من المعادلات التي انتجتها تجارب سلطنات شخصانية ديكتاتورية، أنها لا تسقط بدون استخدام القوة سواء كانت هذه القوة داخلية أوخارجية، ولدينا من التجارب الكثير وليس التجربة الليبية ببعيدة، الحديث عن اليمن وتونس ومصر في هذه الدول حيث لم تكن هنالك أنظمة سلطنات شخصانية ديكتاتورية، يختلف كليا عن الحديث عن ليبيا واليمن بالطبع..الثورة السلمية السورية كانت ولاتزال وستبقى هي القوة التي التي اعتمدتها بذاتها، لكن لا يمكن للمرء ان يتجاهل ما حاولت وتحاول الطغمة الأسدية من فرض حل العسكرة، وليس للثورة أي ذنب في طرح خيار العسكرة، الذي طرحه التاريخ اليومي للثورة من خلال شلال الدم الذي تتركه هذه العصابة يوميا يزداد غزارة، هنا يصبح الحديث عن إدانة العسكرة هو محض كذب، أعتقد أنه ما خلا قلة من التحليلات السورية عن هذه الثورة، نجد وبوضوح الدم السوري أن غالبية من يدين العسكرة إنما غايته إبقاء عسكرة العصابة الأسدية هي القوة الوحيدة في سورية..
تقتل تبطش تدمر تنتهك كل شيئ...ومع ذلك هم في اعتقادهم أنه مهما كبرت الثورة السلمية حتى لو طالت كل الشعب السوري ما عدا جيش الأسد المطيف ما كانت تستطيع أسقاطه في ظل هذا التواطؤ العالمي والاقليمي معه والذي يعرفه الجميع..لهذا هم يريدون بقاء آل الأسد، لكن لكل محلل ماشاء الله اعتباراته، منهم من ارتبط بصندوق الممانعة الأسدي والمقاومة الايرانية الأسود، محمولا على دعم إسرائيلي لم يعد خافيا على احد، وبكل عدته الايديولوجية والسياسية والمالية والطائفية وكره الأكثرية الدينية في سورية من قبل هذا الصندوق الأسود ومنهم من التصق زورا وبهاتنا بالعلمانوية الطائفية..ولاسباب بالتأكيد ليست دينية أو طائفية بمعظمها بل لأسباب سياسية ومصلحية..والجميع يعرفها غربا وشرقا..لهذا لنلاحظ ملاحظة بسيطة من هم ضد التدخل العسكري لحماية المدنيين في سورية: إيران إسرائيل روسيا العصابة الأسدية الحاكمة إضافة إلى من ذكرناهم من اصحاب التحليلات التي تخفي أمرا مؤكدا هو عدم قدرتهم على تقديم إجابة عن سؤالquot; كيف يمكنكم حماية المدنيين من القتل؟ إذا كانت الثورة بأكثرية الشعب السوري واضيف إليها مكون عسكري وانتم تقولون لايمكنها اسقاط النظام؟
ألا تعتقدون أنها كما يقالquot; ما بتزبطquot; لهذا تضعون الحديث التالي: إما الحوار مع النظام أو التفاوض معه أو استمرار القتل!!quot;كما هو بمجرميه وشبيحته وكتلته الملتفة حوله والكارهة بحقد قل نظيره لشعبناquot; فكيف ستكون نتيجة الحوار والتفاوض وفق هذه المعطيات التي تقدمونها أنفسكم بمقالاتكم وتحليلاتكم وبحوثكم؟ أجيبونا على السؤال وسنذهب معكم للحوار والتفاوض. العسكرة في أي ثورة بالعالم لا يكون مخططا لها وإلا تصبح حربا داخلية، العسكرة كانت نتاج طبيعي لسلوك النظام ومواقفكم!! الحفاظ على السلمية والناس تقتل والبيوت تهدم والارزاق تقطع والاعراض تنتهك...أمر ربما يفوق طاقة الكثير من البشر...الناس ليست المهاتما غاندي...والأهم أن العصابة الحاكمة ليست الاستعمار الانكليزي..فالاستعمار الانكليزي في الهند لم يكن يغتصب النساء ويقتل المدنيين ويهدم المدن..الاستعمار الانكليزي كان لديه قضاء مستقل...مع ذلك العسكرة لم تكن مطلب الناس أبدا...أم أنكم لاتتذكرون ذلك؟
مع كل هذا السعار ضد الثورة السورية لاتزال سلميتها طاغية بلامنازع، وحضراتكم لاتريدون رؤية هذا الأمر..جل همكم الحفاظ على قوة العصابة الأسدية العسكرية كطرف قوة وحيد، ولهذا مايعنيه في موازين القوى على الارض..انتم تقولون ذلك وليس نحن..جميل التفاوض أو الحوار ان شئتم ولكن بين من ومن؟ وكيف؟ ومن هو الضامن؟ قدموا لنا سيناريو أولي لخياركم المفتون بالحوار يصون حق الناس ولو بالحد الادنى...وسنكون معكم...
التعليقات