هل يوجد من يستطيع تفسير تشبث (بشار وحش سوريا) بالسلطة رغم مرور قرابة عامين على ثورة الشعب السوري ضده وعائلته وعصاباته؟. وهل يتخيل عاقل أو مجنون إصراره على الاستمرار في تدمير ما تبقى من المدن السورية بعد ما يزيد على سبعين ألفا من القتلى ومئات ألاف اللاجئين خاصة في الأردن وتركيا ولبنان؟. ماذا يريد أكثر من هذه الجرائم؟ ألا يكفيه ووالده الوحش مثله ما يزيد على 42 عاما من القتل والنهب والسرقات التي جعلت من عائلته وأخواله أصحاب مليارات، وهم من جاءوا عام 1970 من مدينة القرداحة إلى العاصمة دمشق لا يملكون سوى ليرات تعدّ في أحسن الأحوال بالمئات. ألا يعي هروب والدته (أنيسة مخلوف) وشقيقته (بشرى) الذي أصبح مؤكدا رغم نفي مصادر النظام وحلفائه، وانشقاق العشرات من الذين كانوا مقربين منه ولن يكون آخرهم (جهاد مقدسي) الذي كان ناطقا باسم وزارة خارجيته الخارجة عن كل الأعراف والأخلاق، عندما أعلنت أنّ (جهاد مقدسي) في إجازة لمدة ثلاثة شهور، وإذا به يهرب واصلا ومقيما خارج سوريا سواء في الولايات المتحدة أم دولة عربية. وألا يكفيه أنّ هناك من لم يغره منصب رئاسة وزرائه فانشق عليه خارجا من سوريا مثل (رياض حجاب)، والعديد من شيوخ الدين الذين رفضوا أن يكونوا من ضمن قائمة عار فقهاء السلاطين التي يترأسها (حسّون الأسد) و (بوطي الوحش)، وآخرهذه القائمة المخزية وزير أوقافه (محمد عبد الستار السيد) الذي دعا إلى إقامة صلاة جمعة مليونية لدعمه، متناسيا أنّ شرع الله تعالى يرفض الظلم والقتل وسرقة ثروة الشعوب، وإلا كيف أصبح هو وأخواله أصحاب مليارات، تطلق عليها وسائل الإعلام الأوربية المتخصصة من سنوات (إمبراطورية آل مخلوف الاقتصادية)..ألا تخاف الله وأنت تحرّف تعاليمه وشرعه داعيا لنصرة هذا الظالم، متناسيا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر)، وهل هناك من هو أكثر جورا من هذا السلطان المتربع على صدور الشعب السوري هو وعائلته أكثر من 42 عاما؟ وليس هذا فقط بل تدّعي يا وزير أوقافه (أنّ ثورة الشعب السوري هي من صنع وكلاء إسرائيل) فهل هناك نفاق وكذب وافتراء أكثر من هذا؟.
وهل إسرائيل أساسا ضد وجود هذا النظام؟
وكيف تكون دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد هذا النظام الذي حافظ على أمنها منذ عهد والده حتى اليوم؟ هل يتذكر أحد من المصفقين والمطبلين لجرائم هذا النظام، أنّه منذ زمن الأب (حافظ أمن إسرائيل) قد أطلق رصاصة على الاحتلال من حدود سوريا؟. وهل ينسى الفلسطينيون مدنيون أم أعضاءا في المنظمات الفلسطينية مكتب مخابراته المسؤول عن المنظمات الفلسطينية، وكان اسمه وما يزال (الضابطة الفدائية) على وزن (الضابطة الجمركية)،إذ كانت تعليماته وما زالت تقول حرفيا: (يمنع منعا باتا إطلاق رصاصة على دولة إسرائيل من الحدود السورية، ومن يريد قتال إسرائيل فليتوجه إلى جنوب لبنان). وهل يستطيع أحد هؤلاء المصفقين المنافقين تذكيرنا بأنّ هناك رصاصة واحدة أو عملية واحدة قامت بها أية منظمة فلسطينية ضد الاحتلال عبر الحدود السورية؟. وهل ينكر هؤلاء المصفقون حجم الاعتقالات والمفقودين في صفوف الفلسطينيين منذ 42 عاما وحتى اليوم؟ ومن بين هؤلاء المعتقلين كانوا أعضاءا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية و حركة فتح. وكيف يمكن نسيان قصفه الوحشي لمخيم حي الرمل في محافة اللاذقية في مارس 2012 أو قصفه وتهجيره الغالبية سكان مخيم اليرموك الملاصق للعاصمة دمشق؟. وآخر قوانينه العنصرية بحق الفلسطينيين: منع الفلسطينيين من أية وظائف عامة في وزارة التربية والتعليم السورية، واستثناء الطلاب الفلسطينين من أية فرص لبعثات تعليمية.
وتفجير الأماكن المقدسة بدلا من الرد على الاحتلال،
كما كشف ذلك صراحة quot;عماد معين الحراكيquot; مسؤول التجنيد السابق في القنصلية السورية في جدة، أنّ الحكومة السورية اختارته لتنفيذ عملية تفجير في مكة المكرمة في يوم وقفة الحجاج على جبل عرفات في التاسع من ذي الحجة عام 1433 الهجري (25 أكتوبر 2012 الميلادي)، وأنّه أخبر السلطات السعودية قبل ذلك بيومين أنّ نائب القنصل السوري في جدة quot;شوقي شماطquot; أبلغه أنّه اختير لتنفيذ العملية، وأنّ هذه المعلومات كانت سبب إبعاد السلطات السعودية لثلاثة دبلوماسيين سوريين من جدة بينهم شوقي شماط ، مع التأكيد بوجود خلية تابعة لحزب الله تضمّ أكثر من 20 شخصا، كانوا على اتصال مباشر بالشماط والقنصلية السورية التي تحولت إلى ثكنة استخباراتية حسب وصفه. وهناك سوابق إرهابية عديدة لحزب الله وداعميه ملالي إيران في الخليج العربي، يكفي التذكير بأشهرها خاصة ما جرى في دولة الكويت، ومنها محاولة التفجير التي استهدفت موكب أمير الكويت المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح في مايو 1985 التي نجا منها الأمير، وأدت إلى مقتل وجرح عسكريين كويتيين، وكذلك عملية خطف الطائرة الكويتية quot;كاظمةquot; عام 1986 وإنزالها في مطار مشهد الإيراني، وأعقبها خطف الطائرة الكويتية quot;الجابريةquot; في أبريل 1988 وإنزالها أيضا في نفس المطار الإيراني، وعمليات أخرى عديدة منها اغتيال دبلوماسيين خليجيين في أكثر من عاصمة عالمية.
أمّا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة،
التي لن يكون آخرها العملية التي جرت داخل سوريا يوم الأربعاء الثلاثين من يناير 2013 ، فالردّ عليها واضح من قبل النظام الوحشي، وهو (في الزمان والمكان المناسبين)، هذا الشعار البائس الذي لم يتمكن النظام طوال 42 عاما، أن يحدد متى يكون الزمان وأين يكون المكان المناسب؟. وكذلك حليفه الإجرامي نظام الملالي في إيران، الذي أشبعنا ادعاءات كاذبة على لسان كبار مسؤوليه من علي خامئني إلى نائبه علي أكبر ولايتي ب (أنّ اي اعتداء على سوريا هو اعتداء على إيران)، فإذا كان نظام وحش سوريا (ينتظر الزمان والمكان المناسبين للرد) فما هي حجة نظام الملالي في عدم الرد، وهو الذي يدّعي قدرته على تدمير إسرائيل في دقائق عبر صواريخه القادرة على الوصول إلى تل أبيب وكافة المدن في دولة الاحتلال...فمتى سيكون ردّ نظام الملالي أو وكيلهم اللبناني حزب الله، الذي لم يطلق رصاصة على الاحتلال منذ الاجتياح الإسرائيلي الأخير للبنان بعد خطف الحزب للجنود الإسرائيليين، وتدمير معظم البنية التحتية اللبنانية ، مما دعا حسن نصر الله للقول صراحة (لو كنت أعرف انّ الرد الإسرائيلي سيكون بهذا الشكل لما أقدمنا على خطف الجنود الإسرائيليين). وتستمر مزايدات نظام الملالي من خلال زيارة (سعيد جليلي) مسؤول مجلس الأمن
القومي الإيراني لدمشق الأيام القليلة الماضية حيث أبلغ نظام الوحش (استعداد طهران لمساعدة دمشق في أية خطوة للرد على الغارة الإسرائيلية وأن تلك المساعدة مفتوحة على مختلف الجوانب لوجستية وتقنية وأمنية). فطالما هذه القدرة الإيرانية موجودة لماذا لم تدخل حيز التطبيق ضد دولة الاحتلال منذ عام 1979 ، متذكرين أنّ الاحتلال هو من أمدّ نظام الخميني بالسلاح في حربه مع نظام صدام حسين، وعرفت الفضيحة آنذاك باسم (إيران جيت).
لكل ما سبق فإنّ نظام بشار الوحش انتهت صلاحياته بعار مشين، ولا بدّ أن يزول بإرادة الشعب السوري مهما طال الزمن، وقبل ذلك الحكمة الإلهية ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
[email protected]
التعليقات