قال باراك أوباما في خطابه الأخير أمام مؤتمر مكافحة الإرهاب في أميركا: إن ممارسات المالكي الطائفية في العراق ضد السنة العرب، وجرائم الأسد هي وراء نمو داعش، واعتبر أن الأسد هو من دعم نمو داعش.&

في هذا القول يحاول أوباما ابعاد سياسته عن الواجهة، والتي هي السبب الأساسي والرئيسي، ليس في ظهور داعش ونموها، بل في ممارسات المالكي وجرائم الأسد. أوباما وادارته، يريدون الدفاع عن سياساتهم التي كلفت شعوب المنطقة ملايين الضحايا والمشردين واللاجئين والمعتقلين والمدن المدمرة. إضافة ان نفاق أوباما واضحا في خطابه وسياسته، فهو يحاول ابعاد إيران عن واجهة الجريمة أيضا.&

أوباما يعرف أن وراء سياسات المالكي كانت إيران وثقافة ملاليها وسلوكهم الطائفي الإرهابي المجرم. ثم خرج علينا قبل أيام رئيس السي أي ايه بالقول إن أمريكا وروسيا منعت سقوط الأسد، لكي لا يأتي المتطرفون. بعده تابعت هذه الإدارة كذبها الصفيق أمام العالم بتصريحين لوزير خارجتيها جون كيري الذي أذهل العالم بصفاقة كذبه عندما قال" نحن نعلم بوجود قوات إيرانية بالعراق بقيادة قاسم سليماني، لكن دون اي تنسيق معها!! وانه امر داخلي يخص الحكومة العراقية.&

والتصريح الثاني نحن مجبرون للتفاوض مع الأسد من اجل انتقال سياسي في سورية، وسنرى اية وسائل ضغط ممكنة لتحقيق ذلك. جون كيري لم تضع به ال 100 ألف دولار التي كان يتقاضاها كلما زار سورية، كعضو كونغرس لكي يحسن صورة آل الأسد في أميركا. لم تضع فيه صحون الحمص بباب توما، كله على حساب الشعب السوري ومن أمواله المنهوبة. رجل لا يخون الخبز والدم. قلت في أكثر من مكان عندما تم تعيينه وزيرا للخارجية أنه لا يفهم إلا بالملف الاسدي. الملفت للانتباه أيضا خراب الضمير الأخلاقي وحتى المهني لمعظم شخصيات هذه الإدارة، هي كتابات السفير السابق روبرت فورد بعدما ترك منصبه. السفير فورد الذي كان يرفض تسليح الجيش الحر ويرفض حتى دعم الناشطين في الداخل اثناء التظاهرات السلمة في السنة الأولى للثورة.&

تقاريره التي كانت تتحدث عن خطر الإسلاميين والمعارضة التي لا تضمن حقوق الأقليات!! أصبح يتحدث بخلاف ذلك الآن ويحمل الإدارة مسؤولية ما وصلت إليه الأمور. في آخر مادة له عنوانها سورية وصمة عار في جبيننا جميعا!! لا يقول في جبين أوباما وتقاريره السابقة لترك منصبه عن وضع الثورة السورية. عموما منذ سنتين ونحن نسمع عن مسألة إعادة تأهيل الأسد، وكأنه غير مؤهل في السابق!! تأهيله لماذا؟ تأهيله لكي يكون امريكي أم إيراني أم روسي؟ اذا كان الطرف الوحيد في العالم القادر على اسقاطه دوليا وداخليا هو أمريكا، هل يصبح آل الأسد أمريكيين أم كانوا كذلك ليعيدوا تأهيله واستمراره؟ اعتقد ان استخدام المفهوم بحد ذاته خاطئا، لأن لذي ارتكب الجريمة خلال أربع سنوات هو مؤهل أساسا. هم يسقطون مؤهل إن أرادوا كما أسقطوا حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلى عبد الله صالح. بالنسبة لجماعة إعادة التأهيل، هل كان آل الأسد مؤهلين أكثر من حسني مبارك؟ كل الأنظمة الموجودة الآن مؤهلة أميركيا، ما عدا الأنظمة التي هي بقايا الحرب الباردة تقف في المنتصف إلا نظام آل الأسد مؤهل إسرائيليا منذ اتفاقيات الفصل عام1974.

الحديث هنا يقتضي المرور على رؤية الحزب الديمقراطي لانظمة المنطقة وتعامله التاريخي معها. نلاحظ أن الديمقراطيين هم من ابقوا صدام بالحكم سنوات وهو لا يحكم إلا نصف العراق تقريبا. ابقوه في مخبأه ثمان سنوات في عهد بيل كلينتون. الحزب الديمقراطي لديه تجربة عنصرية قوية في النظر لشعوب المنطقة بأنها يجب أن تحكم بالعسكر. شعوب لا تستحق الديمقراطية. اوباما من أعاد تأهيل نظام البشير السوداني المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة القيام بجرائم إبادة ضد الإنسانية. هل هنالك قرار دولي بتجريم الاسد مثلما كان عن البشير؟ لا يوجد اذا قضية اعادة التأهيل قضية لتعبئة الفراغات اللااخلاقية التي تركتها سياسة اوباما في المنطقة.

&المسألة تتعلق بأن اوباما في سياسته كما عبرت عنها ايضا تصريحات كيري، يريد تأهيل الجريمة الاسدية، لتصبح مثالا يحتذي ضد اي شعب من شعوب المنطقة، يثور من أجل حريته وكرامته. هنا الطامة الكبرى في سياسة اوباما وليس فتح تفاوض مع الاسد او غيره، نعم اوباما يريد شرعنة للجريمة، ربما ستكون محصلة الاتفاق المزمع مع إيران الملالي. لأن الملالي هم طرف رئيسي واساسي في هذه الجريمة. المسألة ليست تأهيل بل شرعنة القتل بحق الشعوب. لهذا اوباما ايضا لايريد حتى القضاء على داعش لأنها إحدى هذه الادوات الجرمية. الصوملة واللااستقرار هي الخيار الاوبامي المطروح، وهذا ما كتبت عنه منذ الشهر الاول للثورة السورية2011.