هل ممكن وبكل أريحية أطلاق لقب quot; الزيارة الجبانة quot; على زيارة اسامة النجيفي الاخيرة الى قطر؟ والسبب في سمة الجبن هذه لان الشخص المعني وهو يحتل منصب سيادي كبير في العراق تلون وتلعثم في وصف نوعية زيارته القطرية هذه، فتنقل في تصريحاته حول وصف الزيارة بالرسمية بدعوة رسمية ثم الى زيارة خاصة وأخيرا الى دعوة اعلامية من قناة الجزيرة. وفي الواقع وكما يقال في المثل الشعبي العراقي المتداول quot; أن العذر أقبح من الفعل quot; وذلك لو كانت الزيارة فعلا رسمية فتلك زيارة مرفوضة لانها تاتي خارج سياق وخطوط السياسة الحكومية والرسمية العراقية والتي تعاني من تدخل واستهداف قطري مجهري غير مسبوق وغير مهضوم في الداخل العراقي و العملية السياسية العراقية، واذا سلمنا الى التبرير الاخير بان الزيارة على ضوء دعوة قناة الجزيرة فان مثل تلك الزيارة ستكون أضحوكة ونكتة مسخة في بروتكولات السياسة والدبلوماسية على مستوى العالم وليس العراق فحسب، فكيف يستدعى رئيس مجلس نواب بهذه الطريقة المتواضعة فقط لاجراء مقابلة تلفزيونية معه ليس الا..... ناهيك عن نوعية القناة نفسها الجزيرة والتي لها موقف سلبي عملي واضح وصارخ من عملية التغير الانساني والتاريخي والجوهري والديمقراطي في العراق الجديد.والادهى نوعية التصريحات الخطيرة المنحرفة التي تمترس خلفها النجيفي في ذلك اللقاء الطائفي بامتياز.

غرابة أخرى تضاف للموضوع بان النجيفي أستخدم في قناة الجزيرة مفردة quot;جعير quot; لوصف حديث خصومه ومنتقديه ولم تكن تلك زلة لسان فلقد أكدها في بيان مكتوب وكررها بنفس البيان عدة مرات! وفي قاموس اللغة العربية ممكن ان تجد quot; الجعير quot; يمتد من الصوت العالي للمرء وثم جعرت المعزة وايضا اصوات بعض انواع الببغاء وممكن ان تنسب الى صوت الضبع وممكن ان يتحول بكاء الاطفال عند البعض الى جعير، واعتقد جازما ان النجيفي وهو يصرح وهو يصر عل استخدام هذه المفردةلم يكن معني بالمعجم العربي ومن باب التاكيد ايضا لم يكن ليقتني مفردته من سوق عكاظ او من المعلقات السبعة واجزم لم يعرف من الاساس مدراس البصرة والكوفة وتلامذتها واعلامها من جهابذة اللغة ونحوها ابو زيد الانصاري و الاخفش الكبير ويونس أبن حبيب و الكسائي و الخليل بن أحمد وتلميذه سيبويه. ان النجيفي وهو يردد المفردة على قناة الجزيرة ويصر على تكرارها في بيانه المكتوب والموزع كان يميل الى الاقتباس من الأرث الشعبي في العراق والذي يستخدم مفردة الجعير في بعض المواقف الشخصية حينما يقال ونصا quot; لاتجعر بصوتك عاليا كصوت الحميرquot;.

وهنا الطامة الكبرى ان يصدر هذا المستوى فكرا ولغة من رئيس مجلس النواب العراقي وليس غيره، شخصيا لن تخأذني المفاجأة لان المتابع الدقيق يعرف أصول وجذور هذه المدرسة جيدا، فلقد استخدم الصنم الساقط لغة هابطة ومتدنية طيلة عقود حكمه مع العراقيين ومع الخارج وكانت الذروة أثناء وبعد غزوه للكويت حيث استخدم وبشكل علني اوصاف ومفردات بحق الشعب العراقي وايضا بحق ملوك و رؤساء عرب وأجانب يدنى لها الجبين ويخجل منها قليل الحياء وشحيح الخجل فكيف على من أمتلك ناصيتها. لذلك تصريحات الجمعة الاخيرة من قبل أحد مراهقي السياسة في العراق وهو يصف الحكومة العراقية العراقية الوطنية المنتخبة quot; بالحكومة النجسة الوسخة والبرلمان القذر النجسquot; كانت ضمن هذا السياق وكانت درسا صغيرا من مدرسة كبيرة في هذا الاتجاه مع مفارقة حيث كان يقف على يساره وزير حالي في الحكومة العراقية مبتسمآ لان النجاسه تطاله وكان يقف على يمينه عضو مجلس نواب ضمن قائمة مجلس النواب الحالي وكان اكثر اشراقة وابتسامة مع الوساخة التي أنطلقت بجانبه وطالته بامتياز.

اعتقد من يتحمل وصول هذه النماذج الى الواجهة الرسمية الامامية هو التحالف الوطني دون غيره لانه يشكل ويمثل أغلبية شعبية ساحقة تتجاوز 75% من مجموع العراقيين وكان من الاجدر عدم تقديم تنازلات ومناصب غير مستحقة لهولاء وكان من الافضل حينها التحالف مع القائمة الكردستانية او غيرها لتشكيل الحكومة دون مجاملات طائفية وشعارات وطنية خادعة وكاذبة أنتجت مجرما قاتلا مثل طارق الهاشمي كنائب لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب يتجرأ بالتطاول على ممثلي الاغلبية السكانية في العراق ووزير توصف حكومته بالنجاسة مبتسما وعضو مجلس نواب يوسف مجلسه بالوساخة وتنافس ابتسامته ابتسامة ذلك الوزير على نفس منصة المظاهرات في الرمادي. ان هذه اللغة المتدنية تحمل بين جوانبها جوهر لوليد مشوه يدعى العراق الواحد وايضا تعكس صورة اشخاص مأزومين يشكلون خطر على المكتسبات الانسانية والديمقراطية في العراق الجديد والاهم انها تشكل شراكة غير مبررة وغير منطقية مع هذه النماذج المتدنية والاصل في الموضوع هم لايستحقون هذه المناصب والمفروض تذهب حسب الاستحقاق السكاني والبرلماني الى التحالف الوطني دون غيره وهذا حق لاغبار عليه، وليرتفع بعد ذلك جعير هنا وشتمية هناك لان قافلة الاغلبية الساحقة المتعطشة الى اليوم الموعود يجب ان تسير وان تاخذ طريقها الصحيح فلقد دانت مراكبها بعيدا عن خشونة القول والجلافة المعهودة.


[email protected]