وأخيرا تفتقت عبقريات مصفقي ومطبلي النظام الأسدي المتوحش على شعبه فقط، باستغلال القدس وقضيتها وما تتعرض له من تهميش وتهويد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كي يجعلوا من هذه القضية المقدسة عند العرب والمسلمين غطاءا لجرائم هذا الأسد الذي لا مثيل لتوحشه، وذلك بعقدهم مؤتمرا ديكوريا لن تمرّ سخافة الهدف منه على أبسط عقول العرب التي تحررت من سينوريوهات ومسرحيات ودبكات الطغاة العرب، فبدأت بإسقاطهم واحدا تلو الآخر في انتظار سقوط ورحيل أو تقذيف (نسبة للطاغية القذافي) أسد سوريا الذي خلى عقله من المنطق وقلبه من الرحمة، فاستحق كل ما ينتظره على يد الشعب السوري الثائر فقط دون غيره.

ما هو هذا المؤتمر مشبوه المقاصد؟

لا يستطيع أحد إلا أن يثمن أي مؤتمر أو تجمع أو فعاليات أيا كانت لمناصرة القدس وشعبها في ظل ما تتعرض له من هدم وإقصاء وتهويد، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن السكوت على أهداف مشبوهة من وراء استغلال القدس لتغطية جرائم نظام وتعدياته المفترسة على شعب أعزل كما في حالة وحش شوريا ضد شعبها الثائر المطالب بحريته وكرامته ورحيل عائلة فساد وسرقة وقتل منذ 42 عاما، وكأنّ الشعب السوري لا يملك سوى عبقرية هذه الأسرة وأخوالها آل مخلوف سارقي ثروة سوريا شعبا ووطنا.
وقد دعا لعقد هذه المسرحية بعض شيوخ مصفقي الطاغية الذين يطلقون على أنفسهم اسما لم نسمع به من قبل ولم نعرف أي نشاط له (تجمع العلماء المسلمين في لبنان) و قد كانت الفكرة الهزلية من أفكار وزارة أوقاف الأسد و عائلته، بدعوى نصرة القدس والدفاع عنها..والسؤال المركزي الكاشف لنواياهم الخبيثة هو:

لماذا تذكرتم القدس الآن فقط؟

وهي تتعرض للتخريب والتهويد منذ سنوات عديدة، وطالما نادى وناشد علماؤها وفعالياتها الشعبية كافة العرب والمسلمين خاصة نظام الممانعة والمقاومة الأسدي الوحيد في المنطقة، ولم يحرك ساكنا حفاظا على علاقت الصداقة والهدوء والسكوت المريب المخزي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. كم من الشهداء قدمت حركتا حماس والجهاد تحديدا، ولكن هل أطلقت واحدة منها أية رصاصة ضد الاحتلال من الحدود الأسدية؟ وكذلك بوقكم الفلسطيني أحمد جبريل الذي لم يخجل من إعلان دعمه لجرائم الأسد ونظامه، ويعيش في رفاهية أسدية، هل أطلق منذ عام 1967 رصاصة ضد الاحتلال من الحدود الأسدية أو من أية حدود؟.

ولأنّه مؤتمر مشبوه المقاصد فستكون أعماله مقتصرة على جلسة واحدة لساعتين ثلاثة في عاصمة الممانعة يوم الثلاثاء العاشر من أبريل 2012 ، أما المتحدثون الرئيسيون فيه فهم أبواق الأسد ومصفقيه من وعاظ السلاطين:
محمد عبد الستار السيد،وزير أوقاف العائلة الأسدية وأخوالها
أحمد بدر الدين حسون، المغرّد لجرائم الأسد ويحمل ظلما وزورا لقب (مفتي سوريا) وهو حقيقة حسب مواقفه المخزية (مفتي ومنظّر جرائم الوحش)
ومحمد حسين رمضان البوطي، هذا الرجل الذي لم يحترم على الأقل سنّه، ويستمر في تجيير آيات القرآن الكريم ومواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في خدمة الأسد القاتل، متناسيا كل جرائم البعث الأسدي بحقه أبناء شعبه الأكراد، والتطهير العرقي الذي قام وما زال البعث يقوم به بحقهم، لدرجة أن حوالي 200 ألف منهم لا يحملون الجنسية أو اية وثائق سورية، وهم يقيمون في سوريا أبا عن جد من قبل الوحش وعائلته.

لقاء مشبوه لا علاقة له بالقدس

نعم..إنّه لقاء لمصفقي ومطبلي الوحش وإن تستّر باسم القدس، والدليل على هذه الشبهة الواضحة أنّ هذا النظام القاتل سبق له في الخامس من حزيران 2011 وللمرة الأولى منذ بيعه الجولان عام 1967 أن سمح لعشرات من السوريين والفلسطينيين بالتظاهر على حدود الجولان فأردى الاحتلال الإسرائيلي منهم 14 قتيلا. فلماذا يا وحش سوريا السماح بهذه المظاهرة للمرة الأولى والوحيدة منذ عام 1967؟ هل يخفى على جاهل أو معتوه أنّها محاولة ساذجة للتغطية على جرائمك بحق الشعب السوري؟ وأين مكان هذه المظاهرة الوحيدة اليتيمة من تصريحات ابن خالك رامي مخلوف لنيوزويك الأمريكية التي قالها بدون خجل لأنها تعبّر عن سياستكم: (لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا).

ويكفي تذكير هؤلاء المطبلون والمصفقون للطاغية الأسدي ببيان الشرفاء الفلسطينيين الذي أصدره قرابة مائة كاتب فلسطيني في القدس ذاتها نهاية العام 2011، يؤيدون ثورة الشعب السوري قائلين في بيانهم هذا حرفيا: (لا نريد تحرير القدس إذا كان هذا التحرير على حساب دماء الشعب السوري).

لذلك فهذا المؤتمر الأسدي في دمشق مشبوه بكل معاني الكلمة ولا علاقة له بالقدس بل يقصد ذر الرماد في العيون والتغطية على جرائم الوحش السوري، ويكفي أنّ منظميه هم وزير أوقاف الأسد وعائلته وأهم المتاكلمين فيه هما شيخا قائمة العار السورية المغرّد في عشّ الأسد الحسون السوري والبوطي واعظ السلطان الذي استحق نقدا عنيفا من غالبية العلماء العرب الشرفاء الذين يؤيدون ثورات شعوبهم ضد الطغاة . ولمعرفة مدى نفاق البوطي وتجييره الدين لخدمة الطاغية، استمع وشاهد هذا الفيديو المخزي بكل المعايير والقيم.اضغط هنا


والنصر آجلا أم عاجلا للشعب السوري بصموده وإرادته وإصراره على التخلص من الطاغية وعصاباته.