن سبقهم من الطواغيت و كان آخرهم العقيد الجماهيري الأخضر ومردد شعار الملايين من خلفي و تدافع عني!! فإذا به في النهاية يكون ضحية لخازوق خشبي مكسور و تكون نهايته البشعة كدليل تاريخي مصور لكل الطغاة ، نظام دمشق ويضم حفنة من عتاة المجرمين و القتلة لايرى أي سيناريو للحل سوى السيناريو ألأمني المفرط في القمع ولو عبر سياسة تعميم المقابر الجماعية التي لجأ إليها مؤخرا بعد أن أمعن في قمعه و إرهابه وأفرط في العنف بهدف كسر إرادة الثوار و إدخالهم في حظيرة اليأس المطلق عبر إستثمار تحالف مافيا الدولية و الطائفية معه و مع نظامه المجرم ، وفي ظل عجز الإرادة الدولية الفظيع و المؤلم عن حسم مايجري في دمشق والفشل الكبير في منع حمام الدم الشعبي المراق ، ليس من ثمة سبيل لمقاومة الفاشية والإرهاب سوى اللجوء لسياسة الدفاع المسلح عن النفس و الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة مع قوات النظام الجبانة رغم عدم التكافؤ في الإمكانيات و التسلح و الدعم اللوجستي ، ورغم إفراط النظام في القتل الشامل و تعميم الإرهاب و التخويف وهي سياسة فاشلة ستؤدي في المحصلة لنهاية بشعة للنظام و من يقف معه ، في الغد سيصدم العالم بأسره بحقائق إرهابية مريعة عن حجم المقابر الجماعية التي حفرها النظام لشعبه و التي كان من الممكن تداركها و إيقاف عجلتها لو تحلى المجتمع الدولي بالضمير الحي و الإرادة الإنسانية الفاعلة وهي مصطلحات لاعلاقة لها أبدا بالضمير الدولي الغائب و بتلك الدول المافيوزية المدافعة عن الجريمة و القتل و الإرهاب ، مأساة العراق ومقابره الجماعية ستتكرر بشكل مفجع في الشام و سيقضي الشعب السوري أياما طوالا في البحث عن رفات شهدائه و شبابه الحر المجاهد ، ومأساة الصمت الدولي المريع التي سمحت لنظام صدام البائد في العراق في التمادي بجرائمه حتى قرر البنتاغون نهاية خدمته الفاشية تتكرر اليوم بشكل مأساوي مع الشعب السوري الذي يبدو أن الإرادة الدولية و الإسرائيلية تحديدا لم تزل ترى فيه الضامن الأكبر لمصالحها في المنطقة ! و إلا فإنه ليس من المعقول أبدا في عصر حقوق الإنسان و القيم الكونية الجديدة التي يتغرغر بها المجتمع الدولي المنافق أن تستمر مجازر النظام السوري و إمعانه في حفر القبور الجماعية لشعبه بهذه الدرجة الفظيعة من دون مساءلة ولا عقاب سوى بضع تهديدات كلامية لن تسمن أو تغني لكونها مجرد كلمات مواساة منافقة بحق مأساة الشعب السوري ، وبجميع الأحوال و مهما كان الموقف الدولي فإن الله العظيم رب العزة و الجلال الذي إستغاث به أحرار الشام وثوارها لن يخذل أبدا من ينصره و سيكون يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم ، وسينتصر الحق و يولي أهل الفاشية و الإرهاب السلطوي الدبر ، لقد حفر نظام القتل المجرم مقبرته بيديه وسيكون مصير ذلك النظام قاتما ستتحدث به الشعوب الحرة لعقود طويلة قادمة ... فعلا ليس لنا وللأحرار والمجاهدين غيرك يا الله... و ما النصر إلا من عند الله....

[email protected]