صرخ مؤيد بشار الأسد على برنامج الاتجاه المعاكس ان الجيش السوري الذي لا يقهر حقق انتصارات عظيمة على الأرض. طبعا لم يتطرق لموضوع الا غتصاب. اعتدنا على سماع اخبار انتصارات الجيش الباسل المغوار على الفضائيات التي تستضيفهم تمسكا بمباديء الموضوعية والحيادية ليدافعوا عن النظام السوري ويبرروا المجازر. هذه البطولات العنترية لا تنطلي على أحد.

ويحق لنا كمراقبين ان نتساءل عن أي انتصارات يتحدثون؟ هل قصف المخابز والافران يمكن ادراجها في سجلات التاريخ العسكري والبطولات الاسطورية لهذا الجيش المغوار؟ هل استهداف طلاب في جامعة حلب وقتل العشرات منهم يعتبر انتصارا عسكريا؟ هل يمكن وصف اغتصاب الفتيات وتعذيب الاطفال انتصارا عظيما؟ بأي المعايير يجب ان نحكم على انتصار او هزيمة جيش؟

تاريخيا منى الجيش السوري بهزائم كبيرة في الحروب مع اسرائيل. ومنذ الهزيمة الثانية اكتوبر 1973 لم يطلق رصاصة واحدة على اسرائيل. لم يحرك هذا الجيش الذي لا يقهر ساكنا رغم الانتهاكات الاسرائيلية المتتالية في السنوات الأخيرة. ربما أن هناك من يرى المجازر التي ارتكبها الجيش السوري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين انتصارا وهناك ايضا من يرى ارتكاب مجازر في درعا وحمص وحماة وحلب وادلب وغيرها من المناطق السورية انتصارا.

اذا كان هذا الجيش الباسل لا يقهر حسب توصيف ضيف الاتجاه المعاكس في حلقة الاسبوع الماضي 15 يناير فلماذا اذا يلجأ هذا الجيش الشجاع لاستهداف النساء والاغتصاب لترويع المواطنين؟



تفاصيل مروعة

وهنا لا بد من الاشارة الى مقال مهم في مجلة quot;لمجلةquot; الصادرة في لندن بقلم المحرر السياسي بعنوان quot; نساء سوريا تحت الحصار وهدف لنظام بشار الأسدquot; الثلاثاء 15 يناير الحالي.

احتوى المقال على احصائيات ومعلومات موثقة وتفاصيل مذهلة تثبت تورط النظام السوري بجرائم مروعة تستهدف النساء السوريات والمدنيين. يستند المقال على أدلة وادلاءات من منظمات ترصد الجرائم وحالات الاغتصاب والقتل التي تستهدف النساء والاطفال وتعذيب الاطفال والتي وردت في وثائق وبيانات نشرها موقع مجلة فورين أفيرز الأميركية ذائعة الصيت Foreign Affairs وذات المصداقية العالية والتي تتخصص في الشؤون الاستراتيجية والدولية كم استند المقال على شهادات من منظمة العفو الدولية ومجموعة quot;سوريا تراكورquot; Syria Tracker الذي يرصد جرائم النظام السوري ضد النساء والاطفال والمدنيين.


هروب السوريات من الاغتصاب للدول المجاورة

وقرأنا في موقع المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض والذي يأخذ من بريطانيا موقعا لنشاطاته ان الشبكة السورية لحقوق الانسان قد وثقت أكثر من أربعة آلاف حالة اغتصاب لنساء منذ بداية الثورة ومن بينها 700 حالة تمت داخل السجون والمعتقلات، فيما بقيت حالات عديدة طي الكتمان خوفاً من عواقب الإدلاء بالشهادات من جهة والحالة النفسية والصحية من جهة أخرى. فخروج هؤلاء النسوة من سوريا ليس هرباً من القصف والعنف الدائر هناك فقط بل هربا من الاغتصاب. وفي هذا السياق أفادت لجنة الإنقاذ الدولية بهروب فتيات سوريات إلى الدول المجاورة بسبب وقوع حالات اغتصاب عديدة في سوريا من قبل مسلحين تابعين لقوات النظام. يلجأ الجيش السوري المغوار للاغتصاب كأداة حرب اثناء الصراع الدائر منذ مارس آذار 2011.

الرقم الحقيقي لضحايا الاغتصاب قد يصل الى عشرة آلاف ولكن هنا نتحدث عن الحالات الموثقة بأدلة قاطعة.

اعتمدت اللجنة في تقريرها على ثلاثة تقييمات أجرتها في لبنان والأردن وسوريا، وبحسب التقرير فإن العديد من النساء والفتيات تحدثن عن التعرض لاعتداءات في العلن أو في منازلهن، وغالباً ما كانت تحدث حالات الاغتصاب أمام أفراد الأسرة، وهو ما ترجعه مصادر المعارضة لسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها نظام الأسد.

والحديث عن التعرض للاغتصاب ليس بالأمر السهل، إذ عبرت عدد من الضحايا السوريات اللاجئات التي قابلتهن اللجنة عن خشيتهن من الانتقام من قبل المعتدين أو من القتل على أيدي أفراد الأسرة التي لحق بها العار حسب الأعراف والتقاليد السائدة، أو خوفاً من تزويجهن في سن مبكرة للحفاظ على شرفهن، كما ورد في التقرير.

وحسب مواقع اخبارية سوريةنقلا عن صحيفة الديلى تليغراف والتي بدورها نقلت أقوال ضحايا وجماعات حقوقية، أن قوات الأمن السورية تستخدم الاغتصاب ضد كل من الرجال والنساء كأداة لنشر الخوف فى صفوف المعارضة المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد. وتشير تلك المواقع لأوامر من بشار الأسد نفسه لاستعمال الاغتصاب كسلاح تكتيكي في الحرب ضد الشعب الرافض لحكمه.


بشار الأسد يعرف عن الممارسات ويصادق عليها

وفيما أفاد تقرير أعدته الشبكة عن حالات اغتصاب جماعي حدثت في ريف اللاذقية وحمص وريف دمشق، بث إعلام النظام السوري تقارير كاذبة ومفبركة تتحدث عن تعرض فتيات للاغتصاب من قبل مسلحين وإرهابيين قبل أن يسرب منشقون عن التلفزيون الرسمي التسجيل الأصلي.

وفي هذا السياق اعترف مسؤول في المخابرات السورية بعد انشقاقه وانضمامه للمعارضة ان الرئيس بشار الأسد نفسه يعرف عن هذه الممارسات ويسمح بها كتكتيك لترهيب الشعب الذي يعارض سلطته. ولا يمكن في هذه المرحلة الافصاح عن اسمه خوفا من انتقام السلطات من ذويه في أحد ضواحي دمشق ومدينة أخرى.


جيش جبان وفاشل

الجيش المغوار الباسل الذي لا يقهر يعذب الاطفال ويغتصب النساء ويعدم المدنيين ميدانيا. يقصف المدن من الجو ويدمر المساكن فوق اصحابها. هذه هي انتصارات الجيش المغوار الذي لايقهر. اذا كانت هذه الممارسات انتصارا فبئس هذا الانتصار وبئس هذا الجيش الجبان الفاشل وقياداته الاجرامية.

حان الوقت لفضح هذا الجيش الذي يستعرض عضلاته ضد النساء والاطفال ويرتعد خوفا من اي مواجهة مع الجيوش التي تحتل اراضيه في الجولان ولواء الاسكندرون.