كمواطنة لبنانية، لا يمكن لي الا أن أغضب من كل ما يحصل.. فمن غير المقبول مثلاً أن تمضي أكثر من ساعة على أوتوستراد الناعمة في ساعة متأخرة من مساء السبت، الذي يفترض أن يكون عطلة نهاية الاسبوع لترتاح فيه، ويلّح عليك السعال لأكثر من ربع ساعة من جراء رائحة الكاوتوشوك المشتعل، فقط لأن مجموعة quot;زعرانquot; قرروا أن يحتجوا بقطع الاوتوستراد واشعال الاطارات..

والأنكى أن ترى، فقط ترى الجيش اللبناني وافقا على جانب الطريق فيما مستوعبات النفايات تشتعل وعلى بعد بضع كيلومترات وفيما أنت راكن سيارتك اجباريا على الاوتوستراد بسبب ازدحام السير، يمر أمامك مراهق لم يبلغ السادسة عشرة من عمره وهو يحمل عبوة تتسع لنحو عشرين ليترا من البنزين ويقطع بها الاوتوستراد..

من غير المقبول ان يتحول كل الشارع اللبناني الى ساحة للزعران على مرأى من الحكومة العتيدة التي لا يفعل وزير داخليتها شيئا سوى ان يعتلي منبر الوسائل الاعلامية ليطمأن بعد أكثر من ثلاثة أشهر أن أمن المخطوفين اللبنانيين ممسوك وأن المساعي جارية للافراج عنهم، فيما تسمع عبر الوسائل الاعلامية أن أحد المخطتفين أفرج عنه وعندما تسأل وزير الداخلية يقول لك لا معلومات رسمية عندنا في هذا الصدد.

من غير المقبول أن يصبح الخطف في بلد الأرز مسألة عادية، تحصل كل يوم كما يرتفع سعر صفيحة البنزين كل أربعاء. من غير المقبول أن يكون العالم يشيّع نيل ارمسترونغ الذي حقق انجازا بالوصول الى القمر ولبنان يشيّع شبابا على خلفيات مشاكل لا تهدأ.. كمواطنة لبنانية أطالب بأبسط حقي أن أشعر بالأمان في بلدي.

أبسط حق لمواطن على دولته في أن تحميه من الخارجين عن القانون المستهترين فيها والذين أصبح قطع الطرقات وحرق الاطارات والاعتداء على السيارات بالتكسير أمرا عاديا بالنسبة لهم، ولا أحد يحاسبهم.. صحتي حقي وأعصابي حقي وحقي وحقي وحقي.. حقي أن تضرب دولتي بيد من حديد لتعيد وهرتها المهدورة، والا فلترحل.