ثبت أنَّ أهم وأفضل علاج لداء الـ "كورونا" حتى في الولايات المتحدة هو البقاء في البيوت وإخلاء الشوارع، وبالنسبة للأردن فإنّ منْ "تمرّد" عليه في البدايات هو بعض الشباب المراهقين الذين وكالعادة قد إعتقدوا أنّ "الرجولة" هي في تحدّي القرارات الحكومية وأي قرارات ممّا إستدعى إلقاء القبض على المئات منهم وإحتجازهم في بعض المعسكرات وإخضاعهم لعمليات تدريب يومية وإلى محاضرات لإفهاهم أنّ رفع شعار: "خلّيك بالبيت" هدفه هو الحؤول دون أنْ يتغلغل هذا الـ "فيروس" اللعين بين المتجولين في الطرقات والساحات العامة وهذا ينطبق على المدن كلها وحتى القرى والبلدات البعيدة.

وربما أنّ الذين تمردوا في البدايات على القرارات الحكومية وأنطلقوا يركضون في الشوارع ويتجمعون في الساحات العامة قد سمعوا من آبائهم وأمهاتهم والكبار في "عائلاتهم" أنها كانت بطولة أن يتم التمرد على القرارات الحكومية والإنطلاق في الشوارع والهتاف بشعارات الأحزاب المعارضة وعدم الإلتزام بعدم "التجوال" وهذا كان في خمسينات وستينات القرن الماضي وأيضاً في بدايات سبعيناته.

وحقيقةً أنّ هذا لم يقتصر على "المراهقين" الأردنيين إذْ أنّ بعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا قد أبقت الشوارع والساحات العامة مفتوحة للتجمعات و"التجمهرات" وكانت النتيجة أن "فيروس كورونا" قد فعل فعله وأنّ المئات والبعض يقول لا بل عشرات الألوف قد أصيبوا به ومن بينهم بالإضافة إلى ولي العهد الأمير تشارلز عددٌ من كبار المسؤولين كرئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الصحة وغيرهم مما جعل جماهير الشوارع تعود هرولة إلى بيوتها وهذا قد حصل في حقيقة الأمر مع دول أوروبية أخرى من بينها إيطاليا وأسبانيا وفرنسا.

وحتى بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية فإنّ الرئيس دونالد ترمب قد تعامل مع الأمور على أساس أنّ هذا الـ "فيروس" اللعين لنْ يعبر بحور الظلمات ولن يصل إلى بلاده وكانت النتيجة أنّه قد فوجىء ومعه معظم الأميركيين بأن "كورونا" قد باتت تتجول في شوارع نيويورك وأنّ ضحاياها قد أصبحوا بمئات الألوف خلال أيام قليلة وأن هذا الآفة قد إنتشرت في ولايات أخرى وأن السيطرة عليها باتت متعذرة وشبه مستحيلة.

وحقيقة أنّ ما حصل مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية قد حصل مع دول أخرى من بينها روسيا وبعض الدول العربية وإيران وأنّ الصين ومعها كوريا الجنوبية والبعض يقول واليابان أيضاً قد تعاملت مع هذا الطارىء ومنذ اللحظة الأولى بمنتهى الجدية وأنها هي أول من رفع شعار: "خليك بالبيت" وطبقته بالقوة وكانت النتيجة أنّ "كورونا" قد هزمت في هذه الدولة هزيمة منكرة وأنّ رفاق ماوتسي تونغ قد بادروا إلى مساندة الدول التي بطشت بها هذه الآفة اللعينة ومن بينها لا بل في مقدمتها إيطاليا وأسبانيا وأيضاً فرنسا.. ويبقى أنه لا بدّ من الإشارة في النهاية إلى أنّ شوارع عمّان وباقي المدن قد أصبحت تبدو خالية من "المتجولين" من الصباح الباكر وعلى مدار الساعة وذلك بإستثناء ساعات محددة يسمح فيها "بالتجوال" للمشاة فقط للتزود بما يحتاجونه.. أمّا حركة السيارات الخاصة فهي ممنوعة طوال الوقت وعلى مدار الساعة.