يتحدثون لي من منطلق وطني راقي وهاجس فكري قدير في مملكتنا السعودية، ممّن يتعاملون مع الحياة بشتى مناحيها وبشكل يومي، يواجهون العاملين في الخطوط الأمامية لدى قطاعات الدولة والقطاع الخاص، يروون لي قصص التضجّر من تدني خدمة الوطن للمواطن من خلال الموظف السعودي لمواطنه المستفيد.. لماذا؟!

هذا السؤال قاد إلى الحديث عن برامج السعودة وتوطين الوظائف وإحلال أبناء الوطن للعمل محل الكوادر المهنية الغير سعودية، وهي برامج تُحسب للقائمين عليها ولكنها لم تنضج وتكتمل بالجودة المرجوّه وتقدّم خدماتها بالشكل اللائق بحجم المكانة التي تحتلها السعودية كواحدة من أعظم دول العالم العشرين.
الغالب في المؤسسات الخدمية أصبح سعودي، والسعودة ١٠٠٪ في بعض القطاعات الحكومية والخاصّة، ورايتكم بيضاء بل خضراء في برنامج نطاقات لتوطين الوظائف.. ولكن ثقافة العمل لم تتطور ولم تنضج ولم تتغير! ما زالت نقاط إنتاجية الموظف السعودي كما هي إن لم تكن تردّت حتى باتت دول من العالم الثالث تنافسنا كما تنقل التقارير الدولية حول نقاط الإنتاجية لشعوب العالم.
برامج التغيير الثقافي والتطوير المهني التي يُعمل بها في بعض الدول المتقدّمة، لم تنجح لدى شركات سعودية سعت لتطبيقها، والسبب أن الأثر الثقافي لدى مجتمع واحد في منظومة واحدة سعودي ١٠٠٪ ابتداءً من القيادي وحتى موظفي الخطوط الأمامية الذين تشرّبوا ثقافة مدراءهم وبالتالي تدنت خدمتهم إن لم تكن فقدت جودتها.
دعونا بكل وطنية وإخلاص نعترف بأن المُقيم ذو العلم الممنهج والمعرفة الضليعة والأسلوب الراقي، سيعكس على زملاءه ثقافة الإلتزام في العمل وبالتالي الجودة في الخدمة، ولنا في أرامكو السعودية والعاملين فيها من السعوديين مثالاً، حينما تشرّبوا ثقافة الإلتزام والجودة في العمل والخدمة ونبذوا الهمجية واللامبالاة على مدى عقود من السنين مضت.
هذا المقال مُخطّط (سعودي-سعودي) نابع من غيور على نهضة بلاده. لا مانع في أن يكون مُطبّق ولو بشكل غير مُعلن، كي لا نقع في فخ سطحية البعض من أبناءنا وشر أعمال وزراءنا، ممّن يبحثون عن تعاطف الغالبيه معهم وتأييد الشعب لبرامجهم، بينما يقتلون نهضة بلادنا في مهدها مع كل قرار يجعلنا نستغني فيه عن خبراء المعرفة من المقيمين بيننا.. أقول: quot;بلا سعوده بلا توطين.. خذوا عني العلم اليقينquot;.
* كاتب سعودي