ذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الأخير تفصيلا واسعا ودقيقا حول منشآت إيرانية عديدة تتوزع من شمال إيران إلى جنوبها فى محاولات تطوير نووى وإنتاج سلاح نووى وتخصيب لليورانيوم، لذلك بعثت رسائل عديدة لإيران لم تستطع الجواب عنها كما لم تسمح للوكالة الدولية فى الدخول إلى العديد من منشآتها النووية المثيرة للريبة. كذلك وثائق ويكليكس تكشف تطورا كبيرا فى المنشآت النووية هنالك منشآت التخصيب بوردو قرب قم وتقع تحت الأرض .وهى من أخطرها وأكثرها تطورا، وقاعدة برتشين قرب طهران وقد أجرت تجربة نووية متطورة ومنعت الوكالة الدولية لزيارتها، والمفاعل النووى فى بوشهر الذى بناه الروس، ومنشأة تحويل اليورانيوم فى اصفهان ومنشأة آراك وهاتان الأخيرتان فوق الأرض، وقاعدة تبريز، وقاعدة الإمام على التابعة لسلاح الجو، وقاعدة بجدنا التى حصل فيها انفجار فى نوفمبر الماضى وماتت قيادات من الحرس الثورى وكان المرجو من خامنئى أن يكون هناك فى المنشأة قبل التفجير لكنه لم يأت فى اللحظة الأخيرة رغم إلحاح حرسه الخاص مما جعله يعزل عددا كبيرا من حراسه الشخصيين خصوصا وقد أصبحت كثير من قوى النظام فى الموقع المعادى له مثل هاشمى رفسنجانى ومحمد خاتمى ومير حسين موسوى ومهدى كروبى فضلا عن مراجع قم وغيرها غير المؤمنين به ولا بولايته لذلك يرفضون لقاءه بأى شكل من الأشكال. علما أنه تم اغتيال عدد من الخبراء النويين فى قلب طهران واتهمت السلطات الرسمية بذلك من المعارضة لأن هؤلاء الخبراء قد اتهموا بتسريب الكثير من التفاصيل الدقيقة عن تطور المنشآت النووية وتفاصيل نشاطاتها. يوميا نسمع من الحكومة الإيرانية نشاطاتها العسكرية والصواريخ العباس والحسين ،والمنشآت النووية وهى تفتخر بالمناورات الدائمة وتصريحات الرئيس أحمدى نجاد وتتبجح بتطورها العسكرى وترعب الدول العربية وهى تحتل جزرا ومواقع وتتدخل يوميا وتفتخر بسيطرتها على العراق ولبنان وسوريا تدعى إيران أن المنشآت النووية هى سلمية بحتة وهنا تخرج فتوى ولى الفقيه الخامنئى بحرمة السلاح النووى للأغراض العسكرية وهى أشبه بالتقية منها للحقيقة حيث اعترف بعض الخبراء الإيرانيين أنفسهم بعدم سلميته كما رأت الوكالة الدولية للطاقة النووية ووثائق ويكيلكس ذلك. هل تكرر إيران النوايا النووية للنظام العراقى السابق حتى قصف مفاعل تموز النووى فى بغداد عام 1982 وما أدى لاحقا إلى إسقاط النظام بإرادة أمريكية-بريطانية بعيدة عن موافقة الأمم المتحدة. وما حصل للمنشأة النووية فى دير الزور عندما ضربت عام 2007 وما يحصل لسوريا اليوم فى وقوف النظام الأسدى ضد شعبه وهو يقصفه بمختلف أنواع الأسلحة. كان الوجود الأمريكى فى المنطقة من صالح الإيرانيين حتى أسقط ألد عدوين للنظام الإيرانى، النظام فى بغداد والآخر فى أفغانستان مما جعل الأيرانيين يعترفون بتعاونهم مع الأمريكان لإسقاط النظامين وجلوس السفير الأمريكى مع الإيرانى فى بغداد مرارا على مائدة مفاوضات واحدة. هل تمثل خطرا للدول العربية وكيف لا وهى تسعى يوميا لتهديد المنطقة العربية وخليجها العربى وتحتل الجزر الثلاث وتحاول قلب النظام فى البحرين وغيرها ومحاولتها اغتيال سفراء عرب وسيطرتها وتوغلها فى العراق بشكل كبير ومشين وادعاتها بغلق مضيق هرمز. كما اعترف قاسم سليمانى مسؤول فيلق القدس الإيرانى سيطرة إيران على العراق وجنوب لبنان مفتخرا ومتباهيا رغم أن ذلك التدخل والهيمنة تعد عيبا وعارا فى التدخل فى الدول حسب القوانين الدولية واستقلالية الدول. تمثل المنشآت النووية جزءا من صراع الإرادات فى المنطقة وتريد إيران فرض إراداتها على الآخرين من خلال الملف النووى وغيره وتخطئ إيران هذه المرة لأنها تلعب مع أسيادها الكبار وقد تجاوزت الخطوط المسموح لها خصوصا وأنها تفقد شرعيتها يوميا من شعوبها المظلومة المقهورة الشعوب الإيرانية تشهد معارضة واسعة وكبيرة رافضة لولاية الفقيه معتبرتها استبدادا ودكتاتورية لجمعها السلطات الثلاث فى شخص واحد وهاهى الثورة الخضراء تعتبر الإنتخابات مزورة وترفع شعارات (الموت للدكتاتور) وتقصد بذلك ولى الفقيه الذى يحتكر كل السلطات بيد من حديد إيران تصرف المليارات على المنشآت النووية والأسلحة العسكري وعلى التدخلات الخارجية فى العالم بينما يعيش الشعوب الإيرانىة فقيرة معدومة من أبسط حقوقها الأساسية والبديهية والغلاء الفاحش والتفاوت الطبقى الكبير وازدياد الفقر والفقراء وبات الموظف البسيط والأستاذ الجامعى يشتغل عدة وظائف لتحصيل لقمة العيش البسيطة مما يجبر الكثير للهجرة الدائمة عن الوطن بحثا عن لقمة شريفة وحرية وكرامة إلى أوربا وأمريكا وغيرها ولعله أكثر شعب يحب أمريكا ويكره نظامه بل قد يرتد عن دينه نتيجة الظلم والقهر والإستبداد كما فى تقرير مراسل غربى وهكذا تجد ردة فعل أكثر الإيرانيين المهاجرين عن بلدهم بلا عودة حتى زوال النظام الحالى. وتزداد الهوة يوميا بين الشعوب الإيرانية ونظامها الإستبدادى الذى يصرف المليارات على منشآته النووية بعيدا عن خدمات الشعب وحقوقه وهم يكررون بذلك أخطاء النظامين العراقى والسورى مما يجعل الربيع العربى ليس بعيدا عن تأثيره فى الشعوب الإيرانية الطامحة للكرامة والحرية خصوصا وقد بدأت الحركة الخضراء منتفضة اعتراضا على الإنتخابات قبل الربيع العربى رغم قمعها بعنف وقسوة ناسين حقائق التاريخ فإن إرادة الشعوب أقوى من إرادة الطغاة.
- آخر تحديث :
التعليقات