بات مكشوفاً وواضحاً أنّ هناك تبادل منافع سياسية بين تركيا وروسيا فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعطى مهلة معلنة في إدلب للروس كي تنجز قوات بشار الأسد، "المطعمة" بقوات روسية ومجموعات إيرانية ومن حزب الله اللبناني أيضاً، هذا التقدم الذي حققته في ضواحي مدينة حلب التي بقيت "صامدة" كل هذه السنوات الطويلة منذ عام 2011 وإلى ما قبل أيام!!

وبالمقابل فإن الروس قد قدموا تنازلاً مجزياً في ليبيا للرئيس التركي الذي من المعروف أنه يتصرف، وهذا كان أعلنه أكثر من مرة، على أنه الوريث "الشرعي والوحيد" للسلاطين العثمانيين في إفريقيا العربية وطبعاً في آسيا وإلا ما معنى أن تكون هناك معسكرات لقواته وجيوشه في "قطر العظمى" في الخليج العربي؟!.

إنها لعبة واضحة ومكشوفة والمعروف أن هناك إتفاقاً معلناً بين تركيا "العثمانية" وبين روسيا القيصرية وأيضاً إيران "الصفوية" لتقاسم ليس النفوذ وفقط بل والإحتلال أيضاً في سوريا وأيضاً وبقدر معين في العراق.. والآن فإن لعبة التقاسم هذه قد وصلت إلى ليبيا وغير مستبعد أن تنتقل منها إلى دول عربية إفريقية أخرى.. وهذا على إعتبار أن أوضاع تونس أيضاً غير مريحة وغير مطمئنة!!.

والمعروف أن إيران كانت قد باشرت ومبكراًّ محاولات إنجاز ما أعتبرته هلالاً "مذهبياً" يبدأ أحد طرفيه باليمن وينتهي طرفه الثاني بمنطقة اللاذقية على شواطىء البحر الأبيض المتوسط السورية مروراً ببعض دول الخليج وبالعراق وبالطبع بسوريا لكن محاولاتها هذه كان مصيرها الفشل المبكر لإعتراضها من قبل المملكة العربية السعودية ومعها دولاً خليجية ليس من بينها بالطبع الإمارة القطرية!!.

وهكذا فإن كل هذا الذي يجري إنْ في إدلب وإن في ليبيا هو تبادل أدوار بين الروس والأتراك وأن كل هذه "الزمجرات" التي أطلقها ويطلقها رجب طيب أردوغان هي لتمرير هذه اللعبة التركية – الروسية التي غدت واضحة ومكشوفة.. وإلاّ ما معنى أن يمنح الرئيس التركي قوات النظام السوري والقوات الروسية أيضاً هدنة معلنة لتحقيق هذا الإنجاز العسكري الذي حققته وبدون أن تطلق "جبهة النصرة" المحسوبة على "الأشقاء" القطريين ولا مجرد طلقة واحدة؟!.