&

منذ قيام الثورة الايرانية عام ١٩٧٩ و تحول النظام الى جمهوري ديني بقيادة الولي الفقيه بدا السعي لتحول ايران الى جمهورية الدين الاسلامي و ان تكون قائدة للامم الاسلامية لان ثورتها و حكومتها دينية مع تحقيق الاهداف السياسية في التوسع و السيطرة، في الماضي كان الشاه يحاول بسط نفوذه على الدول العربية بالقوة العسكرية و الصداقة مع الغرب، وبعد سقوط نظامه ورث نظام الولي الفقيه هذه النوايا ولكن باضافة الطابع الديني ليكون التدخل شرعيا، فظهرت ثلاث نظريات لحكم الولي الفقيه اثنان منها تسعى للتوسع.

اولى النظريات لحكم الولي الفقيه هي “القومية الاسلامية” لمهدي بازركان رئيس وزراء الحكومة المؤقتة بعد الثورة فسعى لتاسيس حكومة موالية لسياسة السوق الاقتصادي العالمي و النهوض بالبلاد لتكون في مصف الدول المتقدمة و توجيه الطاقات و الموارد و قوة الثورة لتحقيق الاهداف القومية الداخلية، ولكن الخميني و قيادته عارضوا هذه النظرية لانها ابتعدت عن اهدافهم، فقرر بازركان وحكومته المؤقتة الاستقالة جماعيا.

النظرية الثانية كانت للخميني وهي “تصدير الثورة” للقضاء على الحكومات الجائرة في كافة الدول الاسلامية و العربية تحديدا و اتهامها بالفساد و التسلط و الخروج عن الاسلام مع دعم الجماعات المنشقة بالسلاح و المال لاقامة “الحكومة الاسلامية العالمية” و نشر العقيدة الدينية، بسبب هذه النظرية التي امتزجت بسياسة التوسع و الاحتلال الديني بدات الاعتداءات و التدخلات في شؤون دول الجوار فكانت احد اسباب الحرب العراقية الايرانية التي اوقفت تصدير الثورة عند حدود ايران.&

اما النظرية الثالثة “ام القرى” لمحمد جواد لاريجاني رئيس مركز الابحاث و امين لجنة حقوق الانسان و تنص على تحول ايران الى مركز الاسلام العالمي و تشكيل امة اسلامية واحدة باستثارة الولاء الديني للشعوب لصهرها و توحيدها خارج اطار الولاء الوطني و جمعها تحت قيادة دولة “ام القرى ايران” و حكومة الولي الفقيه التي تقدم الاسلام الصحيح و تحافظ عليه لتقودها و تدافع عنها، ان نظرية ام القرى تعتمد على نظرية الخميني “تصدير الثورة” ولكن ليس بدعم الجماعات و اسقاط الانظمة و تحويل مدينة قم الى مركز اسلامي ولكن بتحويل كل ايران الى مركز الاسلام العالمي مع اثارة النزعة الدينية للشعوب و تقديس حكومة الولي الفقي.

نظرية ام القرى تحمل هدفين الاول السيطرة السياسية عن طريق الاحتلال الديني و جعل الولي الفقيه هو “امير المؤمنين” الذي يحكم بسلطته الدينية كل الدول التابعة لام القرى متجاوزا كل الحدود الجغرافية، الهدف الثاني هو حماية ايران من القوى الدولية ففي حال نشوب اي نزاع تثور الحكومات و الشعوب الموالية على مصالح الدول المعادية لايران و تقف ضد اي تدخل عسكري او سياسي فتكون بذلك جيوش اضافية مستعدة للقتال لحماية المصالح الايرانية، و الغريب ان نظرية ام القرى تتناقض مع المادة ١٥٤من الدستور و التي تنص على ان “جمهورية ايران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الاخرى” لكنها تتوافق مع اهداف السيطرة على الدول، في النهائية نجد ان النظريتان تصدير الثورة و ام القرى تستخدم الاسلام لتغطيه اهداف ايران السياسية التوسعية.&