عجيب أمر جماعة الأخوان المسلمين.. بعد الثورة صرخ صبحي صالح: سجنا.. طردنا لنظافة سيرتنا.. سجنا لنظافة أيادينا.. عانينا الظلم والتهميش.. في نوبة من النواح وكأننا أمام مشهد من فيلم هندي.

نحن لا نناقش لماذا اضطهدوا ولماذا سجنوا والعالم يعرف أنهم جماعة منذ نشأتها عيونها على حكم مصر، ومنها لحكم المنطقة، وبعد ذلك حكم العالم من آيديولوجية دينية براجماتية تُسّخر كل شىء لخدمة أهدافها... وتناسوا أن الظلم والتهميش الذي عانوه ما هو إلا صراع حقيقي بينهم وبين النظام البائد الذي لم يقاطعوه بل عقدوا معه صفقات ودخلوا بـ 88 عضو مجلس الشعب في عام 2005 ثم تفاوضوا مع عمر سليمان في أثناء الثورة ودماء شباب الثورة تنزف لإنقاذ مصر.

عجيب سلوك تلك الجماعات التي تتميز بسمك جلدها فهي لم تتعلم من أخطاء الآخرين، وتسلك نفس مسلك النظام البائد ونفس مسلك الحزن الوطني فعملت على إقصاء الآخرين وحتى في اللجنة التأسيسية سلكت مسلك فج فعقدت صفقات مع حزب quot;النورquot; للسلفيين وهمشت الأحزاب الأخرى وقضت على الليبراليين وسلكت نفس سلوك الوطني فإختارت من أعضائها عدد 43 عضواً ومن السلفيين 15 عضواً وحتى المستقلين تم إختيارهم موالين للأحزاب الدينية والليبراليين اختارتهم بدون أنياب كحملان ودعاة ليقوموا بدور المحلل لركوب مصر.

ولكن الشرفاء من أبناء مصر رفضوا أن يكون دورهم محللين للأخوان والسلفيين وفضحوا الأخوان والسلفيين الذين اختاروا اللجنة التاسيسية على أساس المغالبة وليس المشاركة الذين اتسم سلوكهم بالإقصاء وليس بالإحتواء.

ترى هل التاريخ سيكرر نفسه؟ بكل تأكيد كل التوقعات واجبة ولكن المهم ألا ننسى أن تلك التيارات الدينية هي صورة طبق الأصل من الحزن الوطني الذي لا يهمه سوى بقاء مصر تحت نيرهم وظلمهم.

انظر إلى أرض الواقع فمن ينادي بالعدل ظالم.. ومن ينادي بالتسامح هو متطرف.. ومن ينادي بالحب كاره.. ومن ينادي بالإيمان كافر.. لا تبحث كثيراً انظر إلى اختيار اللجنة التأسيسية لتتأكد وتعرف أنهم اقصائيون ولن أكون مبالغا إن ذكرت أنهم تيارات تسعى للسطو على مصر لتعم خفافيش الظلام وتسودها.

الفرق الوحيد بين الأخوان والحزن الوطني هو ديكتاتورية مبارك ديكتاتورية بوليسية أما ديكتاتورية الأخوان فهي دينية فمنهم الله ولهم الله ويعملوا باسم لله...لكنهذه ليست اعمال اهل الله.