تمكن ،فيما مضى ،الرئيس التركي ؛رجب طيب اردوغان ،بمهارة فائقة ،ان يمزج بين السياسة والدين ،بجرعات اسكرت عقول محزبيه ومريديه ومتصوفته، في تركيا والعالم الاسلامي ،ولعب اردوغان ببهلوانية تحسب له على الحبال ،فاستلفت جمهورا واسعا ،بل احتل الصدارة ،وعرف بفطنة ودهاء منقطعي النظير ،كيف يعزف على الوتر الحساس، & &حتى انتزع الإعجاب اقليميا ودوليا من الاصدقاء والخصوم، حيث تحول الى لاعب دولي ،محترف في "الدين السياسي" ،بيد انه لم يستطع ان يحافظ على ما استحوزه من نجاحات ؛فثمة عوامل نالت مؤخرا من رجل الدول التركية الاوحد ،بل قهقرته عن مواقعه التي كان قد بلغها، بخاصة حين غدر به طموحه، واوحى اليه &ان لا يظهر &إلّا بمظهر " الخليفة" او"السلطان"، فزاحمه الغرور والعناد الشخصي ،حتى سقط ذريعا في مستنقع تجاهل الآخر، في الدولة والمجتمع التركيين، ثم اطبقت عليه الانانية الحزبية باثقالها ،فسعى &حزبيا ،الى إلغاء كل دور للمكونات والاحزاب الاخرى ،وجاهر ب"الرغبة المنفردة"،في تغيير الدستورالتركي ،كيما يناسب"مقاسه الحزبي"،ولم يلتفت الى"النفور السياسي" ،الذي ترتب على "الارادة الحزبية المنفردة"،والتي ترمي الى مس علمانية الدولة التركية ،والغاء "الصبغة الكمالية"السائدة ،واستبدالها بذهنية اسلامية خالصة ،تقف على العداء من المبادئ العلمانية والمدنية ،التي ارستها "المدرسة الاتاتوركية " ،واراد ان لا تتلون الدولة التركية الا والى الابد بها ،فطفح من ههناك التزمت الديني، الذي سارع اردوغان يسبغه على المجتمع التركي ،وبمعنى اوضح: استجر مواطنيه من عقدة الدين السياسي ،الى مشاريعه الحزبية. واذا كان العامل الديني هو الذي ساعد اردوغان وحزبه على البروز، فانه من غير المستبعد ،ان يدفع هذا العامل عينه نجميهما وبشدة اكبرنحو الافول، لأن السحر اضحى يغدر بالساحر ،لاسيما بعد ان ساهم اردوغان ،في دعم وصناعة التطرف وبث خيوطه و شروره، في نسيج المجتمع التركي ،عبر تقوية النزعة الدينية، فحوّل مؤسسات الدولة &العلمانية / المدنية ،الى هيئات اشبه بشرعية ،او على شاكلة "تكايا" ،وأنزل شعوبه في تركية ،الى مرتبة لا تزيد &عن "دراويش تحت الطلب " ،ثم بذَّر المال في السياسة ،فبالغ في شراء الذمم بمعايير مقاولاتية ،اشاعت الانتهازية والوصولية ،وجسدت الانانية على الاصعدة الشخصية والحزبية والوطنية، في الدولة والمجتمع ،كما وناصبَ ،فضلا عن التيارات العلمانية، الحربَ والعداوة جميعَ مَنْ سوى حزبه من الحركات الدينية ،بخاصة حركةُ استاذه "فتح الله غولن"، وفرض الحظر على النهج "الغولاني نسبة الى غول"، مستغلا صلاحياته كرأس لهرم الدولة التركية ،ليس هذا وحسب، بل &انتهت كذلك مرواغاته في القضية الكردية ،الى وقف التفاوض مع حزب العمال الكردستاني ،وزعيمه ؛عبدالله اوجلان المعتقل في جزيرة ايمرالي التركية، وباشر بقصف المدن والقرى والدساكر الكردية بلاهوادة اورحمة،بعد حصار شعبه من الكرد ،بالجوع والقهر والموت والاستبداد ،فتعجلت حقيقته التي انكشفت بفضائحية للقاصي والداني، ثم تصاعد عامل اخر من ألسنة تطرف اردوغان؛ إذ اتُهِمَ وحزبه بالتورط في صناعة ،اواقلها تقوية الحركات الراديكالية ؛كداعش والنصرة ،واطلاق نقمها الإبادية في سورية والعراق ،حتى تسبب بالاشتراك مع دول اسلامية واقليمية ،من طينة عجينته الفكرية، في ابادة وتهجير الاقليات في كل من سورية والعراق ،بعد السطو على الذهنية المسلمة / السنية تارة بالترغيب واخرى بالترهيب والقهر ،ولم يقف عند هذا الحد ،بل افقد الدولة التركية ما كانت قد ابتنته، عبر عقود من حظوظ ومؤهلات ،كادت قبله بها، ان تلامس اشتراطات الضم الى الاتحاد الاوروبي ،بخاصة بعد ان ثبت لاوربا ،ان اردوغان يلعب دورا رئيسا في تصدير الارهاب والتطرف ،الى اراضيها ويسجل &قرائن وادلة تدينه ،وان ادعى البراء منها، ومن تلك الادلة: اشتراطه وبمنطق "مافياويّ" ،ان يسعى او يبادر لقاءَ تسهيلِ عمليةِ قبولِ إدخالِ "تركيتهِ" الى الاتحاد الاوربي ،الى ضبط تدفق هجرة الاصوليين والسلفيين واصحاب النزعات العدائية من المسلمين الى البلاد &الاوروبية &..الرجل فقد كازماه داخل تركية وخارجها ،بل اهدر كل ما كان شيده ،واضر بافعاله الى تركية وحزبه وشخصه والاسلام ،فاصبح قاب قوسين او ادنى من الهاوية ،او قل صعدها ؛وايما صعود..!

&
&