لم يعد ثمة شك بأن حزب حسن نصر الله في لبنان قد حسم أمره نهائيا بعد شهور طويلة من الترقب و الصمت و التهديدات الإعلامية الخجولة وإنتظار معرفة نتائج الردود العسكرية لعصابات الرئيس السوري العسكرية وفيالقه من عتاة المجرمين و الشبيحة التي تضامنت معه بتخطيط ورغبة من النظام الإيراني المسعور الذي يواجه اليوم أكبر تحدي ستراتيجي سيحسم مصيره منذ نهاية الحرب العراقية/ الإيرانية عام 1988 حينما تجرعوابإيقافها كؤوس السم الزعاف بعد فشل تصدير ثورتهم البائسة العقور، واليوم يذيقهم أحرار الشام ومعهم عملاؤهم ومواليهم ورموزهم الإقليميين كل معاني المذلة و العار و الإنحسار و الهزيمة المذلة التي ستؤدي لإنتحارهم لا محالة وتراجعهم خائبين ملومين و محسورين نحو مزبلة التاريخ، حزب الله اللبناني والجماعات المتحالفة معه في الشرق القديم في العراق تحديدا قد قرروا الإنخراط النهائي و المصيري في معركة المصير الواحد للنظام البعثي السوري المجرم، و أعلنوا حربهم بكل وضوح و تجرد وصفاقة على الشعب السوري الحر، كما أن خسائرهم الميدانية التي يعلنوها هم شخصيا عبر وسائل إعلامهم و بطرق ملتوية ومشوشة أضحت معروفة للجميع، كما أن الخطاب ألأخير لكبيرهم حسن نصر الله كان يتضمن بكل وضوح حلقات تحذيرية باللجوء لحماقات إقليمية كبرى من أجل محاولة إنقاذ و تعويم نظام بشار الذي غرق في أوحال هزائمه الثقيلة رغم المقويات الروسية و الإيرانية و تضامن القتلة و المجرمين من عتاة طائفيي الشرق مع نظامه المترنح والذي سينهار فجأة كما دخل لحلبة التاريخ خلسة، حزب الله بتدخلاته الفجة في الصراع السوري يرسم مستقبلا قاتما له و لوجوده وبما يؤكد بأن ذلك الحزب قد تخلى عن كل أوراق التقية و أعلن عن حقيقته بإعتباره مجرد أداة من أيادي النظام الإيراني في المنطقة تمكن من خلال الملفات الإقليمية المعروفة و الدعم المادي الإيراني الكبير وسلسلة الشطار و العيارين من أهل البيع و الشراء في الساحة اللبنانية من الإنتشار و التمدد بل وخداع الكثيرين حتى جاءت الثورة الشعبية السورية العظمى لتفضح المخبوء وتكشف كل الأوراق و تزيح أغشية التقية رغم الضجيج و الصراخ و العويل الثوري المزيف حول المقاومة و المظلومية وغيرها من الشعارات المستهلكة و المتهاوية، مقاتلو حزب الله الذين يتناطحون وأبطال الثورة السورية سيواجهون الفناء والهزيمة المرة لأنهم يقاتلون رجال طلبوا الموت من أجل الحياة السرمدية الخالدة وليس من أجل حفنة من الدولارات الإيرانية المباركة عند البعض، والمرتزقة مهما كانت أحابيلهم وقوتهم فإنهم مهزومون بالكامل إمام إرادة الأحرار المؤمنة بقدرة رب العزة و الجلال على نصرة المظلوم وقصم ظهور الجبابرة و المنافقين المرتدين لجبة التقوى المزيفة.

التكتيكات العسكرية و السياسية الجديدة لحزب الله و المشاركة الفاعلة في تنفيذ صولات عسكرية وخطط أمنية داعمة لجهود كتائب الأسد المجرمة لن تجدي نفعا ولن تنفع أبدا في حماية نظام مجرم وصل لنهاية مطافه، والضربات النوعية التي يوجهها أحرار الشام ضد جنرالات الحرس الثوري الإيراني كقتل ( شاطري ) و إقتناص العديد من مرتزقة النظام الإيراني من العراقيين و اللبنانيين و الخليجيين بات أمرا يؤرق النظام الإيراني و يثير الرعب في أوصال حلفائه مما يدفعهم للمزيد من التوحش و الهمجية المؤدية للإنحسار و الهزيمة، فإنتصار الثورة السورية الحتمي هو النتيجة الطبيعية لتضحيات الشعب السوري الحر، وكل ما يجري حاليا من حماقات يقوم بها انصار وحلفاء النظام السوري ليست سوى ممارسات ستعمق هزيمنهم وستكرس كونهم من المنبوذين وأعداء الشعوب و بما سيساهم في تنظيف الشرق القديم قريبا من رموز و ادران تلكم العصابات التي عاثت في ألأرض فسادا طويلا، لن يفلح القتلة مهما كانت تكتيكاتهم وحركاتهم الإستعراضية بالوقوف بالضد أمام حتمية التاريخ وإرادة الشعوب الحرة، وسيواجهون عار هزيمتهم ويشهدون إنحسارهم من مواقع العز لمزبلة التاريخ المستعدة لإستقبالهم ومن يلوذ بهم ويأخذ برؤاهم، لقد إمتلك الشعب السوري الحر زمام المبادرة، أما دهاقنة النظام الإيراني وطوابير العملاء فمأواهم جهنم و بئس المصير، والعاقبة للأحرار الذي سيمرغون أنوف عتاة القتلة و الطائفيين بأوحال الذل و الهزيمة، وما رميت إذ رميت و لكن الله رمى...

[email protected]