لم تنل اي انتخابات في الوطن العربي ما نالته الانتخابات المصرية من اهتمام على الصعيد الشعبي اوالرسمي وايضا الاهتمام لمعرفة من سيكون الرئيس القادم وذلك لاهمية مصر ودورها المؤثر كأكبر دولة عربية.

بع فترة من حبس الانفاس اعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن فوز مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي بانتخابات جولة الاعادة ليصبح رئيس مصر بعد الثورة وخلع حسني مبارك من السلطة. وما تأجيل الاعلان عن نتائج الانتخابات لعدة ايام اثار الشكوك بنية المجلس العسكري لم يكن الا استعدادا لاحتواء الموقف الامني الذي الذي كان مفتوحا على جميع الاحتمالات، فعل هذا المجلس تقع مسؤوليات جمة للخرج بمصر الى بر الامان، فمستقبل مصر السياسي يُرسم من جديد فمصر الجديدة التي حُكمت وتُحكم من قبل هذا المجلس الذي يعتبر في الوقت الحالي المسؤول عن امن واستقرار مصر ولكن يتخوف المراقبون مما سيأتي وهل المجلس سيسلم كافة السلطات للرئيس المنتخب ام لا.

من تابع الاحداث مؤخراعلى الساحة المصرية يرى ان فوزمرسي يشكل مفاجأة للبعض وخاصة الذين كانوا على يقين على ان المجلس من الممكن لعب دور في انجاح شفيق وسادت حالة من عدم اليقين عند المراقبين في مصر وخارجها من سيكون الرئيس المقبل. ان فوز مرسي بالطبع لن يكون خبرا مفرحا لانصار شفيق خاصة و لبعض فئات من الشعب المصري التي لم تصوت لكلا المرشحين ولكن هذه هي الديمقراطية ويجب احترام نتائج هذه الانتخابات ايا كانت.

ان هذه النتائج والاحداث في مصر تضع الثورات العربية على المحك التي لهذه اللحظة لم تحقق الاهداف المرجوة منها وما يجري في مصر من الممكن ان يعطي اشارات جيدة لما ستؤول اليه الثورات في الوطن العربي بالرغم من من خطف الثورات اما من جهات خارجية او داخلية.

ان الديمقراطية والتغيير عملية لا يمكن تحقيقها بين ليلة وضحاها وتحتاج الى تراكمات من التجارب والنضال من اجل خلق مؤسسات مستقلة وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية وعندما تنتهي هذه المصالح فبعد ذلك من الممكن بناء الديمقراطية الحقيقية.

السياسي دائما يطمح لتحقيق ذاته وطموحات حزبه في المرتبة الاولى ومن ثم تأتي مصلحة الوطن، ان المواطن في الدول الاكثر ديمقراطية يبقى الوسيلة التي توصل الاحزاب او السياسييين الى السلطة من خلال الوعود بحياة اقتصادية افضل ولكن بعد الانتخابات يصطدم المواطن ويكتشف بأن شيئا لم يتغير لان الواقع لا يمكن تغييره الا بوجود امكانيات للدولة وليس من خلال الوعود التي تسبق الانتخابات التي ليس لها رصيد على ارض الواقع. ان المواطن المصري يحتاج الى رغيف الخبز ولا تعني له الديمقراطية شيئأ ان لميجده وبالطبع سيتبع هذا المواطن من يعمل لتأمينه.

ان تغيير الاشخاص او بعض رموز السلطة لا يعني بأن القادم سيكون ديمقراطيا أو سيلتزم بما يريده الشعب، لأننا ما زلنا في بداية بناء الديمقراطية في بعض الدول العربية ولا يزال فهمنا للديمقراطية منقوص وان الديمقراطية هي مسؤولية ومسائلة وتقبل الاخر وقبول اللعبة الديمقراطية بما تحمله من فوز وخسارة.

ان نتائج هذه الانتخابات من جهة تفرض على مصر واقعا جديدا باحترام نتائج الانتخابات وان مصر اختارت رئيسا بانتخابات ديمقراطية وسيتم الدفاع عنه مهما كلف الامر من وخاصة من قبل المجلس العسكري بالرغم من ان شفيق كان المرشح المفضل للمجلس العسكري فأن انصاره سوف لا يوافقون على نتائج هذه الانتخابات وستدعي بأن الانتخابات زُوِرت او احداث بعض اعمال الشغب.

ان مسيرة بناء الديمقراطية صعبة وشاقة وخاصة في بلداننا العربية التي مازالت تتلمس هذه الطريق للوصول الى بناء دولة القانون و المؤسسات والابتعاد عن تجارب الماضي من حكم الاستبداد والديكتاتورية.