الحديث الان في العراق يدور اولا حول الحملة العسكرية لتحرير تكريت من اوباش داعش المجرمين العتاة، الذين استباحوا العراق وأهله، ولاسيما النساء والاقليات. وفي هذا اليوم العالمي للمرأة لابد من تذكر مأساة النساء الازيديات ضحايا الفاشية الاسلامية الداعشية...
&الدعاية الرسمية وشبه الرسمية تتحدث عن كونها ستكون معركة عراقية بحتة مع ان الاعلام الايراني ينشر صور سليماني في ساحات القتال وكأنه سيكون منقذ العراق من ارهابيي داعش.
&يعرفه الجميع هو ان عماد الحملة يتكون من المليشيات التي تشكل ما يدعى بالحشد الشعبي والمرتبطة بسليماني، والتي يقودها حاليا ابو مهدي المهندس المطلوب للعدالة الدولية بتهمة تفجيرات بيروت والكويت في بداية الثمانينات، وكان ضابطا في الحرس الثوري.
منذ وقت، كتبنا مقالا عنوانه (الحشد الشعبي مشكلة وليس الحل).. وقد تراكمت الشكاوى يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، من تجاوزات وانتهاكات طائفة منسوبة لفرقاء في هذا الحشد، ولاسيما ميليشيا بدر التي تحتل وزارة الداخلية. وحتى المرجعية الشيعية اشارت أكثر من مرة لبعض هذه التجاوزات وحذرت من تكرارها. وكتبنا ان محاربة داعش على الارض تتطلب جيشا عراقيا قويا، يدين بالولاء للوطن والشعب وليس بمليشيات طائفية تزيد النيران اشتعالا، وهذا مع الاسف غير متوفر حاليا.
ان دخول تكريت بالمليشيات وقوات سليماني تهدد بإعادة انتهاكات قد تكون أكبر وأخطر مما جرى. ان إيران تعتبر تكريت مدينة صدام وتربطها بحرب السنوات الثماني. وهذا مما يهدد بإعمال انتقامية ضد السكان المدنيين سوف تخدم تنظيم داعش وتؤجج الكراهية والمصادمات الطائفية.
امام الدكتور العبادي فرصة مهمة لكي يمنع هذه النتائج المرعبة لتحرير تكريت بمنع المليشيات وقوات فيلق القدس من دخولها. والاستناد للجيش، رغم نقاط ضعفه، والى العشائر المسلحة جيدا التي تحارب داعش. انها فرصة نادرة لكسب اهالي المناطق ذات الاكثرية السنية واشعارهم بأنهم جزء من هذا البلد وان الحكومة ترعاهم وتبدد القلق الذي يشعرون به ولا يندمون على فرحتهم بذهاب المالكي الذي خلق أجواء ساعدت داعشا والمسؤول عن احتلال الموصل وما تبعه من كوارث. وامام الحكومة امتحان وفرصة لبث روح الوئام والمواطنة والمصالحة وما يعنيه من التفاف حول الحكومة للتخلص من داعش ولئم الجراح وحل المشكلات. فهل العبادي قادر على مثل هذا المسار أم ان إيران والمليشيات وحواضن داعش سوف تعمل بالاتجاه المعاكس.
شخصيا لست متفائلا لان القوى الطائفية واعداء التغيير هم الاقوى والمالكي ورهطه يتصرفون وكأنهم لا يزالون سادة الموقف والسلطة.& ولكن مع هذا فقد تسير الامور مسارا مريحا.
&