&الأضحوكة الكبرى لطمس حقائق الأختلاس ومسلسل نهب خزائن ومصارف دول عربية وإيداعها بأرقام سرية شيطانية في البنوك السويسرية لم تبدأ بأبناء معمر القذافي أو إبناء حسني مبارك وشيوخ الخليج، فالمعروف للعامة قصة أخ الرئيس العراقي صدام " برزان التكريتي" وتعيينه سفيراً للعراق في سويسرا، ظناً منه وبأرشادات صحيحة، بأن مركز التهريب في العالم وسيلان الأموال وأسرارها وخفاياها هي سويسرا.... ومازالت كذلك للشياطين الأذكياء موضوع الحديث.

أما علاقة الشيطان الرجيم بهذه الأضحوكة الكبرى للتغطية على حقائق الأختلاس ونهب خزينة العراق فأنها تتعلق بأوامر محاسبة الشياطين الجدد على السرقات والخدع المالية التي لا تستقر على قرار ثابت من سلطات الحكومة الثلاث دون أن تشمل أتهام الشيطان الرجيم وعلاقته الشريرة بمصارف لبنان والأردن وتركيا وسويسرا، وتناقض اشاراتهم الى رجس أعماله بالحديث عنه بعد أن وضع يده وتصرّفَ بأموال الدولة وتركَ مئات الألوف من القتلى والجرحى والمعوقين وملايين الايتام والثكالى والمشردين.&

إني أرى أن إقناعنا بطريقة عمل الشيطان وسخريته من عمل الأنسان يحتاج الى مراجعة ذهنية في عراق الأضطرار والتناقض والتشبث والملاحقات القانونية "التي لاوجود حقيقي لها ولا متابعة للشيطان المجهول الهوية وهويات وجنسيات الأشباح المستشارين الدبلوماسية والجهل الدبلوماسي الرسمي في العلاقات الدولية التي جعلت من المتحدثين بأسم العراق يعتقدون بأن علينا أن نخاف الشيطان الرجيم الذي سبّب العجز المالي في الميزانية العراقية وخفّض أسعار النفط العالمية، ويجاهرون بأن الشيطان الخفي ( إستباح ) وأجنحته وأشباحه اللعينة أموال العراق الأمر الذي جعل شعب وحكومة العراق ورئاسة نوابها في مستقبل مجهول ومُظلم بجلوس الشيطان على عرش الدولة العراقية يحيط به مجموعة من الشياطين المسلحين من الداخل والخارج.&

وتأتي هذه الأضحوكة مع جملة الرهانات الحكومية العراقية ونوابها ومُشرّعي قوانينه على ضرورة شراء المزيد من الاسلحة والأعتدة من التجار المعهودين لأزاحة الشيطان بالقوة عن عرش الدولة بعد خروجه العلني في صورة البغدادي والتعرف على جهادييه وأسلحتهم الثقيلة، ويناقضهم في ذلك بعض المرائين بالقول أن دبلوماسية العصر الحالي تتطلب التعامل والتفاوض مع أباليس الشيطان الذين يحاولون بالقوة التربع على عروش الخلافة في دول عربية عديدة منها سوريا ولبنان واليمن ومصر والسودان وتونس والجزائر وليبيا والصومال الى جانب العراق.&

الشيطان المحاط بمجموعة من الشياطين المسلحين الملثمين، ويستطيع تعطيل مؤسسات الدولة متى يشاء، وليست لديه خطة سلام مع هؤلاء المُرائين في حكومات هزيلة تختلس أموال الدولة وتشير الى آخرين. وذكاء الشيطان يدعي ويؤكد أن الجميع يحاربونه لمطالبته بشرعية المشاركة في أموال الدولة (المسروقة أصلاً) من خزائن ومصارف الحكومات ومؤسساتها المالية.&

والظاهرة إلأنسانية الدينية القديمة" قِدَم الوجود الإنساني" هي مشاركة الشيطان الرجيم حياتنا" رغم تعوذنا منه. نتعوذ منه " في أفعالنا وتصرفاتنا وأموالنا وأملاكنا وخصوصياتنا، كما كنا نتعوذ رجسه عندما نقرأ ونسمع من أساتذتنا عن شروره ومُكره ونحن صغار في مدارسنا في بغداد، ولكن من هو هذا الشيطان وماهي شرعيّته وكيف يحتدم الجدل الديني والعلمي والسياسي والعسكري بشأنه ؟&

أولاً : أن الله سبحانه وتعالى هو رب الأزل، الله الأعظم وعظمته ليس له نظير،وليس له كفواً أحد. هذا ماتخبرنا به الكتب السماوية في التوراة والأنجيل والقرآن. ويذكر الكتاب المقدس للكنائس الشرقية والغربية المسيحية أنه عندما خلق الله الملائكة في البداية، كان الشيطان ‘لوسيفر’ المُقرّب الى الله، أجملهم وأقواهم وأحكمهم على الإطلاق. وكلمة ‘لوسيفر تعني "المضيء"، وكان يفوق كل الملائكة معرفة وحكمة وقوة، إذ أعطاه الله جمالاً وذكاءً بلا حدود. إلا أننا نقرأ في كتب الأنبياء أن " لوسيفر" الشيطان خرجَ عن طاعة الله في وقتٍ ما واحتقر الرب وتمرد عليه، وامتلأ قلبه بالكبرياء وأراد أن يسلب مجد الله وجبروته ويجلس على كرسي السماوات والأرض، فطرده الله مع ملائكته الأشرار وسموا بالشياطين التي تعني أعداء الله. ويتحاجج علماء المسلمين في قوله سبحانه وتعالى لأبليس الشيطان : (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) الحجر (42).

ثانياً : ملاحقة الموضوع تتطلب معاينة مايجري اليوم من إختلاسات شيطانية يرتكبها سياسياً بعض ممثلي العراق وقادة أحزابه. وتختلف الدول في نظرتها للتعامل مع الشيطان السياسي المختلس وتلاحقه والغاوين معه في كل جحر و كل وادي وأرض وبحر وتتصدي لأعماله والتعريف به بأسلوب واضح وخطوات إجرائية قضائية واضحة. تمنع الدول المتحضرة، بالأفعال لا بالأقوال، بدع حركات الشيطان الشرير وتخريبه وأرهابه وسلاحه وأختطاف أشباحه للرجال والنساء والأحياء من البشر وإستخدامهم كرهائن لحين دفع الفدية عنهم. وخطوات حل الأزمات العراقية الحكومية لاتبدو موفقة في تجميد ووقف بدع الشيطان لوجوده معهم وبينهم في مناطق متمردة في الأنبار وصلاح الدين ونينوى ولاتخضع لسلطة حقيقية، ومناطق متنازع عليها في كركوك وديالى ونينوى وألأنبار، لذا فقد حظي الشيطان وجنده بأراض شرّعها لنفسه وأقام عليها دولة الخلافة وأقاليم عشائرية لقتال دولة الشيطان في بغداد. الخطوات الحكومية لاتبدو موفقة لأنها لاتبدأ من الداخل بقطع دابر شياطين التصرف بأموال العراق وتهريبها الى مصارف الشيطان في سويسرا، ولا تبدأ بأفضلية تحكيم قبضة سيطرة القوات الأمنية للدولة وإنزال الضربة الحاسمة الموعودة لأبعاد الشيطان ورجسه وزمر داعش ومحتضنيهم في مدن وقرى ومزارع وبيوت عراقية. ولغز الشيطان العراقي الرجيم وسخريته أنه يقوم، باقصاء وتهديد شيوخ السنة مرة وأقصاء وتهديد شيوخ الشيعة مرة، ثم يغازل بسحره آذان الطرفين بالوسوسة وأمال السلطة والمال ويتفقد الأستجابة الخجولة من أطراف إنتهازية بينهم، تُرجّح إنتصاره لأن الله سمح له بأرتكاب الشرور الى يوم القيامة، التي نراها على شكل أحداث دموية طائفية في القتل والتفجير وتهريب النفط والأختلاس اليومي دون رادع، كما تفعل دول أوروبا الشرقية والغربية وأمريكا الشمالية.&

ثالثاً : المشكلة في منظور البعض هي خروج توصيات تخديرية من رجال دين وسياسين تحثُ على محاربة الشيطان الخيالي وشكواه ومكره ومطالبته الحكومة بأرجاع ما يُسرَق ويُختلس من خزينة بيت المال "بعلمه"، وتضيف اليوم الحركات الجهادية الأسلامية لدول الأمراء والخلافة صفة الشيطان على كل موظف مسؤول عامل ضابط جندي رب بيت ربة بيت أو من ترتأي خروجه عن طاعة الله "وعلى الأصح عن طاعتهم" في دولة الخلافة القادمة. وينبس الشيطان في آذان البعض ويؤم المساجد ويخاطب ويجند كل القوى لمعارضة الأنظمة الفاسدة وتجنّد الحكومات الفاسدة المُعارضة للخلافة الأسلامية أبناء الشعب في عمل دؤوب لإنهاء رجسه ومكره الشيطاني. فكما ينبس الشيطان في آذان الناس تنبس الحكومات المعارضة للخلافة الأسلامية بوسائلها الإعلامية بعدم التورط في أعمال شيطانية لقذارتها ورجسها وتحريمها من جهة أخرى. وتتداخل شيطنة الطرفين بحيث لم يعد في الأمكان التمييز. لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستمرار في التعامل على هذا الاساس الأسطوري القصصي المبني على فبركة دهاء إبليس واخلاء الساحة لأرادته الفذة.&

رابعاً : ألامر الذي يعنينا أننا نعيش في ظروف يحيط بنا الشياطين من كل جانب ونسكت، وندرك تقمصه قدسية الملائكة ونسكت، وتتسابق الذئاب الجائعة للثروة السريعة مع الشيطان ونسكت. فكيف تدوم السكينة بهذا الصمت والشيطان يحوم من حولنا ؟&

&الشيطان كما ورد في الكتب السماوية " كائن روحي حقيقي حي، وليس مجرد خرافة، أسطورة، أو تلفيق من الخيال". وأن الاستعاذة بالله من الشيطان واجبة كلما شعر الأنسان بخطره ووجوده وأن الأنسان لا يستطيع أن ينهي الصراع الأزلي بين الملائكة وبينه.

وموضوع بحثي هنا ونحن في عين العاصفة الشيطانية، يخصُ أجندة الشيطان وتناقضها فهو يجمعنا ويفرّقنا حسب مشيئته، يظهر ويختفي كما تقلب عملة صعبة بوجهين، خصم للحكومة ومعارضيها وخصم الأشباح الشيطانية الحكومية، وتعريف الشيطان إبليس الذي يرفرف من حولهم ولاتشعر بوجود فعلي له، له سلطة سلطان الضلالة، وله سلطة الإغواء وتزيين الباطل والتسلط على بعض الناس لضعف إيمانهم، ودناءة نفوسهم بتواطئهم معه، وخروجهم عن طاعة ربهم ؛ ذلك لأن الله تعالى يقول (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وعلاقة رجمُ الشيطان لتصرفه بأموال العراق المسروقة ثقافة دينية تربوية مجتمعية يحتملها عقل الصبي الصغير السن ويصدّقها عقل الكبير. سبحان الله.

&مسلحو داعش

ما يخصني هنا هو التحليل والبحث والاستقصاء هو فتح الباب وعدم غلقها لحين فهم السلوك البشري لرجس الشيطان وإختلاسه لسنوات أموال العراق أو دور هاجس شيطان الحكومة والمتعاطفون مع سلطة الدولة في محاربته من أفواج منتسبي الكائنات الفضائية، ثم السلطة الهمجية "للدولة الاسلامية وجهادييها وخرافة أمرائها" وأستحالة تمييز موقع جلوس الشيطان بينهم بعد أن تم طمس هوية التعريف بالشيطان الرجيم والتعمق بشخصية وجوده الغيبي ونزوات الأختلاس وسرقات المهربين الشياطين المتلاعبين بأرزاق الناس ومحاسبتهم قضائياً لكونه الموضوع الأكثر أهمية ونفعاً وأيماناً بالعقيدة الأسلامية والهداية من رجم الشيطان بحجارة ولعنته وبأصوات تصرخ للجهل والفتنة والرياء.

أذا كنت معي لحد هذه النقطة، فأننا بحاجة لمعرفة حجم ووسع دائرة المنطقة الجغرافية للبلدان التي يتحكم بها الشيطان في مخيلته وتفضيله المصارف السويسرية، ولماذا لم يشمل خرابه ودماره إلا دولنا في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والصومال ويقوم بتعطيل عمل الدولة وبتيتيم المسلمين والمسيحيين والأزيدين ويدخل من دون إذن، بيوتهم ويستبيح نسائهم ويستحوذ على ممتلكاتهم ولايمتد بتحكمه الشيطاني الغاوي المغولي وشن هجومه بالأسلحة الثقيلة إلى دول الضلالة والكفر والكذب والسرقة الغربية والشرقية من حدود روسيا و الصين الى أنكلترا وأمريكا ؟&

وعلى هذه الأسس اليتيمة الكاذبة التي تباع في مجتمعاتنا ويُصدّقها رجل دين أو سياسة أو أستاذ جامعي،فأن الأنسان لا يستطيع أن ينهي الصراع الأزلي بين الشياطين والملائكة.

&

باحث وكاتب سياسي&

&