نبيل الحيدرى
تُعد الدراسة الميدانية التي تناولها الباحث عبدالحسين صالح الطائي في كتابه الأول (التعددية الثقافية في المجتمع البريطاني)، أول دراسة أكاديمية مميزة حول الجالية العراقية في بريطانيا. وقد أقامت العديد من النوادى والمنتديات العربية بلندن أماسى ثقافية عامة للكاتب وكتابه الذى كان أطروحة لدراسة الدكتوراه بلندن.
تناول الباحث الطائى فى كتابه المفاصل الأسياسية في حياة الجالية وشبكة علاقاتها المتعددة مع محيط متنوع الثقافات، لاسيما الجوانب المهمة التي تتعلق بعصب الحياة الاجتماعية والسياسية، باعتبارها جزءاً من تركيبة التعددية في المجتمع البريطاني. وبلورها بشكل مميز في كتابه الجديد (المهاجرون في مجتمع متعدد الثقافات). احتوت الدراسة على (76) سؤالاً تدور حول مسائل مرتبطة مباشرة بحياة الجالية، اتبع الباحث أكثر من وسيلة لغرض جمع المعلومات والبيانات لتغطية محاور البحث، فبالإضافة إلى استمارة الاستبيان، اعتمد الباحث على المقابلة الشخصية لبعض من أفراد الجالية، باعتبارها من الوسائل البحثية المهمة في جمع المعلومات والبيانات من الميدان الاجتماعي، وهي عملية اجتماعية صرفة تحدث بين الباحث والمبحوث ، يتم من خلالها التعرف على الآراء والأفكار والمواقف والميول والاتجاهات، والإطلاع على الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأشخاص الذين يقع عليهم البحث. وقد وظف الباحث خبرته الشخصية في جمع البيانات، لأنه قضى أكثر من عقدين من الزمن في وسط المجتمع البريطاني في مدينة لندن، وله علاقات مع الكثير من أبناء الجالية بمختلف مستوياتهم واتجاهاتهم الثقافية والأيديولوجية، وله اطلاع واسع بوضعية الجالية العراقية. وبذلك تبلورت لدية إمكانية الملاحظة، وكيفية توظيفها في جمع المعلومات والحقائق من الحقل الاجتماعي، وهي لا تقل أهمية عن المقابلة الرسمية أو غير الرسمية، أو في تقصي المعلومات والحقائق عن المبحوثين. والملاحظة كوسيلة بحثية أعطت المجال للباحث بملاحظة الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة التي انحصر فيها البحث، وتمكن من ملاحظة سلوك وعلاقات وتفاعلات المبحوثين والإطلاع على أنماط وأساليب معيشتهم والمشكلات الحياتية التي يتعرضون إليها. وأتاحت للباحث ملاحظة الأجواء الطبيعية غير المتصنعة لمجتمع البحث، حيث أن المبحوثين لا يعرفون بأن سلوكهم وعلاقاتهم وتفاعلاتهم وظروفهم اليومية تحت الدراسة والملاحظة والفحص، لذا يكون تصرفهم طبيعياً وتكون علاقاتهم وتفاعلهم سليماً وبعيداً عن التصنع والتكلف. وبعد توزيع استمارة الاستبيان على مختلف الطيف العراقي المقيم في مدينة لندن التي تحتضن أكبر تجمع للجالية العراقية، وبعد متابعة دامت أكثر من ثلاثة أشهر من بداية شهر اكتوبر 2011، ولغاية 11/01/2012، اتبع الباحث خلالها الخطوات العلمية وفقاً للمناهج الاجتماعية المتعارف عليها في الدراسات الميدانية، تمكن من الحصول على عينة جيدة بلغ عددها (458) مبحوثاً، تتناسب وحجم الجالية العراقية في لندن، وتمثل تشكيلة الطيف العراقي في المجتمع. وهنا لابد من القول بأن نتائج هذه الدراسة قابلة للتعميم، لأن الجالية العراقية في المهجر تجمعها الكثير من المشتركات، ولكن بنفس الوقت تبقى كل جالية لها خصوصيتها حسب طبيعة النظام السياسي في كل بلد وطبيعة الأحزاب السياسية وتوجهاتها، ومدى تقبل الناس للغرباء في كل بلد. توصلت الدراسة الميدانية إلى مجموعة كبيرة من الاستنتاجات لا يمكن تغطيتها بالكامل، لذا سيجري اختيار البعض منها:
1- لا يوجد إحصاء دقيق حول العدد الحقيقي للجالية العراقية في بريطانيا. لأن إحصاء الحكومة البريطانية في عام 2001 لا يتضمن سؤالاً حول الجنسية أو الأصل العرقي.
2- توزعت نسبة أفراد العينة بواقع (54%) للذكور و(46%) لجنس الإناث. نعتقد إن هذا التمثيل يعتبر مقبولاً وضمن مواصفات ومتطلبات البحث العلمي الاجتماعي.
3- تعتبر الجالية العراقية من الجاليات التي ترتفع فيها نسبة المتعلمين والمثقفين وأصحاب المؤهلات والمواهب، حيث يمتاز أفرادها بالمهارات العلمية والثقافية، فقد بلغت نسبة أصحاب شهادات الدراسات العليا (26%)، وأما عدد أصحاب الشهادات الجامعية فقد بلغت (48%) وهي نسبة متطورة جداً بكل المقاييس. وبلغت نسبة الخريجين من المعاهد العالية (17%) وهي نسبة مقبولة مقارنة بالنسب الأخرى. وبلغت نسبة خريجي الثانوية أو ما يعادلها (7%)، وأما النسب الباقية التي بينتها الدراسة الميدانية فإنها نسب ضئيلة تؤكد بأن الواقع التعليمي لأفراد الجالية بمستوى رفيع، وإن أبناء الجالية من الجيل الثاني والثالث قد شقوا طريقهم في أكثر المجالات العلمية بالمؤسسات التعليمية البريطانية.
4- ترى أحزاب اليمين المتطرف، بأن حزب العمال قد فتح أبواب الهجرة على أوسع أبوابها، وقدم تسهيلات كبيرة للمهاجرين، ولهذا فهم يطالبون بإعادة النظر في ملفات الذين حصلوا على الجنسية البريطانية بعد سنة 1997. فقد بينت الدراسة بأن (50%) من المبحوثين تمكنوا من دخول بريطانيا قبل سنة 1997، ولكن أوضاع أكثرهم تمت تسويتها بعد سنة 1997. وإن أعلى نسبة في دخول المهاجرين العراقيين هي (9%) في سنة 1998. وأقل النسب هي (1%) كانت في سنة 2011، بسبب تصاعد أصوات العديد من الأطراف في بريطانيا بضرورة إيقاف سيل الهجرة، وتضييق الخناق على المنافذ الحدودية، ورفض اللجوء لأعداد غير قليلة من العراقيين الذين تم ترجيعهم إلى العراق، وبالذات إلى إقليم كردستان باعتباره منطقة آمنة.
5- توزعت عينة البحث وفقاً للخلفية الدينية، بأعلى نسبة بلغت (78%) للمسلمين، وتلتها الديانة المسيحية بنسبة (7%)، ونسبة (5%) للديانة الصابئية. وبلغت نسبة الذين صرحوا بأنهم (بلا دين) (7%) تعتبر هذه النسبة عالية وتمثل شريحة واسعة من الطيف العراقي. وهناك نسبة (2%) تمثل الايزيديين، وهي نسبة مقبولة جداً. أما أقل نسبة فهي (1%) كانت للديانات الأخرى.
6- توزعت أسباب هجرة المبحوثين إلى بريطانيا بدوافع متعددة، سواء تمت بالطرق الشرعية أو غيرها. فقد أكد (62%) بأن العامل السياسي والأمني هو الدافع الرئيسي وراء هجرتهم. بينما ذكر (5%) بأن الدافع الذي اضطرهم للهجرة يعود لأسباب اقتصادية. وأشار(16%) بأن وصولهم إلى بريطانيا قد تم عن طريق جمع الشمل أو الالتحاق بالزوج أو الأهل. وصرح (8%) بأن وصولهم إلى بريطانيا لغرض الدراسة العلمية. وهناك نسبة (9%) ذكروا بأنهم تركوا العراق بدوافع أخرى.
7- أشاد (69%) من المبحوثين بالمعاملة الحسنة من الجهات الرسمية حين وصولهم إلى بريطانيا. وأيدها (29%) بقولهم أن المعاملة كانت مقبولة. وبهذا يمكن القول بأن مجموع النسبتين يعكس الصورة الأقرب للواقع لدى الأغلبية من أفراد الجالية العراقية في بريطانيا، الذين وصلوا في العقود الأخيرة نتيجة الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق. وبالمقابل ذكر(2%) بأنهم تلقوا معاملة سيئة، لأسباب متعددة.
8- اختار (25%) من المبحوثين بريطانيا لتكون موطناً لهم، لأنها أكثر أمناً واستقراراً. وذكر(25%) بأن اختيارهم بريطانيا جاء بتوجيه وتأثير من وجود أقارب وأصدقاء فيها. وقد وضح (18%) بأن اختيارهم تم لمعرفتهم بلغتها الرسمية، التي ستساعدهم في تحقيق الكثير من أمورهم الذاتية ومشاريعهم المستقبلية. وهذا ما أكده (6%) بأن اختيارهم جاء بدافع تحقيق الأمور الذاتية، لأن مجالات تحقيق الذات واسعة الآفاق في بريطانيا المتعددة الثقافات. وهناك (13%) وقع اختيارهم على بريطانيا، لأنها تؤمن بمبدأ التعددية. أما أقل نسبة فكانت (6%) تم وصولهم عن طريق الصدفة، بينما ذكر(7%) بأن اختيارهم يعود لأسباب أخرى.
9- وضح (58%) من المبحوثين بأنهم متفائلون بالحصول على غايتهم وهدفهم خلال فترة وجودهم واستقرارهم في بريطانيا. وذكر (31%) بأنهم إلى حد ما متفائلون، لأنهم لم يحققوا البعض من أهدافهم. إن هاتين النسبتين تؤشران بوضوح إلى الشعور الايجابي العالي الذي يحمله الأكثرية من أفراد الجالية. وبالمقابل يوجد (3%) غير متفائلين واجهتهم الكثير من العراقيل التي لم يتمكنوا من إيجاد حلول لها.
10- أعلنت أكبر مجموعة من المبحوثين، بأعلى نسبة بلغت (79%) بأنهم قد استفادوا فعلاً من الفرص المتاحة التي وفرتها الحكومة البريطانية للجاليات المتعايشة بمبادرات فردية أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ما بين المؤسسات العراقية والسلطات المحلية، كدورات التأهيل والتدريب والتعليم وغيرها. إن هذه النسبة تعتبر عالية جداً ومؤشراً ايجابياً، مضافاً إليها (17%) أكدوا بأنهم قد استفادوا ولكن ليس بالشكل الكامل من كل المجالات. وهناك نسبة (2%) صرحوا بأنهم لم يستفيدوا من التنوع الثقافي في المجتمع البريطاني، وأما أقل نسبة فكانت (2%) تمثل الذين اختاروا الحقل (لا أعرف).
11- يعاني أغلبية الجيل الأول من الازدواجية، فهم يحاولون التوفيق بين التمسك بالموروث الذي يحملونه وبين الرغبة بالاندماج مع المجتمع الجديد. فقد عكست الدراسة هذا التردد بشكل واضح، حيث بلغت أعلى نسبة (61%) اختارت الحقل (إلى حد ما) من أجوبة الدراسة الميدانية، الذي يعني التوفيق بين قوة الارادتين. إن هذه النسبة العالية تمثل رغبة الأكثرية بالاندماج الجزئي بالمجتمع. وهناك نسبة (20%) مثلت الذين أكدوا صراحة برغبتهم الواضحة بالاندماج الكلي في قضايا المجتمع الذي يعيشون فيه. وفي المقابل هناك (16%) ليس لديهم الرغبة بالاندماج. أما أقل نسبة فهي (3%) اختارت الحقل (لا أعرف) وهي نسبة ضعيفة مقارنة بالنسب الأخرى، لا تؤثر على توجه الجالية الايجابي باتجاه الرغبة بالتوفيق في عملية الاندماج بالمجتمع البريطاني.
12- إن أغلبية العراقيين المقيمين في بريطانيا بمختلف توجهاتهم الثقافية ليسوا ضد العلمانية، لأنهم يدركون جيداً بأنهم مستفيدون من تطبيقات وتوجهات العلمانية السياسية في المجتمع البريطاني. فقد أشارت مجموعة من المبحوثين، بنسبة عالية بلغت (43%) بأنهم مع قيم العلمانية السائدة في المجتمع البريطاني. ومما يدعم هذا التوجه النسبة العالية (45%) التي اختارت الحقل (إلى حد ما) الذي يشير بشكل ايجابي إلى قبول القيم العلمانية ولكن بتحفظ من بعض توجهاتها. وهذا لا يلغي رأي (8%) صرحوا بأنهم ضد قبول قيم وتوجهات العلمانية. وجاءت أقل نسبة (4%) لتؤكد بأنه هناك شريحة صغيرة من أفراد العينة مترددة في التعبير عن رأيها بوضوح، ربما لديها لَبس في فهم المصطلح أو يعود لقناعاتهم الخاصة.
13- أشار الأكثرية من أفراد العينة، بأعلى نسبة بلغت (51%) بأنهم لم يشعروا بالتمييز بالمجتمع البريطاني، وإنهم تلقوا معاملة متساوية بفضل الضوابط القوية التي تضمنتها القوانين التي تحارب التمييز بالمجتمع. تعتبر هذه النسبة عالية جداً، مضافاً إليها نسبة (38%) للذين اختاروا الحقل (نوعا ما) الذي يعني أنهم يشعرون بالتمييز بدرجة خفيفة. وبالمقابل نجد (8%) قالوا صراحة بأنهم يشعرون بالتمييز.
14- بينت الدراسة الميدانية بأن الإسلام قادر على التوافق مع الثقافة الغربية من خلال المشتركات الكثيرة، فقد أجاب (46%) من المبحوثين صراحة (بنعم) إن الثقافة الإسلامية لا تتقاطع مع الثقافة الغربية، والإسلام ممكن أن يتوافق مع الثقافة الغربية في إطار التعامل في مجال المشتركات الإنسانية الكثيرة. إن هذه النسبة تعتبر متقدمة، وتدعمها نسبة (35%) اختارت الحقل (إلى حد ما) الذي يؤيد فكرة التوافق مع الثقافة الغربية، والتفاعل الايجابي مع الثقافات الأخرى، ولكن بتحفظ على بعض الأمور. وهذا لا يمنع من أن يعبر البعض من أفراد الجالية عن موقفهم الحاد من الغرب، حيث أشار (16%) من المبحوثين بأن الغرب لا يمكن أن يتوافق مع الإسلام، ويجدون أن نقاط التقاطع كثيرة، وفي الحقيقة لديهم الخشية من نوايا الغرب في تعامله مع الإسلام.
15- أعلن معظم أفراد العينة، بأعلى نسبة بلغت (92%) عن رفضهم للجماعات السياسية المتطرفة بأي صورة كانت، لأن توجهاتهم لا تنسجم مع التوجهات الإنسانية، ولا تلتزم بمبادئ التعايش الديني السلمي في بريطانيا متعددة الأجناس. وبالمقابل هناك نسبة (3%) وضحوا بشكل صريح بأنهم يؤيدون هذه الجماعات السياسية المتطرفة في بريطانيا، لأسباب متعددة، وهي نسبة ضئيلة جداً ولكن تأثيرها السلبي كبير جداً على كل مناحي الحياة.
16- ذكر (89%) من المبحوثين بأنهم يؤمنون بالاختلاف والتعارض في الأفكار والمعتقدات، ويعتقدون بأن هذا التنوع الثقافي يؤدي إلى نتائج ايجابية تسهم في إثراء الثقافة الوطنية وتطور المجتمع البريطاني في مختلف الميادين. ودعم هذا التوجه (7%) اختاروا الحقل (إلى حد ما) الذي يشير إلى مؤشرات ايجابية بالإيمان بهذا المبدأ ولكن بتحفظ على بعض الأمور. وهذا لا يلغي فكرة أن المجتمع يخلو من بعض الأفراد الذين يصعب عليهم الإيمان بمبدأ الاختلاف والتعارض، فقد وضحت مجموعة صغيرة نسبتها (2%) بصراحة أنهم لا يؤمنون بهذا المبدأ، وهذا أمر طبيعي، قد يعود للتربية أو للموروث الثقافي الذي تعودوا عليه.
17- أكدت مجموعة من المبحوثين، بأعلى نسبة بلغت (56%) اختارت الحقل (إلى حد ما) الذي هو أقرب إلى الحقل (نعم). مضافاً إليها نسبة (27%) اختاروا الاجابة بنعم أن المجتمع البريطاني يتبنى مبدأ التسامح، وهي نسبة جيدة. وبالتأكيد أن الأفكار والمعتقدات والرؤى التي يحملها أفراد المجتمع متباينة، ولهذا هناك (13%) لهم رأي مخالف، يعتقدون بأن الأكثرية بالمجتمع البريطاني غير متسامحة، بل متشددة في أكثر مواقفها. فمن خلال النسب المذكورة يتبين لنا بأن أغلبية المجتمع البريطاني يتبنى مبدأ التسامح بمختلف صوره، بشكل متفاوت.
18- أظهرت نتائج الدراسة الميدانية بأن أعلى نسبة بلغت (71%) تعتقد بأن التعددية الثقافية تسهم في خلق أجواء الحوار والتسامح بين الحضارات أو الثقافات بشكل ايجابي، وتؤدي إلى تذويب حالات الصراع، وتدعم الرؤى المشتركة التي ترسي دعائم السلم الاجتماعي.
19- معظم أفراد عينة البحث، بأعلى نسبة بلغت (76%) أكدوا بأنهم لم يتحسسوا تجاه من يختلف معهم في الدين أو المذهب. وعززتها نسبة (14%) اختاروا الحقل (إلى حد ما) الذي يدل على أن موقفهم يعتبر ايجابي بتحفظ. وبالمقابل هناك (7%) أكدوا بأنهم يتحسسوا من الآخر المختلف في الدين أو المذهب، وهذا أمر طبيعي نتيجة الموروث الكبير الذي تركته الأحداث التاريخية على مر العصور.
20- لازالت الرؤية إلى سياسة التعددية الثقافية في بريطانيا جدلية وفيها الكثير من الغموض، ولكن الدراسة الميدانية أوضحت بأن أعلى نسبة ايجابية بلغت (62%) رفضت القول بأن سياسة التعددية قد أخفقت في المجتمع البريطاني. وتلتها نسبة جيدة (22%) اختارت الحقل (إلى حد ما) الذي يعني بأنهم يؤيدون مبدأ عدم فشل التعددية الثقافية في المجتمع البريطاني، ولكنهم يعتقدون بأنها قد أخفقت في بعض المجالات بشكل محدد. وبالمقابل هناك نسبة (5%) أشارت بوضوح بأن التعددية الثقافية قد أخفقت في المجتمع البريطاني.
21- أكدت مجموعة كبيرة من المبحوثين، بأعلى نسبة بلغت (72%) بأنهم يؤيدون الفكرة التي تقول بأن التعددية الثقافية هي أحدى مقومات السلم الاجتماعي وتعمل على تحقيقه. وتلتها نسبة (18%) اختارت الحقل (إلى حد ما) الذي يعني القبول الايجابي بتحفظ على بعض الأمور. وبالمقابل توجد نسبة ضئيلة بلغت (4%) ليست على قناعة، ولديها رأي مخالف لذلك.
22- وضح (54%) من المبحوثين بأن التعددية الثقافية تسهم في بناء السلم الاجتماعي، ولا يعتقدون بأن تقاطع الثقافات يهز الاستقرار والسلم الاجتماعي. وقد دعم هذا التوجه (21%) اختاروا الحقل (إلى حد ما) الذي يشير إلى نفس التوجه، ولكن بتحفظ على بعض الأمور التي يشعرون بأنها حساسة وربما ينتج عنها صراع ما بين الثقافات المتعددة. وبالمقابل هناك (18%) أكدوا العكس، وهي نسبة ليست قليلة تمثل شريحة معينة من المجتمع، ترى بأن أي قصور في الوعي الفكري والثقافي للإنسان يصبح مصدراً للتجاوزات، ويهز الاستقرار والسلم الاجتماعي.
23- يعتقد (49%) من المبحوثين بأن التنوع الثقافي يسهم في الحد من أي حالة من حالات التطرف. واختار (35%) من المبحوثين الحقل (إلى حد ما) الذي يعتبر مؤشراً جيداً في دعم الفكرة التي تشير إلى أن التنوع الثقافي يسهم في الحد من حالات التطرف، ولكن بحدود معينة، وبالرغم من أن النسبة العالية من أفراد العينة موقفهم من التطرف واضح، ونمط تفكيرهم محدد بأن التنوع الثقافي له دور ايجابي في الحد من التطرف بكل ألوانه، إلا أن هذا الأمر لا يلغي قناعة (9%) يعتقدون العكس من ذلك. وبالتأكيد هذه النسبة تمثل شريحة في مجتمع الجالية، ترى بأن هناك أموراً أخرى تسهم في الحد من التطرف.
24- أكد (59%) من المبحوثين بشكل ايجابي واضح بأن الثقافات الوافدة تستطيع أن تخدم الوسط الثقافي البريطاني، وتعمل على إيجاد حقل ثقافي ايجابي بين مختلف الثقافات.
25- أعلن (49%) من المبحوثين عن حالة التردد باختيارهم الحقل (إلى حد ما) بأن أغلب الأحزاب السياسية البريطانية تؤيد مبدأ التعددية، وهذا الأمر طبيعي لأن هذا النوع من الأسئلة يتطلب معرفة جيدة ببرامج الأحزاب السياسية وتوجهاتها، وبالتأكيد ليس كل أفراد العينة لديهم اطلاع على برامج الأحزاب، وهنا نعتقد بأن اجاباتهم تمت على ضوء معرفتهم لموقف الأحزاب من الهجرة. وأجاب 110 مبحوثاً بنسبة (24%) بنعم أن أغلب الأحزاب السياسية البريطانية تؤيد مبدأ التعددية. ان التأييد مصدره السياسة العامة للدولة التي تؤيدها بعض الأحزاب، أما التردد فمصدره سياسة بعض الأحزاب اليمينية التي تتطرف في مواقفها وفقاً لسياساتها ومصالحها الخاصة. وفي المقابل صرح بوضوح (12%) بعدم قناعتهم بأن أغلب الأحزاب السياسية البريطانية تؤيد مبدأ التعددية.
26- اتضحت إجابة (50%) من أفراد العينة بأنها ايجابية جداً، بقولهم (نعم) أن النظام السياسي الليبرالي الديمقراطي المتبع في بريطانيا يؤدي إلى خلق حالة من التوازن وتقليص الهوة بين مختلف الجاليات. وقد ساند هذا التوجه (31%) باختيارهم الحقل (إلى حد ما) الذي يعني الاتفاق بالرأي ولكن بتحفظ على بعض الإجراءات.
27- أكد (44%) من المبحوثين بإمكانية الاستفادة من التجربة البريطانية كنموذج مميز في مجال تطبيقات التعددية الثقافية في البلدان متعددة الثقافات. وتليها نسبة (34%) اختاروا الحقل الايجابي (إلى حد ما). إن مجموع هاتين النسبتين يشيران بشكل واضح إلى الرأي الايجابي المتداول بين أفراد الجالية العراقية بأنه هناك إمكانية كبيرة للاستفادة من التجربة البريطانية. وبالمقابل هناك (9%) يعتقدون العكس من ذلك، بأنها تتقاطع مع كثير من الأمور السائدة في مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة.
28- أظهرت نتائج الدراسة بأن (63%) من المبحوثين يؤمنون بعملية الاندماج مع الثقافة البريطانية. إن هذه النسبة العالية لها علاقة مباشرة بارتفاع درجة الوعي لدى الأغلبية. واختار (29%) الحقل (إلى حد ما) الذي يعني الإيمان بعملية الاندماج مع التحفظ على بعض الأمور، وهذا شيء طبيعي بحكم التباين بالآراء. وبالمقابل يوجد (5%) من أفراد العينة لا يؤمنون بعملية الاندماج لأنها لا تتوافق مع منظومة القيم الأخلاقية التي تعودوا عليها.

29- تؤشر نتائج الدراسة بأن (50%) اختاروا الحقل الايجابي (إلى حد ما) الذي يعني بأن الأكثرية تمكنوا من الاندماج ولكن بحدود معينة. وأجاب (34%) بنعم إنهم تمكنوا من الاندماج بالمجتمع البريطاني. إن مجموع هاتين النسبتين يشيران بشكل واضح إلى ارتفاع نسبة الاندماج بين أفراد العينة بالمجتمع البريطاني، وبالمقابل يرى (12%) العكس من ذلك بأنهم غير مندمجين.
30- تنوعت أسباب عدم الاندماج بالمجتمع البريطاني، فقد بينت الدراسة الميدانية بأن (26%) يعانون من صعوبة اللغة. و(17%) يعتقدون أن الفارق الديني هو الذي يعرقل عملية الاندماج. ويرى (32%) بأن التفاوت الثقافي يعيق عملية الاندماج. وصرح (12%) بأن عدم معرفة برامج الاندماج الاجتماعي قد أثرت على سير عملية الاندماج. بينما يرى (13%) بأن سبب عدم الاندماج يرجع إلى أمور أخرى.
31- وضحت الدراسة الميدانية بأن (67%) أجابوا (بنعم) إنهم مع الاندماج مع الثقافات الأخرى المتعايشة في بريطانيا لأن هناك الكثير من المشتركات التي تربط الجالية العراقية مع بعض الثقافات الأخرى، نتيجة التقارب والتفاهم في مجال الدين واللغة وبعض العادات والتقاليد. وهناك نسبة ايجابية أخرى (27%) اختارت الحقل (إلى حد ما). إن مجموع هاتين النسبتين الكبيرتين يعطيناً مؤشراً واضحاً بأن الجالية العراقية تسير في الاتجاه الايجابي بعملية الاندماج بالمجتمع البريطاني متعدد الثقافات. وهذا الأمر يؤكد لنا حيوية الجالية العراقية بأنها تمكنت من اقامة جسور من التواصل الايجابي بنسب متفاوتة مع الثقافة البريطانية والثقافات الأخرى. وبالمقابل يوجد (2%) من المبحوثين لا يحبذون الاندماج لقناعتهم الخاصة.
32- فضل معظم أفراد عينة البحث بنسبة (88%) تعلم اللغة الإنكليزية، لأنهم يعتقدون بأنها تساعدهم في عملية الاندماج الاجتماعي. واختار (8%) الحقل (إلى حد ما) الذي يشير إلى التوافق الايجابي ولكن بتحفظ. إن مجموع هاتين النسبتين العاليتين يؤشر إلى أن الأكثرية بالجالية دورها ايجابي، ولديها القناعة بأن تعلم اللغة يسهم في عملية الاندماج.
33- احتل الاندماج الجزئي بالمجتمع البريطاني النسبة الأكبر (73%) من أفراد العينة الذين يؤيدون فكرة تجاوز بعض المعوقات، والتمسك بالكثير من القيم الثقافية والاجتماعية لغرض التكيف وإعطاء الفرصة للأبناء في الإسهام في عملية الاندماج بالمجتمع. ويرى (21%) أن الاندماج الكلي هو الأفضل، أي التخلي عن كل الخصوصيات الدينية والثقافية والعادات الاجتماعية والاندماج بالمجتمع. وأما أقل نسبة بلغت (1%) ممن فضل العزلة والبقاء في كيان الأسرة، نعتقد بأن هذه النسبة قليلة ربما لم تعكسها الدراسة الميدانية بشكل واضح أو ربما فضلوا اختيار الحقل (لا أعرف) الذي بلغت نسبته (4%).
34- أكد (77%) من المبحوثين عن اعتقادهم الكامل بأن العمل يسهم بدرجة عالية في عملية الاندماج الاجتماعي. ويدعم هذا الرأي (18%) اختاروا الحقل (إلى حد ما).
35- أشار(50%) بوضوح بأن تدريس الأديان في المؤسسات التعليمية البريطانية، يسهم إلى حد كبير في تعميق عملية الاندماج الاجتماعي في المجتمع. وأيد هذا التوجه (32%) باختيارهم الحقل (إلى حد ما). إن هاتين النسبتين العاليتين تؤكدان بأن تدريس الأديان له مردودات ايجابية عالية في تربية الأجيال الجديدة على المبادئ السامية التي تصب في تعزيز توجهات التعددية الثقافية، وتدعم عملية الاندماج الاجتماعي. وبالمقابل هناك (10%) يعتقدون العكس بأن تدريس الأديان لم يسهم بشيء.
36- أكد (76%) من المبحوثين بأن قيم حقوق الإنسان والتعددية والتسامح وحوار الأديان لها الأثر الكبير في ثقافة المهاجر الذي يسعى للاندماج بالمجتمع البريطاني. وعبّر (16%) عن اعتقادهم بأن هذه القيم قد شكلت ورسخت المفاهيم الايجابية في ثقافة المهاجر، ولكن بشكل محدود.
37- بينت الدراسة الميدانية بأن (42%) يعتقدون بأن عملية الاندماج تكتمل مع الجيل الثاني أو الثالث للمهاجرين. و(47%) يؤيدون إلى حد ما، الفكرة التي ترى بأن عملية الاندماج تكتمل مع الجيل الثاني أو الثالث للمهاجرين. وبالمقابل هناك (4%) يعتقدون العكس ولهم مبرراتهم.
38- أشار (58%) بأنهم ليسوا على أي علم إطلاقاً ببرامج الاندماج الاجتماعي. وهذا يعود لأسباب كثيرة تتحملها الدولة بالدرجة الأولى، لأن برامج الاندماج الاجتماعي تحتاج إلى إمكانيات كبيرة من الدولة وجهاز إداري واسع للقيام بهذه المهمة التي فيها الكثير من الإشكالات. وبالمقابل تمكن (26%) من المبحوثين من الإطلاع على برامج الاندماج الاجتماعي التي تعدها الحكومة البريطانية والاستفادة منها. وذكر(16%) بأنهم لديهم علم بهذه البرامج ولكنهم لم يفهموها، ربما لأمور تتعلق باللغة أو إنها لا تلبي الطلب.
39- كانت رؤية أفراد عينة البحث لأهم عوامل الاندماج الاجتماعي متباينة، فقد أشار (20%) إلى أهمية إتقان اللغة، و(19%) إلى ضرورة العمل مع البريطانيين، و(18%) إلى أهمية معرفة القوانين والأعراف البريطانية، و(14%) إلى أهمية متابعة الأخبار الداخلية، و(11%) إلى ضرورة مصادقة البريطانيين وإقامة علاقات طيبة معهم، و(10%) إلى أهمية الحصول على الجنسية البريطانية لكي يشعر بالانتماء إلى بريطانيا، و(3%) إلى الزواج من بريطاني \بريطانية، و(5%) إلى أمور أخرى.
40- أشارت الدراسة الميدانية بأن (58%) اكتسبوا حق الحصول على الجنسية البريطانية بسهولة مع الاحتفاظ بجنسيتهم العراقية الأصلية. وصرح (16%) بأنهم قد تمكنوا من الحصول على الجنسية، ولكن إلى حد ما بصعوبة. بينما ذكر(5%) إنهم قد حصلوا عليها بصعوبة. وهناك(21%) ذكروا بأنهم لم يحصلوا على الجنسية لحد الآن.
41- أعلى نسبة بلغت (48%) ذكروا بأنهم يحملون لبريطانيا نفس الشعور الذي بداخلهم للوطن الأصلي. وهي نسبة كبيرة ومعبرة عن واقع يعيشه أفراد الجالية، باعتباره نوعاً من العرفان بالجميل. ووضح (27%) بأنهم يشعرون إلى حد ما بالانتماء لبريطانيا، وإن شعورهم إلى بلدهم الأصلي أولاً وبالتالي بريطانيا. بينما صرح(5%) بأنهم ليس لديهم أي شعور بالانتماء إلى بريطانيا. وهناك (20%) اختاروا أن يكونوا في الموقف المحايد باختيارها الحقل (لا أعرف).
42- توزع رأي أفراد العينة من حالة الاستقرار في بريطانيا إلى(70%) بشكل دائم. و(13%) بشكل مؤقت. و(4%) لا يفكرون بالاستقرار في بريطانيا. و(13%) اختاروا الحقل (لا أعرف). نعتقد بأن هذه النسب مقبولة ومنطقية.
43- وضحت الدراسة بأن تفكير أفراد العينة بالعودة إلى الوطن الأصلي تمثل بنسبة (45%) للزيارة فقط. و(5%) بالعودة بشكل نهائي. و(27%) إذا توفر الأمن والاستقرار. و(5%) ترى بأن مسألة العودة للوطن مرهونة بتوفر فرصة مغرية، وهناك (18%) يعيشون في حالة من الازدواجية بين مغريات الحياة العصرية في بريطانيا، والرغبة في العودة إلى الوطن الأم، الذي يعاني من جراح لم يتمكن الزمن من تضميدها. وعلى العموم ان هذه النتائج تشير إلى أن هناك نسباً عالية ممن لا يريدون الانسلاخ عن الوطن الأصلي.
44- أعلن (98%) من المبحوثين بأنه ليس لهم علاقة بالأحزاب البريطانية، وهي نسبة كبيرة جداً نتيجة التركة السلبية الثقيلة من سياسات الأنظمة القمعية في العراق. بينما بلغت نسبة المنتمين إلى الأحزاب السياسية البريطانية من أفراد العينة (2%)، نعتقد بأن هذه النسبة قليلة جداً وهي الأقرب للواقع الذي تعيشه الجالية.
45- أبدى (88%) من المبحوثين بعدم رغبتهم بالانتماء إلى أي حزب سياسي بريطاني، وهذا التوقع طبيعي ضمن سلسلة المعاناة التي تعرض لها أكثر العراقيين من جراء السياسة. وبالمقابل أبدى (12%) من المبحوثين عن رغبتهم بالانتماء إلى أحد الأحزاب السياسية البريطانية. وهي نسبة ليست قليلة تعطينا مؤشراً ايجابياً يتناسب وطموح أبناء الجالية، فلا غرابة بأن نجد أعداداً متزايدة من العراقيين، الذين تمكنوا من الحصول على الجنسية البريطانية من الجنسين، أن يكرسوا اهتمامهم بالحياة السياسية البريطانية، ولاسيما أبناء الجيل الثاني الذين أكملوا تعليمهم بالمؤسسات التعليمية البريطانية.
46- تعددت أسباب عدم رغبة أفراد العينة في الانتماء إلى أحد الأحزاب السياسية البريطانية، فقد أشار (25%) إلى أنهم يكرهون السياسة ولا يثقون بالأحزاب، و(36%) إلى عدم قناعتهم بالأحزاب والعمل السياسي، و(11%) إلى أنهم منتمون إلى أحد الأحزاب العراقية، و(28%) إلى أمور أخرى غير المذكورة.
47- وضح (66%) من المبحوثين رأيهم بأنهم قد شاركوا بالتصويت بالانتخابات البريطانية، إن هذه النسبة العالية تعكس الوعي الايجابي للجالية في مشاركتها بفعالية حرمت منها لوقت طويل في الوطن الأصلي. وهناك (10%) ذكروا بأنهم يشاركون أحياناً بالتصويت. وصرح (12%) بأن القانون لا يسمح لهم بالتصويت لحد الآن. وهناك (9%) ربما لديهم نفور من المشاركة بأي فعالية لها علاقة بالسياسية، أو لم يحصلوا على الجنسية التي تمكنهم من المشاركة بالتصويت. وأكد (3%) بأنهم لم يشاركوا بالتصويت لأسباب أخرى.
48- أجاب (50%) من المبحوثين (بنعم) إنهم يتخوفون من تصاعد شعبية أحزاب اليمين البريطاني المتطرف. و(30%) بأنهم يتخوفون إلى حد ما. بينما أشار (10%) بأنهم لا يتخوفون من هذا الأمر بأي شكل من الأشكال. وهناك (10%) أشاروا بأنهم لم يتمكنوا من تحديد الجواب المناسب.
49- بينت الدراسة الميدانية بأن (32%) ذكروا بأنهم إلى حد ما لديهم معرفة بوجود مراكز بريطانية خاصة تدعو للقيام بالنشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية في منطقتهم السكنية. وهناك (26%) قالوا نعم تتوفر هذه المراكز، وهم على معرفة بنشاطاتها. أما أقل نسبة فكانت (13%) ذكروا العكس من ذلك. وهناك نسبة ليست قليلة بلغت (29%) ليس لديهم أي معرفة بوجود أو عدم وجود مراكز بريطانية قرب منطقتهم السكنية.
50- أكد (73%) من المبحوثين بأنهم لم يتمكنوا من الانتماء إلى أي نوع من المراكز البريطانية، سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو أحد منظمات المجتمع المدني. وهي نسبة عالية جداً وتعد مؤشراً سلبياً. وفي المقابل وضح(27%) بأنهم ينتمون إلى هذه المراكز، ويسهمون في عملية الاندماج الاجتماعي بشكل ايجابي.
51- أوضح معظم أفراد عينة البحث بنسبة (54%) بأن المراكز الاجتماعية والثقافية الخاصة بالجالية العراقية المتوفرة في لندن غير كافية ولا تتناسب مع حجم الجالية. وأشار (24%) بأن هذه المراكز كافية وتتناسب مع حجم الجالية إلى حد ما. أما أقل نسبة بلغت (7%) صرحوا بأن المراكز العراقية كافية وتتناسب مع حجم الجالية. وهناك (15%) ليس لديهم معرفة بالأمر.
52- يعتقد (8%) من المبحوثين بأن الدولة البريطانية تقدم الدعم المادي الكافي للمراكز الاجتماعية والثقافية لتغطي النشاطات المطلوبة للجالية العراقية. ويرى (24%) بأن الدعم كافي إلى حد ما. بينما أكد (19%) بأن الدعم غير كافي. وهناك الأغلبية (49%) ذكروا بأنهم ليس لديهم أي معرفة بهذا الأمر، وهي نسبة منطقية تشير إلى أن الأكثرية من أفراد العينة، ليس لديهم مصلحة في البحث عن ميزانية كل مؤسسة لمجرد الإطلاع عليها.
53- أجاب معظم أفراد عينة البحث (47%) بنعم إنهم يعتقدون بأن المراكز الاجتماعية والثقافية تسهم في عملية التوعية وتمد جسور الحوار والتفاهم مع الثقافات الأخرى في المجتمع البريطاني. وأيدها (34%) بأن هذه المراكز تسهم إلى حد ما في توثيق العلاقات مع الثقافات الأخرى.
54- كانت رؤية أفراد عينة البحث لطبيعة النشاطات التي يرغب أفراد العينة حضورها متباينة، فقد فضل (12%) النشاطات الدينية، و(15%) النشاطات الفنية، و(17%) النشاطات الأدبية، و(25%) الفعاليات الاجتماعية الترفيهية، و(24%) القضايا الإنسانية، و(7%) نشاطات أخرى كالرياضة وغيرها.
55- أجاب معظم أفراد العينة (69%) بنعم إنهم استطاعوا أن يقيموا علاقات صداقة مع البريطانيين من كلا الجنسين. إن هذه النسبة المرتفعة تمثل الطبيعة الاجتماعية الايجابية لأكثرية أفراد الجالية العراقية، الذين تمكنوا من تجاوز المعوقات الاجتماعية وبناء جسور من التواصل مع المجتمع البريطاني بدرجات متفاوته. وبالمقابل هناك (15%) ليس لديهم علاقات صداقة مع البريطانيين. وذكر (13%) بأن علاقاتهم تقتصر على العراقيين والعرب. وأشار (3%) بأن علاقتهم تقتصر مع بعض أفراد الجاليات الأخرى.
56- تؤشر الدراسة الميدانية بأن الأغلبية (84%) ترى بأن علاقة الصداقة مع البريطانيين مسألة ايجابية تصب في مجال تطوير قنوات التعددية الثقافية، وتؤدي إلى تثبيت دعائم السلم الأهلي في المجتمع. ويرى (14%) أن علاقة الصداقة مع البريطانيين أحياناً تكون مسألة ايجابية.
57- بلغت أعلى نسبة (67%) لشريحة كبيرة من العينة ترى بأن علاقتها عادية مع الجار البريطاني، وهي نسبة مقبولة تمثل رؤية الغالبية في مجتمع الجالية العراقية. وأوضح (23%) من المبحوثين بأن طبيعة علاقتهم مع الجار البريطاني ممتازة. وهناك (8%) ذكروا بأنهم يعيشون في حي غالبيته من الأجانب، فلم يتمكنوا من إقامة علاقة مع الجار البريطاني. بينما أكد (2%) بأن علاقتهم سيئة مع الجار البريطاني، وهي نسبة منطقية، تمثل شريحة معينة من مجتمع الجالية عندهم بعض الإشكالات مع الجيران.
58- وضح (49%) من المبحوثين بأنهم أحياناً يتبادلون الهدايا مع البريطانيين. وأكد (29%) بأنهم يتبادلون الهدايا مع البريطانيين بشكل متواصل، فمن خلال مجموع النسبتين يتضح لنا الجانب الايجابي من صورة الجالية العراقية في طبيعة تعاملها مع البريطانيين، وبنفس الوقت نلمس المتغير الواضح في صورة البريطانيين من خلال تفاعلهم الاجتماعي مع الآخر الغريب. وبالتأكيد إن الجالية متنوعة الآراء والقناعات، فنرى بالمقابل هناك نسبة ليست قليلة بلغت (22%) لم يبادروا في مسألة تبادل الهدايا مع البريطانيين، حيث اكتفى البعض منهم في الحفاظ على مستوى معين من العلاقة مع البريطانيين بدون الحاجة إلى تبادل الهدايا.
59- صرح معظم أفراد العينة بأعلى نسبة بلغت (86%) بأنهم يعتقدون بأن مجيئهم إلى بريطانيا كان قراراً صائباً، وهي نسبة عالية جداً بكل المقاييس تشير إلى أن الأكثرية من أفراد الجالية لديهم طموحات غير محدودة.
60- تغيرت نظرة (45%) من المبحوثين إلى الحياة بشكل كبير بعد قدومهم إلى بريطانيا. بينما أكد (47%) بأن نظرتهم قد تغيرت في بعض الأمور. إن مجموع هاتين النسبتين يشير بوضوح إلى حيوية الأكثرية من أفراد الجالية، وقدرتهم على التكيف والتفاعل مع المستجدات في إطار المجتمع الجديد. وبالمقابل هناك (8%) يعتقدون بالعكس من ذلك.
61- كانت رؤية أفراد عينة البحث للجوانب التي تغيرت فيها نظرتهم للحياة بعد إقامتهم في بريطانيا متباينة، فقد أشار (15%) إلى زيادة احترام المرأة، و(21%) إلى طريقة تربية الأبناء بشكل أفضل، و(25%) إلى تعديل بعض العادات الغذائية، و(15%) إلى اختيار الملابس والاهتمام بالمظهر الخارجي، و(16%) النظر إلى الدين بشكل ايجابي، و(3%) النظر إلى الدين بشكل سلبي، و(5%) إلى أمور حياتية أخرى.
62- أجاب (26%) من المبحوثين (بنعم) إنهم يخشون أن ينحرف الأبناء من جراء احتكاكهم بالمجتمع البريطاني. وبالمقابل أكد (26%) العكس من ذلك. بينما ذكر (32%) بأن الأبناء معرضون للانحراف في أي مكان. ووضح (16%) بأنهم ليس لديهم أبناء.
63- أكد بوضوح (25%) من المبحوثين بأنهم يترددون على أماكن العبادة (مسجد، كنيسة أو معبد) المتوفرة في لندن، ويؤدون طقوسهم المعتادة. ونعتقد إن هذه النسبة منطقية وتعكس واقع شريحة معينة من الجالية تقوم بأداء واجباتها الدينية بشكل منظم. ووضح (33%) بأنهم أحيانا يترددون على أماكن العبادة، وهذا يعود لأسباب كثيرة أهمها التزام الأكثرية من أفراد الجالية بأمور العمل أو الدراسة أو غيرها من الأمور الحياتية. وبالمقابل هناك (42%) ذكروا العكس من ذلك، وهذا لا يعني بأن كل هذه الشريحة غير متدينة، لأنه ربما هناك ظروف قهرية تمنع البعض من التردد على أماكن العبادة، كالمرض، أو كبر السن، أو بُعد المكان أو غيرها.
64- كانت رؤية أفراد عينة البحث لطبيعة الالتزام الديني متباينة، فقد وضح (52%) من المبحوثين بأن التزامهم الديني بقي على وضعه، وأعلن (23%) بأنهم غير ملتزمين. وأشار (19%) بأن التزامهم الديني قد ازداد، و(5%) يرون بأنه قد قل، و(1%) أوضحوا بأنهم قد تركوا الالتزام الديني.
65- ذكر (76%) من المبحوثين بأنهم يمارسون شعائرهم الدينية في المراكز الدينية أو غيرها في بريطانيا بحرية مقارنة ببلدهم الأصلي. وهي نسبة معقولة ومنطقية. وأشار (24%) بأنهم يجدون صعوبة في ممارسة الشعائر الدينية، وهذا الاعتقاد له مبرراته، حيث يعتقدون بأن هذه المراكز خاضعة للمراقبة المستمرة، لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وتفجيرات لندن في 2005، وربما هذه المراقبة خفية بدواعي أمنية، ولكنها تشكل عائقاً لهذه المجموعة من الجالية. ونعتقد بأن هذه الاجراءات طبيعية لحماية الناس من أي أذى، وبالتالي حماية الوطن من الجماعات المتطرفة التي تتستر بغطاء الدين.
66- وأخيراً يمكن القول بأن العراقي يمكن أن يكون بريطانياً إذا اكتسب الجنسية البريطانية، ولكنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون إنكليزياً في طباعه وقيمه وسلوكه. ويمكن القول بأن كل مهاجر من المهاجرين العراقيين هو عبارة عن نخلة عراقية تم اقتلاعها من جذورها لتنبت في تربة أخرى، وقد تمكن البعض من ايجاد التربة التي تستوعبه، والبعض الآخر مازالت عيونه تحدق صوب الوطن العراق.

علما أنّ الباحث عبدالحسين صالح الطائي هو دكتوراه في علم الاجتماع، وقد
صدرت له الكتب التالية
-التعددية في المجتمع البريطاني مع دراسة ميدانية عن الجالية العراقية في لندن.
-جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة.
-المهاجرون في مجتمع متعدد الثقافات. دراسة ميدانية في أوساط الجالية العراقي