حكم مبارك مصر 30 عاماً باستبداد أمنى فاق حكم الجستابو الألمانى.. وكان أكبر عيوب الديكتاتور المخلوع،عناده العظيم.. ضد مصلحة البلد بل ضد مصلحته هو شخصيا ً... أحاط نفسه بجوقة من المنافقين والمنتفعين الذين سبحوا سجدوا هللوا لكل خطاياه ضد مصر وشعبها الطيب.. لم يستجب لصوت العقل ولم يرضخ للمسؤولية الوطنية.. ولم ينحاز لوطن يسعى للتقدم والرفاهي بل كان عنيدا مصادرا لآراء الكل ليبقى هو الرئيس الأوحد صاحب الرأي والسيادة

العند والمكابرة صفات يشترك فيها كل الديكتاتوريين والفاشيين.. فما نراه اليوم على الساحة المصرية وسلوك الجماعة وتصريحات مرشدها محمد بديع هى نوع شائع فى المنطقة انظر لتصريحات أعضاء الجماعات الدينية إخوان وسلفيين، تجد تهديد و وعيد، لاسماع لصوت العقل،ولا رضوخ لمصلحة وطن وطعن فى الكل.

فتصريح المرشد عن الإعلاميين quot; ان وسائل الاعلام سحرة فرعون والشيطان أوحى لها بالهجوم علينا ونحن أولى بوضع دستور مصر quot;... فى كلمات تعكس نرجسية مفرطة وفاشية مزمنة..فكلماته تدل على تعالى ونرجسية فهو وجماعته أبعد ما يكون للشيطان أن يوحى إليهم.. ويوحى الشيطان للإعلاميين لأنهم أحبوا مصر وأرادوا تصحيح الإعوجاج والعنتريات الاخوانية،الذين اعتقدوا ان مصر حانت لهم فطاحوا بكل القوى السياسية واتفقوا مع شركائهم فى الفاشية الدينية ليخرجوا لنا دستوراً إخوانياً سلفياً يجرجر مصر للخلف مئات السنوات..

مشكلة المرشد أنه يختلف عن مبارك فمبارك فاشية أمنية والمرشد فاشية دينية.. ووجوب السمع والطاعة تسري على كل مساعديه.. ومن هذا المنطق تضخمت ذاتية المرشد ووصلت لحد الهوس وصار يعتقد أنه امبراطور مصر المتوج.. فأخذ يخرج ما بداخله على اعلاميين دافعوا عنه وعن جماعته ووقفوا مع جماعته فى محنتهم مع النظام السابق.. واتهمهم بالكفر والالحاد والعمل بإرادة شيطانية.. وقدس جماعته واتباعه ومثلهم بموسى النبى.. وقسم مصر إلى معسكرين معسر مؤمنين ومعسكر كافرين وبالطبع جماعته التى اختذلت الله داخلها وملكت الإسلام هم الأعلون....

فالمرشد أمن المحاسبة وأصبح سيداً للمجلس التشريعى وجماعته ستفصل دستورا لمصر ورئيس البرلمان يسلك نفس مسلك سرور ولكنه أفضل من سرور لأنه اختزل الله فى عباءته...

أن لم يقدم المرشد اعتذاراً عن تصريحاته فهو بكل تأكيد يسير على خطى مبارك فكلاهما فمبارك بعناده احتقر الشعب والمرشد يحتقر القوى السياسية.



[email protected]