في اللقاء الذي جمع بين السيد رئيس إقليم كوردستان العراق والقيادة الامريكية المتمثلة برئيس الولايات المتحدة ونائبه اكدت الادارة الامريكية من خلال البيان الصادر عن الاجتماع التزامها في اطار الاتفاقية الاستراتيجية بعراق فيدرالي ديموقراطي موحد وفقا للدستور كما ان السيد البارزاني وضح من جانبه انه لا يمكن تحديد موعد لاستقلال كوردستان رغم انه اتي وان هذا الاستقلال لا يمكن ان يتحقق من خلال العنف والقتال وانما بالحوار والتفاهم هذا بالإضافة الى تصريحات السفارة الامريكية المتكررة حول الالتزام الأمريكي بوحدة العراق.

ما سبق يعني ان الولايات المتحدة الامريكية والجانب الكوردي الذي يشكل ثاني اكبر قومية رئيسة في العراق ملتزمون بوحدة العراق الاتحادي الديموقراطي رغم كل الإشكالات التي رافقت العملية السياسية وان اية مزاعم حول دور الكورد وامريكا في تقسيم العراق حديث خرافة.

الكرة الان في ملعب السلطة الاتحادية لحماية هذه الوحدة والمشروع الديموقراطي في العراق فلم يعد مقبولا داخليا اتهام الكورد بتقويض الوحدة الوطنية ولا خارجيا اتهام الولايات المتحدة بتقسيم البلد وفقا لما ذهبت اليه اطراف في السلطة الحالية بسبب نية الولايات المتحدة تزويد السنة والكورد بالسلاح الضروري لمواجهة الدولة الإسلامية وارهابها.

المفروض والمطلوب من حكومة السيد العبادي والتحالف المؤيد له بعد التجربة المرة التي مر بها العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري وحتى الان استيعاب حقيقة ان العراق لا يمكن ان يدار من قبل لون واحد قوميا كان ام طائفيا وان اقل ما يمكن ان تؤدي اليه سياسة الغاء الاخر هو الاحتراب الداخلي والتقسيم وعليه فان السلطة الاتحادية و حكومة السيد العبادي التي حققت خطوات إيجابية رغم محدوديتها في ملف معالجة المشاكل مع إقليم كوردستان مدعوة الى جملة خطوات جدية وعاجلة لضمان وحدة العراق الاختيارية المبنية على المساواة التامة في الحقوق والواجبات وهذا يعني، فيما يعنيه، توفير المناخ السياسي الملائم لمصالحة وطنية حقيقية والعمل من اجل الغاء المحاصصة والطائفية التي تكاد تصبح تقليدا خطيرا في العمل السياسي والإداري و ممارسة السلطة والتي الحقت اضرار كبيرة بالوحدة الوطنية و في إلغاء دور الكفاءات الوطنية وتفشي وتنامي ظاهرة الفساد بشكلها الحالي المرعب وأيضا ظهور التشكيلات المسلحة المختلفة بعيدا عن سيطرة الدولة ومؤسساتها الأمنية.

من الضروري إعادة ترتيب البيت العراقي الإداري ان صح التعبير ومنح المحافظات المزيد من الصلاحيات والاستقلالية في اتخاذ القرار وفقا للدستور وضمان عدالة توزيع الثروة وناتج الدخل القومي والمشاريع الاستراتيجية بما يكفل نموا متناسقا لكل أجزاء البلد و الاهتمام الجدي والحقيقي بدور المرأة و جيل الشباب وفتح الأبواب امام مشاركتهم في مختلف ميادين الإدارة وممارسة السلطة وصنع القرار فلم يعد مقبولا ولا يمكن ان يكون صحيحا ان يدار البلد بعقليات وأفكار تجاوزها الزمن.

أيضا لابد من بناء علاقات طبيعية مع دول الجوار والمحيط العربي تضمن استقلال القرار العراقي والمصالح المشتركة المتشابكة بما فيها تحقيق جبهة عريضة ضد الإرهاب ودولته المزعومة.

الكرة الان حقا في ملعب السلطة الاتحادية لحماية وحدة العراق ووضعه على طريق التعافي و محاربة العقلية التسلطية الفئوية والطائفية في بلد متعدد الأعراق والأديان والتوجهات ومن المؤكد ان لم تحترم هذه التعددية فان أي حديث عن وحدة العراق سيكون من باب التمنيات وسيكون من الطبيعي ان يقال ان العراق موحد حتى اشعار اخر!

&

[email protected]